• عبير هربت من جحيم زوجة أبيها.. وسعاد حملت سفاحًا وتركت رضيعها بالشارع • الرصيف أرحم لأحمد من زوج والدته.. وعبدالله ينام فى الشارع لضيق الحجرة بأشقائه بعدما قست عليهم الحياة نتيجة الظروف الاجتماعية الصعبة.. هربوا إلى الشوارع.. ناموا تحت الكبارى.. يلتحفون السماء غطاء.. ويتمددون على الأرصفة.. لم يتوقعوا أن التشرد فى انتظارهم بعدما سقطوا فى قبضة من لا يرحم.. تم استغلالهم فى التسول والسرقة.. والأبشع وقوعهم ضحايا لذئاب بشرية هتكوا أعراضهم.. «الشروق» التقت بعدد من أطفال الشوارع الذين تم إيداعهم إحدى دور تربية الأحداث بالجيزة بعد القبض عليهم فى حملة للإدارة العامة لمباحث الأحداث بقيادة اللواء محمود فاروق.. قالت عبير 14 عاما: «أبى طلق والدتى ثم تزوج بأخرى كانت تضربنى وتعتدى على باستمرار فاضطررت إلى ترك المنزل والبحث عن عمل فعملت كخادمة فى أحد البيوت لكن لم أستمر طويلا وهربت إلى الشارع وأقضى يومى فى التنقل بين إشارات المرور فى الشوارع أبيع أكياس المناديل لأشترى لقمة أكلها. وبدأ «عبدالله .ع»16 عاما حديثه بعيون تفيض بالدمع: «توفى أبى منذ فترة وتركنى و6 أشقاء ووالدتى بحجرتين أسفل منزل قديم ولم تستطع أمى تدبير نفقاتنا فتركت المنزل لأبحث عن عمل وأعمل صبى ميكانيكى فى إحدى الورش ويعطينى صاحبها 250 جنيا شهريا وأنام على أرصفة الشوارع والحدائق العامة لأن الحجرتين مزدحمتان بأشقائى». أما أحمد 10 أعوام فقال إن والده توفى وتزوجت أمه من آخر وطرده من المنزل ولم تستطع والدته التدخل لعودته للمنزل وظل بمسجد المنطقة أكثر من أسبوع ثم خرج كى يعمل تباعا على إحدى سيارات الميكروباص إلا أن السائقين تعدوا عليه فترك موقف السيارات وصار بلا مأوى وينام على الأرصفة. وتقول سعاد 15 عاما: «نشأت فى أسرة مفككة كان أبى يضرب أمى كثيرا ودون سبب وبعد أن توفيت فى أثناء ولادة أخى الأصغر تزوج والدى من أخرى كانت تتعدى علىّ بالضرب فقررت الهروب من المنزل وتعرفت على مجموعة من الفتيات أخذونى إلى عالم الدعارة والمخدرات حتى اكتشفت أنى حامل وبعد ولادتى الطفل قررت تركه فى الشارع ولا أعرف عنه شيئا حتى الآن. كانت الإدارة العامة لمباحث رعاية الأحداث بوزارة الداخلية بقيادة اللواء محمود فاروق شنت عدة حملات أمنية مكبرة بنطاق مديريتى أمن القاهرة والجيزة أسفرت 24 خلال عن ضبط 92 قضية متعلقة بجرائم الأحداث واستغلالهم وإفسادهم بينها تسول وتشغيل أطفال والاتجار بالبشر.
