أعلن نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس، إسماعيل هنية، الجمعة، أن الحركة تواصل حفر الانفاق في قطاع غزة، وأن مقاتلي كتائب عز الدين القسام مستعدون لأي مواجهة قادمة مع إسرائيل. جاء ذلك في خطبة الجمعة بالمسجد «العمري الكبير» بمدينة غزة، وأمام آلاف المشاركين في تشييع سبعة من عناصر كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، الذين قتلوا بانهيار نفق مساء الثلاثاء في غزة. وقال «هنية»، إن «القسام وفصائل المقاومة في مرحلة الإعداد المستمر في الجو والبر والبحر وتحت الأرض، المجاهدون سيستمرون بالإعداد وامتلاك كل وسائل القوة والمنعة من أجل فلسطين والقدس والمسجد الأقصى». وأضاف «في شرق مدينة غزة، أبطال تحت الأرض يبنون الانفاق، وغرب غزة أبطال يجربون الصواريخ كل يوم وكل صباح»، متابعا «التهدئة (مع إسرائيل) بمثابة معركة الإعداد وبناء وتطوير القوة والاستعداد لأي مواجهة قادمة مع العدو الصهيوني». وأشاد «هنية»، بأهمية الانفاق الذين تستخدمهم الفصائل الفلسطينية، قائلا: «الانفاق كانت السلاح الاستراتيجي في معركة العصف الماكول (حرب صيف 2014)، هنا على أرض غزة وبأيدي مجاهدي غزة ومجاهدي القسام صنعوا انفاقا ضعف انفاق فيتنام». وتابع: أنه بفعل الانفاق، «نفذ المجاهدون العمليات البطولية وأسروا جنودا، من هذه الانفاق، أسر المجاهدون (الجندي الإسرائيلي) شاؤول ارون، كما فعلت الانفاق في تحرير الأسرى في صفقة (جلعاد) شاليط». وأعلنت إسرائيل مقتل الجنديين شاؤول اورون وهادار غولدين، خلال حربها على غزة في 2014، إلا أنها لم تستعد رفاتهما.. ولا تفصح حماس عن مصير هذين الجنديين. وشارك في تشييع القتلى السبعة الذين لفت أجسادهم برايات حماس، مئات من عناصر القسام وعدد من القادة البارزين في حماس والفصائل الفلسطينية. وانطلقت الجنازة من المسجد العمري حيث حمل عناصر من القسام النعوش وسط هتافات تدعو لتصعيد الهجمات ضد إسرائيل. وبعد أن نثرت الورود على الجثامين، قام «هنية» بتقبيل جباه القتلى. ونادرا ما يشارك هنية وقادة حماس في مراسم تشييع في المقبرة التي تبعد مئات الامتار عن الحدود مع إسرائيل في شمال شرق مدينة غزة. وتجمع العشرات من الشبان قرب الحدود بالمنطقة القريبة من المقبرة التي تشهد غالبا أيام الجمعة، مواجهات بين متظاهرين فلسطينين والجيش الإسرائيلي. واصطف عشرات من عناصر القسام على جانبي الطريق الذي سلكته الجنازة، فيما نشرت أجهزة الأمن والشرطة عشرات من عناصرها على المفترقات التي سلكها موكب الجنازة. وقال «هنية»، «في الحصار تغلق كل المصانع، وتبقى مصانع الرجال هي حفر الانفاق والقتال والمقاومة». وتسيطر حركة حماس على قطاع غزة، المحاصر بشكل محكم من إسرائيل، في حين تغلق السلطات المصرية المعبر الوحيد منه إلى خارج إسرائيل في رفح. ويحفر المقاتلون والناشطون الفلسطينيون انفاقا في القطاع يستخدمونها من أجل تنفيذ هجمات على الإسرائيليين، وكذلك من أجل نقل أسلحة ومؤن. وأوردت وسائل إعلام إسرائيلية أخيرًا تقارير مفادها بأن «حماس» أعادت حفر انفاق كانت الطائرات الإسرائيلية دمرتها خلال حرب 2014.