تحولت ميادين وشوارع ومداخل محافظة أسيوط إلى ثكنة عسكرية بعد انتشار قوات الشرطة والجيش وقوات مكافحة الشغب والأمن المركزي منذ صباح اليوم الإثنين، على مداخل الطرق السريعة الصحراوية والزراعية، وانتشرت المدرعات بمحيط ميادين البنوك والحرب والسلام والمنفذ وبمحيط جامعتي أسيوط والأزهر وأمام مبنى مديرية الأمن ومقر جهاز الأمن الوطني ومجمع المحاكم والرقابة الإدارية ومبنى محطة السكة الحديد. وفتشت قوات الشرطة المدنية والعسكرية السيارات بالشوارع، وانتشرت التمركزات الأمنية والعسكرية بمحيط الكنائس والأديرة، في الوقت الذي خلت فيه شوارع المدينة من المارة وتوقف حركة نقل المواطنين بين المحافظة والمراكز بسبب حالة الخوف التي انتابت المواطنين. وقالت مصادر أمنية رفيعة، إن "عمليات تفتيش واسعة استهدفت مناطق سكنية بمدن أسيوط وديروط والقوصية وأبوتيج ومنفلوط والفتح وأبنوب التي يوجد بها عناصر تابعة للإخوان وأنصارهم"، لافتة إلى أن "عمليات استهداف المناطق في إطار متابعة العناصر المحرضة لارتكاب أعمال تخريبية خلال ذكرى الثورة". وأضافت المصادر، التي طلبت عدم ذكر اسمها، خلال تصريحات ل«الشروق»، أن "قوات الأمن داهمت عددا كبيرا من الوحدات السكنية المؤجرة لأجانب من الطلاب والأساتذة العرب والأجانب الدارسين بجامعتي أسيوط والأزهر"، مشيرة إلى أن "وزارة الداخلية بالتنسيق مع النيابات العامة المختصة منعت ترحيل المساجين على مدار أيام الأسبوع الجاري داخل وخارج المحافظة، في إطار تأمين السجون خلال ذكرى يناير". من جانبه، قال اللواء عبدالباسط دنقل، مدير أمن أسيوط، في تصريحات ل«الشروق»، إنه "قام بالمرور منذ صباح الإثنين، على التمركزات الأمنية بدائرة قسمي أول وثان أسيوط وسجن أسيوط العمومي"، لافتا إلى أنه "أعطى تعليمات لجميع الضباط والأفراد بالتعامل وفق القانون في التصدي لأية محاولات تزعزع استقرار البلاد وأمن المواطنين، وأن المنشآت الحكومية والشرطية خط أحمر، من يعتدي عليها يكون نهايته ومصيره الموت". وأضاف مدير أمن أسيوط: "لن يسمح لأحد بالتظاهر أو التجمهر في الشارع بالمخالفة للقانون"، مؤكدًا أن "الداخلية لن تسمح بتكرار الفوضى وفتح السجون وتهريب المساجين مرة أخرى مهما قدمت من تضحيات للحفاظ على أمن البلاد". كما أوضح اللواء أشرف رياض رئيس فرع الأمن العام بأسيوط، أن "قوات المفرقعات والمباحث الجنائية قامت على مدار 24 ساعة بإجراء تفتيشات موسعة وعملية رفع للسيارات المحيطة بالأديرة والكنائس والمصالح الحكومية الكبرى بمدينة أسيوط وأبوتيج وديروط والقوصية ومنفلوط وأبنوب والبداري، وتم وضع الحواجز الأمنية لمنع مرور السيارات".