- خفض اليوان أدى إلى انخفاض الصادرات 1.5% فقط رغم توقعات بتراجعها 8% سجل إجمالى حجم التجارة الصينية هبوطا فى ديسمبر الماضى، غير أن الهبوط كان دون التوقعات بكثير، حيث جاء أداء الصادرات أفضل من دول أخرى كثيرة فى المنطقة بعد أن سمحت بكين بانخفاض حاد فى قيمة اليوان مما يسلط الضوء على المخاوف من حرب عملات بين الاقتصادات الآسيوية التى تعتمد على التجارة. وقال دانيال مارتين كبير الاقتصاديين لشئون آسيا لدى كابيتال إيكونوميكس فى مذكرة «بيانات التجارة تدعم رأينا القائل بأنه على الرغم من الاضطرابات فى أسواق المال بالصين لم يشهد اقتصادها تدهورا كبيرا فى الأشهر الأخيرة». وهبطت صادرات أكبر بلد تجارى فى العالم بنسبة 1.4% على أساس سنوى حسبما أظهرته بيانات الإدارة العامة للجمارك يوم الأربعاء، وهو ما يقل كثيرا عن التوقعات التى جاءت فى مسح لرويترز ببلوغ نسبة الهبوط 8% ويقل أيضا عن مستوى الهبوط المسجل فى نوفمبر 2015 والبالغ 6.8%. وفاقت الصادرات الصينية فى أدائها مثيلاتها فى تايوان وكوريا الجنوبية حسبما أشار المحللون. ويأتى هذا الأداء فى وقت يتسم بضعف كبير فى حجم الطلب الخارجى. وهبطت واردات ديسمبر 7.6% مسجلة الانخفاض الشهرى الرابع عشر على التوالى لكن الهبوط كان أقل حدة هذه المرة مما كان يخشى منه وربما يرجع الفضل فى ذلك إلى اتجاه المصانع لزيادة مخزوناتها من النفط الخام والحديد والمواد الأخرى فى الوقت الذى واصلت فيه أسعار السلع الأولية والموارد العالمية الهبوط. وبلغ حجم واردات الصين من النفط الخام مستوى قياسيا مرتفعا فى حين سجلت وارداتها من النحاس ثانى أعلى مستوى على الإطلاق. وكان خبراء الاقتصاد توقعوا انخفاض الواردات بنسبة 11.5% بعد أن سجلت هبوطا بلغ 8.7% فى نوفمبر. وكانت المحصلة تسجيل فائض تجارى قيمته 60.09 مليار دولار فى ديسمبر مقابل 53 مليار دولار فى توقعات خبراء الاقتصاد و54.1 مليار دولار فى نوفمبر. وقال مارتين: «تحقيق فائض تجارى مجددا يدعم بنك الشعب الصينى فى مواجهة زيادة تدفقات رأس المال الخارجة». وبينما لاقت البيانات الصينية غير المتوقعة ترحيبا فى أسواق الأسهم الآسيوية قال خبراء الاقتصاد وإدارة الجمارك إن الصادرات ستواجه المزيد من الضغط فى 2016 بسبب تباطؤ الطلب العالمى. وقال هوانج سونج بينج المتحدث باسم الجمارك «الشركات تميل لتغطية عقودها بنهاية العام.. وستزيد أحجام التصدير فى ديسمبر». وبلغ إجمالى حجم التجارة للعام بأكمله 3.96 تريليون دولار بانخفاض 8% عن 2014 فى أسوأ أداء صينى منذ الأزمة المالية العالمية. وكانت الحكومة بدأت العام بمعدل نمو مستهدف 6%. ورغم تسجيل مستوى هبوط أقل فى حجم الواردات فى ديسمبر مازال حجم الاستهلاك الفعلى فى الصين متباطئا وهو ما يؤثر سلبا على أسواق السلع الأولية العالمية التى تعانى من الهبوط بالفعل. وبينما سجلت واردات الصين من النفط الخام مستوى قياسيا فى 2015 عند 6.71 مليون برميل يوميا ارتفعت أيضا صادراتها من الطاقة إلى مستوى غير مسبوق عند 693 ألفا و300 برميل يوميا، حيث كان على شركات التكرير تحويل أنظارها إلى الخارج لتحقيق مبيعات. وينطبق الأمر ذاته على الحديد، ففى الوقت الذى زادت فيه واردات الصين من خام الحديد قفزت صادراتها من الصلب نحو 20% على مدى العام. ومن المرجح أن ينمو الاقتصاد الصينى نحو 7% فى 2015 بما يتوافق مع المعدل الرسمى المستهدف حسبما قالته أكبر وكالة للتخطيط الاقتصادى فى البلاد أول من أمس.