• سماح: عشت الموت 3 ساعات تحت الأنقاض وكنت بصرخ عشان حد ينقذنى.. حسن: حاولت أسد الطوب اللى بيقع علينا ومعرفتش.. شهد: سبت أختى تموت لوحدها.. كنت مسكاها وفلتت منى • الحاجة عزيزة: يا ريتنى كنت مت والصغيرين عاشوا كل نوة أو عاصفة، تتعرض لها الإسكندرية، تصيبهم برعب من أن تأتى عليهم وعلى منازلهم الصغيرة، والآيلة للسقوط. ينتظرون برعب مرورها، حتى تعود إليهم أنفاس الراحة لتؤكد أن للحياة بقية. هذه المرة ظنوا أنها ستمر كما مرت النوات السابقة، إلا أن الرياح أتت بما لا تشتهى أنفسهم، وحصدت النوة أغلى ما يملكون، سواء من ذويهم أو مسكنهم الصغير، ليفتح كل منهم عينيه فيجد نفسه راقدا على سرير بمكان لا يعلمه، يتذكر الحادث ويحمد الله على حياته، وما أن يبدأوا فى تفقد من حولهم، يكتشفون أنهم نجوا من الموت ليلقوا صورة جديدة مأساوية من الحياة، بفقدان طفل لأمه، وزوج لزوجته، وأب لابنته . من داخل مستشفى أبو قير العام ومستشفى الأميرى الجامعى ومشرحة كوم الدكة، رصدت «الشروق» روايات الناجين من عقار أبوقير المنهار، والذى راح ضحيته 3 قتلى و8 مصابين، ورحلة بحث الأهالى عن أبنائهم بين المستشفيات والجثث. «كل شىءحصل فى ثانية »، بتلك الجملة بدأ الطفل حسن إبراهيم حسن، 6 سنوات، كلامه عن الحادث الذى فقد فيه أمه وشقيقته الصغرى، مضيفا، والدموع تسبق كلماته، أنهم استيقظوا فى الصباح الباكر وكانت والدته تعد لهم الإفطار، فجأة سمعوا صوت انفجار قويا وفوجئوا بأسقف إحدى الحجرات تتساقط عليهم، وسقط قالب طوب كبير على أمه لتمدد على الأرض، حينها ذهب صارخا ليخبر والده فوجده ساقطا بسريره لأسفل، حاول إنقاذ شقيقاته، أمسك بالصغيرة منهم، إلا أن الارتجاج القوى جعلها تفلت منه. أما شقيقته الأكبر، 9 سنوات، فظلت تتلعثم بالكلام مرددة كلمات لوم لنفسها، أنها السبب فى وفاة شقيقتها الصغرى، وعندما بدأت برواية الحادث قالت إنها من هول الموقف وشعورها أنهم جميعا ميتون أمسكت بشقيقتها الصغيرة حتى تستطيع الجرى بها، ولكنهما سقطتا معا، وأفلتتها من يدها، قائلة ببكاء هيستيرى:«أنا اللى سبتها تموت لوحدها». أما الأب، إبراهيم حسن محمود، 32 عاما، فقد أصيب بجروح عميقة ولم يتمالك نفسه بعد أن علم بوفاة زوجته وابنته، رفض الجلوس من أبنائه الثلاثة فى نفس الغرفة بالمستشفى، واستقل بنفسه، رافضا الحديث مع أى من أقاربه أو أصدقائه الذين أتوا إليه، وقالت إحدى الممرضات إنه ينطق صارخا كل فترة ويقول «أنا كنت نايم وسبتهم ماتوا»، ثم يعود لحالة الصمت. «أنا عشت الموت 3 ساعات، وفضلت أصرخ ومحدش سمعنى، ومحستش غير وأنا فى المستشفى»، هكذا لخصت سماح سعيد، 17 سنة، الحادث، قائلة إنها كانت نائمة واستيقظت على صوت قوى وفجأة بدأ المنزل ينهار فوق رأسها، ولا تستطع تفقد أسرتها، مضيفه أنها ظلت بكامل وعيها لفترة طويلة تحت الأنقاض حيث وقعت بجانبها خرسانة كبيرة جعلتها تتفادى الطوب المنهار، وسمعت أصوات المنقذين من حولها وحاولت الصراخ ليسمعوها إلا أنها انهارت وفقدت الوعى. عادل سعيد، 12 سنة، كانت حالته الصحية تمنعه من الكلام، وروى أحد الجيران أنهم عندما أنقذوه وجدوا أمه محتضناه، حيث أخرجوها ميته بعد اختراق قطعة حديدية لرأسها، قائلا أنه تم إنقاذه بعد قرابة ساعة ونصف وكان فى حالة خطيرة. فيما أنقذت العناية الإلهية الحاجة عزيزة محمد يوسف، والتى يناهز عمرها 60 سنة، ظلت تردد «يا ريتنى كنت مت والصغيرين عاشوا »، تروى: «لقيت البيت بيتهز وسمعت صوت صراخ وانفجار، قلت أكيد زلزال وحاولت أتحرك عشان أخرج من الشقة، بس مش فاكرة اللى حصل بعد كده»، مضيفة أنها تسكن بمفردها بعد أن تزوج أبناؤها وتركوها، مؤكدة أن سكان المنزل كانوا على علم أنه مثل باقى منازل المنطقة آيل للسقوط، لكنهم جميعا بسطاء الحال، لا مأوى آخر لديهم فلم يستطيعوا الانتقال منه، مشيرة إلى أنهم تقدموا بشكوى للحى لمحاولة ترميمه إلا أنه لم يستجب.