محمد جبران رئيسا للمجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب    الجيش الأمريكي: جماعة الحوثي أطلقت صواريخ على سفينتين في البحر الأحمر    الشرطة الألمانية تفض بالقوة اعتصاما داعما لفلسطين في برلين    "كنت ببعتله تحياتي".. كولر يكشف سر الورقة التي أعطاها ل رامي ربيعة أثناء مباراة مازيمبي    حكم الشرع في الإسراع أثناء أداء الصلاة.. دار الإفتاء تجيب    مجلس جامعة كولومبيا يصوت على قرار للتحقيق مع الإدارة بعد استدعاء الشرطة لطلبة متضامنين مع غزة    4 أيام متواصلة.. تعرف على عطلة شم النسيم وعيد العمال والإجازات الرسمية حتى نهاية 2024    اليوم.. جلسة محاكمة مرتضى منصور بتهمة سب وقذف عمرو أديب    للحماية من حرارة الصيف.. 5 نصائح مهمة من وزارة الصحة    تحذير دولي من خطورة الإصابة بالملاريا.. بلغت أعلى مستوياتها    نتيجة انتخابات نادي القضاة بالمنيا.. عبد الجابر رئيسًا    "اتهاجمت أكثر مما أخفى الكرات ضد الزمالك".. خالد بيبو يرد على الانتقادات    د. محمد كمال الجيزاوى يكتب: الطلاب الوافدون وأبناؤنا فى الخارج    د. هشام عبدالحكم يكتب: جامعة وصحة ومحليات    «المركزية الأمريكية»: الحوثيون أطلقوا 3 صواريخ باليستية على سفينتين في البحر الأحمر    واشنطن تعلن عن مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 6 مليارات دولار    استشهاد شابين فلسطينيين في اشتباكات مع الاحتلال بمحيط حاجز سالم قرب جنين    لدورة جديدة.. فوز الدكتور أحمد فاضل نقيبًا لأطباء الأسنان بكفر الشيخ    حقيقة انفصال أحمد السقا ومها الصغير.. بوست على الفيسبوك أثار الجدل    3 وظائف شاغرة.. القومي للمرأة يعلن عن فرص عمل جديدة    الدكتور أحمد نبيل نقيبا لأطباء الأسنان ببني سويف    عاد لينتقم، خالد بيبو: أنا جامد يا كابتن سيد واحنا بنكسب في الملعب مش بنخبي كور    وزير الرياضة يُهنئ الأهلي لصعوده لنهائي دوري أبطال أفريقيا للمرة ال17 في تاريخه    قبل مواجهة دريمز.. إداراة الزمالك تطمئن على اللاعبين في غانا    رسميًا.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 27 إبريل بعد الانخفاض الآخير بالبنوك    والد ضحية شبرا يروي تفاصيل مرعبة عن الج ريمة البشعة    رسالة هامة من الداخلية لأصحاب السيارات المتروكة في الشوارع    بعد حادث طفل شبرا الخيمة.. ما الفرق بين الدارك ويب والديب ويب؟    2.4 مليار دولار.. صندوق النقد الدولي: شرائح قرض مصر في هذه المواعيد    عمل نفتخر به.. حسن الرداد يكشف تفاصيل مسلسل «محارب»    دينا فؤاد: الفنان نور الشريف تابعني كمذيعة على "الحرة" وقال "وشها حلو"    حضور جماهيري كامل العدد فى أولي أيام مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير .. صور    حدث بالفن|شريهان تعتذر لبدرية طلبة وفنان يتخلى عن تشجيع النادي الأهلي لهذا السبب    محمد هلب: السيارات الكهربائية بمثابة مشروع قومى لمصر    شعبة البن تفجر مفاجأة مدوية عن أسعاره المثيرة للجدل    أستاذ علاقات دولية: الجهد المصري خلق مساحة مشتركة بين حماس وإسرائيل.. فيديو    تنفع غدا أو عشا .. طريقة عمل كفتة البطاطس    تعطيل الدراسة وغلق طرق.. خسائر الطقس السيئ في قنا خلال 24 ساعة    عاصفة ترابية وأمطار رعدية.. بيان مهم بشأن الطقس اليوم السبت: «توخوا الحذر»    الترجي يحجز المقعد الأخير من أفريقيا.. الفرق المتأهلة إلى كأس العالم للأندية 2025    أرقام مميزة للأهلي بعد تأهله لنهائي دوري أبطال أفريقيا    وسام أبو علي يدخل تاريخ الأهلي الأفريقي في ليلة التأهل للنهائي    رغم قرارات حكومة الانقلاب.. أسعار السلع تواصل ارتفاعها في الأسواق    مقتل 4 عمّال يمنيين بقصف على حقل للغاز في كردستان العراق    في سهرة كاملة العدد.. الأوبرا تحتفل بعيد تحرير سيناء (صور)    "أسوشيتدبرس": أبرز الجامعات الأمريكية المشاركة في الاحتجاجات ضد حرب غزة    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن ببداية التعاملات السبت 27 إبريل 2024    حريق يلتهم شقة بالإسكندرية وإصابة سكانها بحالة اختناق (صور)    الأمن العام يضبط المتهم بقتل مزارع في أسيوط    استئصال ورم سرطاني لمصابين من غزة بمستشفى سيدي غازي بكفر الشيخ    تهاني شم النسيم 2024: إبداع في التعبير عن المحبة والفرح    قلاش عن ورقة الدكتور غنيم: خلاصة فكره وحرية الرأي والتعبير هي درة العقد    حظك اليوم برج العقرب السبت 27-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    أعراض وعلامات ارتجاج المخ، ومتى يجب زيارة الطبيب؟    "ذكرها صراحة أكثر من 30 مرة".. المفتي يتحدث عن تشريف مصر في القرآن (فيديو)    «أرض الفيروز» تستقبل قافلة دعوية مشتركة من «الأزهر والأوقاف والإفتاء»    تعرف على فضل أدعية السفر في حياة المسلم    تعرف على فوائد أدعية الرزق في حياة المسلم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شادية.. موحدة القلوب
نشر في الشروق الجديد يوم 23 - 10 - 2015

كشفت شائعة وفاة النجمة شادية عن قيمة الفنانة الكبيرة، وذلك من خلال حجم اهتمام المصريين بالتأكد من صحة الخبر عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وانزعاج ابناء الوسط الفنى بسبب انتشار هذا الخبر المزعوم، وكذلك حالة الارتياح والسعادة التى ابدوها بعد تكذيب الخبر، وهو ما يؤكد ان شادية رغم اعتزالها منذ ما يزيد على ربع قرن من الزمان، مازالت تعيش بفنها فى وجدان وقلوب محبيها..
فى مثل هذا الوقت من الصباح تجلس شادية تحتسى مشروبها المفضل بعد ان تكون قد انهت طقوسها الدينية الصباحى لتحكى لبعض الصغار حكايتها مع الزمان مطمئنة اياهم بابتسامتها العذبة، لتوضح لهم سبب الذعر والقلق الذى يصيب الوطن العربى مع كل شائعة بغيابها الجسدى وهو ما يعكس تأثيرها الوجدانى فى كل الأجيال رغم قرار الغياب الفنى منذ سنوات عديدة.
وجلست شادية فى شرفة منزلها رافعة شعار ان تعيش لتروى انها شادية الأسطورة التى وحدت قلوب المصريين وعلى صوتها مغنية يا حبيبتى يا مصر احتفلوا بانتصارات وثاروا على الظلم
يغنون معها وقت الضيق «خد بإيدى»، وفى ساعات الصفا «قولوا لعين الشمس ما تحماشى» انها بحق صوت مصر التى استطاعت ان تحقق للعرب انجاز الأسطورة الأمريكى ايطالى الأصل فرانك سيناترا فى الجمع بين اجادة التمثيل والغناء، وكذلك اعتزالهما فى قمة المجد متجهين إلى خالقهما بالعبادة، معتزين بتراثهما الفنى فخورين به.
فى السطور التالية نحاول ان نلقى الضوء على موحدة قلوب المصريين صانعة بهجتهم..
لم تكن تعرف الطفلة فاطمة أحمد كمال التى ولدت فى حى الحلمية الجديدة فى القاهرة وترجع أصولها إلى محافظة الشرقية، انه فى انتظارها مستقبل عظيم، اختار لها والدها المهندس الزراعى أحمد كمال شاكر اسم «فاطمة»، ولكن عرفها الملايين حول الوطن العربى باسم شادية من خلال اغنياتها وافلامها السينمائية، واختلفت الآراء فى سبب تسميتها ب«شادية»، فهنالك من يقول بأن المنتج والمخرج حلمى رفلة هو من اختار لها هذا الاسم ليكون لها اسم فنى ينطبق على موهبتها فى الغناء، وذلك بعد أن قدمت معه فيلم العقل فى إجازة، وهنالك من يروى حكاية عن اختيار الفنان الكبير يوسف وهبى هو من اطلق عليها «شادية» عندما رآها لأول مرة، وكان يصور فى ذلك الوقت فيلمه شادية الوادى، بينما يرجح آخرون أن الفنان عبدالوارث عسر هو من أسماها شادية لأنه عندما سمع صوتها لأول مره قال: «انها شادية الكلمات»، وفى النهاية فإن من اختار لها الاسم كان موفقا فى التعبير عن شخصية الفنانة الكبيرة التى اتفق الجميع على حبها واتخذوها مقياسا لجمال الفتاة المصرية.
قدمت شادية خلال فترة ما يقارب من أربعين عاما نحو 112 فيلما و10 مسلسلات إذاعية ومسرحية واحدة، وتعد من أبرز نجمات السينما المصرية وأكثرهن تمثيلا فى الأفلام العربية، فضلا عن تمتعها بقاعدة جماهيرية عريضة على مستوى الوطن العربى، وهى فى نظر الكثير من النقاد أهم فنانة شاملة ظهرت فى تاريخ الدراما العربية.
•• المسرح تجربة وحيدة
وقفت لشادية أول مرة ممثلة على خشبة المسرح لتقدم شخصية ريا فى مسرحية «ريا وسكينة» مع سهير البابلى وعبدالمنعم مدبولى واحمد بدير، والمخرج حسين كمال والمؤلف بهجت قمر، ولمدة 3 سنوات حقق العرض نجاحا كبيرا فى مصر والدول العربية.
هذه المسرحية هى التجربة الوحيدة فى مشوار شادية، ورغم تناولها لشخصية قصة اثنين من اشهر المجرمين الا انه قدمها بلون كوميدى وشاركت فى هذه المسرحية مجموعة من عمالقة المسرح المصرى، والذين اقروا بأنهم لم يروا جمهورا مثل جمهور مسرحية ريا وسكينة لأنه كان جمهورها الذى أتى من أجل عيون شادية، والتى لم تقل عنهم تألقا وامتاعا وكانت معهم على قدم وساق كأنها نجمة مسرحية خاضت هذه التجربة مرات ومرات.
•• نجمة بين الكبار
وجدت الفنانة شادية نفسها مشدودة إلى هذا العالم الساحر، وليلة بعد ليلة كانت تسهر فى ضيافة الكاتب الكبير مصطفى أمين ومع صفوة المجتمع، جلسات كان يحضرها عادة الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب وزوجته نهلة القدسى أحيانا، وعبدالحليم حافظ وكمال الطويل، وكامل الشناوى، وأحمد رجب، وموسى صبرى، وجليل البندارى، وأنيس منصور، وكمال الملاخ.
أخذت شادية التى كانت صغيرة جدا وسط كثير من هؤلاء العمالقة، تراقب كيف يتصرف هؤلاء الكبار، وكيف يسرع عبدالوهاب أحيانا إلى ورقة وقلم ليكتب حروفا لم تفهم معناها، عرفت فيما بعد أنها نوتة موسيقية لجملة لحنية عنت على خاطره فى ذلك الوقت.
وكانت شادية تشعر بنوع من التميز عندما تقرأ فى اليوم التالى فى الصحف كلاما وأخبارا سمعتها فى الليلة السابقة، وذلك بفضل معرفتها بهؤلاء الكبار، الذين تصنع الأخبار بين أيديهم.
فذات يوم دعا الكاتب الكبير مصطفى أمين شادية إلى حفل كان دعا اليه أيضا عددا كبيرا من الفنانين والصحافيين الكبار، وكان هذا الحفل هو بداية دخول شادية عالما جديدا، بل ومرحلة جديدة من حياتها، وصفتها هى نفسها بأنها كانت من أجمل فترات حياتها، وقالت عنها: «فترة عاقلة ورائعة، وجدت فيها نفسى».
فى هذا العالم الجديد خرجت شادية من دائرة حياتها التقليدية التى كانت تنحصر بين التمثيل السينمائى والغناء، وانتقلت إلى حياة جديدة قابلت فيها عقولاً كبيرة، وشخصيات مرموقة تتحدث فى الصحافة والأدب والسياسة والفن، وشتى أمور الدنيا.
وفى هذا اليوم أيضا ولدت صداقة جميلة بين شادية والكاتب الكبير مصطفى أمين، ولقد تسرب هذا الصحفى الكبير اللامع إلى عقلها، وشعرت تجاهه بنوع من الحب، الذى يختلف عن العواطف الدارجة والمتعارف عليها.
قالت شادية إن لمصطفى أمين له فضل كبير فى توجيهها ووضعها على بداية طريق أدخلها مرحلة النضج الفنى بعد سلسلة من الأفلام والأغانى الخفيفة.
وحينما سئلت شادية يوما عن هذا الموضوع قالت: «الكاتب الكبير مصطفى أمين علمنى كيف أفكر بعقلى قبل قلبى، وكان يعطينى الحنان بلا حساب، ويدفعنى للبحث عن الأدوار الجيدة، وهو الذى طالبنى بالابتعاد عن الأدوار الخفيفة التافهة، وقد أقنعنى بأن أعود إلى الغناء، الذى كنت تركته لفترة، وكان يساعدنى على انتقاء الأغنية الجيدة».
وعلقت عما تردد حول زواجها من مصطفى أمين: «قالت الشائعات إن زواجى منه أبعدنى عن الحياة الفنية، والحقيقة أن صداقتى مع هذا الكاتب الكبير كانت من أجمل فترات حياتى، فترة عاقلة ورائعة، وجدت نفسى فيها».
هكذا رسمت شادية صورة العلاقة بينها والكاتب الكبير مصطفى أمين، وقالت: «إننى أدين له بالكثير، إنه صاحب الفضل فى النضج العقلى الذى يظهر فى تصرفاتى وعملى وأفلامى، وفى علاقاتى بالناس من حولى، لقد جعلنى أحب الحياة بعد أن كرهتها».
وعندما سألوا الفنان كمال الشناوى حول حقيقة زواج شادية من مصطفى أمين، قال إنه لا يعلم شيئا عن هذا الموضوع، وليست لديه فكرة عنه، وقال «لا أحب أن أتكلم فى شىء كهذا».. وهكذا أيضا ترك كمال الشناوى الذى بدأ مشواره الفنى مع شادية وكون معها أبرز ثنائى سينمائى حتى الآن، وقدم معها ثلاثين فيلما توزعت على مراحلها المختلفة، ترك الباب مفتوحا، لم يؤكد أو ينف، مثلما فعلت شادية.
ولا تزال قصة شادية ومصطفى أمين أحد الأسرار المجهولة فى حياة دلوعة الشاشة، التى سنجدها بداية من العام 1959 تتجه اتجاها فنيا آخر وتنتقل إلى مرحلة النضج الفنى الذى بدأته مع فيلم «المرأة المجهولة»، الذى شاركها بطولته أيضا كمال الشناوى.
•• أيقونة السينما المصرية.. بطلة لكل الأدوار
بداية انطلاق نجومية شادية جاءت على يد المخرج أحمد بدرخان، والذى كان يبحث عن وجوه جديدة، وتقدمت هى للمسابقة، وأدت وغنت ونالت إعجاب كل من كان فى استوديو مصر، إلا هذا المشروع توقف ولم يكتمل، ولكن فى هذا الوقت قامت بدور صغير فى فيلم أزهار وأشواك، ورشحها بعد ذلك أحمد بدرخان لحلمى رفلة لتقوم بدور البطولة أمام الفنان محمد فوزى فى أول فيلم من إنتاجه، وأول فيلم من بطولتها، وأول فيلم من إخراج حلمى رفلة العقل فى إجازة، وحقق الفيلم نجاحا كبيرا جعل محمد فوزى يستعين بها بعد ذلك فى عدة أفلام كمها «الروح والجسد»، و«الزوجة السابعة»، و«صاحبة الملاليم»، و«بنات حواء».
حققت أفلام شادية نجاحات كبيرة وإيرادات عالية للمنتج أنور وجدى فى أفلامها «ليلة العيد» عام 1949، و«ليلة الحنة» عام 1951، وتوالت النجاحات فى أدوارها الخفيفة، وثنائياتها مع كمال الشناوى التى حققت إيرادات كبيرة للمنتجين وعلى حد تعبير كمال الشناوى نفسه عندما قال: «إيرادات بنت عمارات وجابت أراضى»، ومنها أفلامها «حمامة السلام» عام 1947، و«عدل السماء» و«الروح والجسد»، و«ساعة لقلبك» عام 1948، و«ظلمونى الناس» عام 1950.
ظلت شادية نجمة الشباك الأولى لمدة تزيد على ربع قرن، كما يؤكد الكاتب سعد الدين توفيق فى كتابه تاريخ السينما العربية، واستمرت نجاحاتها فى الخمسينيات من القرن العشرين، مع ثنائيات كونتها مع عماد حمدى وكمال الشناوى بأفلام «أشكى لمين» عام 1951، و«أقوى من الحب» عام 1954 و«ارحم حبى» عام 1959.
جاءت فرصة العمر كما تقول فى فيلم المرأة المجهولة مع المخرج محمود ذو الفقار بعام 1959، وهو من الأدوار التى أثبتت قدرتها العالية على تجسيد جميع الأدوار ولك يكن عمرها فى هذا القوت قد تجاوز ال25 بعد.
أما النقلة الأخرى فى حياتها فكانت من خلال أفلامها مع «صلاح ذو الفقار»، والتى أخرجت معه طاقاتها الكوميدية، ومنها فيلم «مراتى مدير عام» 1966 و«كرامة زوجتى» 1967، و«عفريت مراتى» 1968، وقدما أيضا فيلم «أغلى من حياتى» فى عام 1965، وهو أحد روائع الفنان صلاح ذو الفقار الرومانسية، كما قدما من خلاله شخصيتى «أحمد ومنى» كأشهر عاشقين فى السينما المصرية، كانت قد سبقت هذه الأفلام بفيلم يعد من أفضل أفلامها وكانت بداية انطلاقتها بالدراما وهى لم تزل بعمر الورود مع فيلم «أنا الحب» 1954، وتوالت روائعها التى حفرت تاريخا لها وللسينما المصرية أيضا من خلال روايات الكاتب نجيب محفوظ بفيلم «اللص والكلاب»، و«زقاق المدق»، و«الطريق»، وفى عام 1969 قدمت «ميرامار»، و«شىء من الخوف»، وفيلم «نحن لا نزرع الشوك» عام 1970، وتوالت أعمالها فى السبعينات والثمانينات من القرن العشرين إلى أن ختمت مسيرتها الفنية بفيلم «لا تسألنى من أنا» مع الفنانة مديحة يسرى عام 1984.
يذكر أن الأديب نجيب محفوظ قال عنها قبل إن تصبح بطلة مجموعة من أفلامه أن شادية هى فتاة الاحلام لأى شاب، وهى نموذج للنجمة الدلوعة خفيفة الظل، وليست قريبه من بطلات أو شخصيات رواياته، خاصة أنه تعامل معها عند كتابته لسيناريو فيلم «الهاربة»، ولكن كانت المفاجأة له عندما قدمت دور «نور» فى فيلم «اللص والكلاب» للمخرج كمال الشيخ والذى جسدت فيه دور فتاة الليل تساعد اللص الهارب سعيد مهران، وبعدها تغيرت فكرة الأديب نجيب محفوظ وتأكد بأنها ممثله بارعة تستطيع أن تؤدى أى دور وأى شخصيه وليست فقط الفتاة الدلوعة.
اعتزلت شادية عندما أكملت عامها الخمسين، وعندما قررت الاعتزال وارتداء الحجاب أعلنت هذا بكلمات صادقة نابعة من تصميم وإرادة منقطعة النظير وقالت: «لأننى فى عز مجدى أفكر فى الاعتزال لا أريد أن أنتظر حتى تهجرنى الأضواء بعد أن تنحسر عنى رويدا رويدا، لا أحب أن أقوم بدور الأمهات العجائز فى الأفلام فى المستقبل بعد أن تعود الناس أن يرونى فى دور البطلة الشابة، لا أحب أن يرى الناس التجاعيد فى وجهى ويقارنون بين صورة الشابة، التى عرفوها والعجوز التى سوف يشاهدونها، أريد أن يظل الناس محتفظين بأجمل صورة لى عندهم، ولهذا فلن أنتظر حتى تعتزلنى الأضواء، وإنما سوف أهجرها فى الوقت المناسب قبل أن تهتز صورتى فى خيال الناس».
كرست الفنانة شادية حياتها بعد الاعتزال لرعاية الأطفال الأيتام خاصة أنها لم ترزق بأطفال، وكانت شغوفة لأن تكون أما أو تسمع كلمة «ماما».
•• «أحمد» و«منى» قصة حب حقيقية خلف الكاميرا
رغم زواج شادية وطلاقها أكثر من مرة فإن قصة زواجها من الفنان صلاح ذو الفقار تعد من حكايات الحب الشهيرة فى الأوساط الفنية المصرية، وكان أول لقاء جمع بينهما فى عام 1957 مع فيلم «عيون سهرانة»، وكانت شادية آنذاك زوجة للفنان عماد حمدى، والذى كان أول أزواجها، وربما يكون عماد حمدى قد لمح خلال هذا الفيلم بحاسة الزوج ما يقلقه ويوتر علاقته بشادية، لا سيما أنه كان شديد الغيرة، خاصة فى الأيام الأخيرة من حياتهما الزوجية التى انتهت فى مايو من العام ذاته، ووفقا لما نشره الكاتب المصرى محمد سعيد، والذى أرخ لشادية سينمائيا عبر كتابه «أشهر مئة فى الغناء العربى»، فإن علاقة الحب بين شادية وصلاح ذوالفقار لم تشتهر ولم تعرف للناس إلا عندما قدما معا فيلم «أغلى من حياتى» عام 1965، وهو الفيلم الذى شهد اللقاء الثانى بينهما، وأخذت قصته عن قصة فيلم «الشارع الخلفى» لجون جافن وسوزان هيوارد، وهو فيلم شديد الرومانسية يروى قصة شاب وفتاة تحول الظروف دون زواجهما، وبعد سنين طويلة يلتقيان ولم يكن حبها مات بفعل الزمن، فيتزوجها سرا، ويسكنها الشارع الخلفى، ويدوم الحال سنين طويلة، ولا يكشف السر إلا ابنه الأكبر لحظة وفاة أبيه.
وتم تصوير المشاهد الخارجية للفيلم فى مدينة مرسى مطروح، على شاطئ البحر وتحت الأشجار فى جزيرة النباتات، حيث النهر والخضرة والزهور والجو الساحر الخلاب، ما شجع، على أن تتحول مشاهد الغرام الملتهبة بين بطلى الفيلم إلى حقيقة، وفعلا كان صلاح ذوالفقار فى الحياة هو ذلك الأب الذى وقع فى حب جديد لم يجد له علاجا سوى الزواج، لتصبح قصة الحب بين «أحمد ومنى» بطلا الفيلم قصة حقيقية خلف الكاميرا.
تزوجت شادية من صلاح ذو الفقار مرتين حسبما أورده سعيد فى كتابه، ففى نوفمبر 1967، وبعد قصة حب دامت شهورا مع فيلم «أغلى من حياتى» تزوجا وعاشا حياة سعيدة جدا، لكن شادية شعرت مرة أخرى بالحنين للإنجاب، وحملت بالفعل للمرة الثالثة، ومكثت فى البيت قرابة الخمسة أشهر لا تتحرك حتى يثبت حملها، لكن القدر كان قال كلمته، وفقدت الجنين، وأثر هذا بشكل سيئ على نفسيتها، وبالتالى على حياتها الزوجية فوقع الطلاق بينهما بعد أقل من عام فى أغسطس 1969.
وكان حلم الإنجاب، هو أحد الأسباب التى أرقت حياة شادية، وحرمتها من أن تهنأ بالسعادة، وكانت دائما نقطة خلاف بينها وبين أزواجها، فحينما تزوجت من عماد حمدى، كان الاتفاق بينهما على تأخير الإنجاب عدة أعوام، لكن رغبتها الجارفة فى تحقيق هذا الحلم دفعتها إلى مخالفة الاتفاق، وحملت بالفعل، ولكن هذا الحمل لم يكتمل، وأكد لها الأطباء خطورة الحمل على صحتها، وأن جسمها الضعيف النحيل لا يقوى على احتمال الإنجاب، لكنها تمسكت بالإنجاب، وكان ذلك سببا آخر للخلاف مع عماد حمدى، والطلاق فيما بعد.
وفى زيجتها الثانية من المهندس عزيز فتحى حملت شادية، وسقط جنينها أيضا، ما دفعهما لتكذيب نبأ الحمل الذى كانت الصحف نشرته يوم 16 أكتوبر من عام 1958، ثم كان الحمل الثالث من صلاح ذوالفقار، وفقدت الجنين أيضا فى شهره الرابع.
وبعد أن وقع الطلاق بين شادية وصلاح ذوالفقار سعى بعض المقربين منهما إلى إعادة المياه إلى مجاريها بينهما، بعد أن عز عليهم أن تنتهى قصة الحب والتى كانت مضرب الأمثال فى الوسط الفنى فى ذلك الوقت بتلك النهاية، وتتحطم على صخرة خلافات بسيطة مبعثها سوء الحالة النفسية والإحباط الذى عانت منه شادية، بعد أن فقدت حلمها فى الإنجاب مرارا، ونجحت محاولات الوساطة فى إعادة الزوجين مرة أخرى فى سبتمبر من عام 1969، ومضت سفينة الحب تحملها من جديد فى بحر الهوى الذى ربط بين قلبيهما، لكن ها هى السفينة تتحطم من جديد على صخرة الخلافات، ويتم الطلاق النهائى بين فى منتصف عام 1973.
وأثمر هذا الارتباط بين شادية وصلاح ذوالفقار عن عدد من الأفلام الناجحة التى قاما ببطولتها، واشتركا معا فى بطولة أفلام مثل «مراتى مدير عام» 1966 و«كرامة زوجتى» 1967، و«عفريت مراتى» 1968، وجميعها من إخراج فطين عبدالوهاب، كما أنتج لها صلاح ذوالفقار فيلم «شىء من الخوف» الذى يعد من روائع السينما المصرية، ولكن دون أن يشارك فى بطولته.
بعد الطلاق الثانى بين شادية وصلاح ذوالفقار، قررت ألا تكرر تجربة الزواج مرة أخرى، وأن تعيش لتربية أبناء اخوتها، الذين ملأوا عليها حياتها، وكانت ترى فيهم التعويض المناسب عن حلمها المفقود فى أن تصبح أما.
وقد قامت شادية بتربية «خالد» و«ناهد» ابنى شقيقها الراحل «طاهر»، الذى كان أقرب أشقائها إليها.
•• قالوا عنها:
• سيدة الغناء العربى كوكب الشرق أم كلثوم: «شادية صاحبة صوت جميل، سليم، متسق النسب والأبعاد، مشرق، لطيف الأداء يتميز بشحنة عالية من الأحاسيس، وبصوتها فيض سخى من الحنان، وشادية واحدة من أحب الأصوات إلى نفسى».
• العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ: «شادية هى المطربة المفضلة لدى، غناء وتمثيلا من بين كل الفنانات».
• وعن شادية الممثلة قال أديب مصر العالمى نجيب محفوظ: «شادية ممثلة عالية القدرة واستطاعت ان تعطى سطورى فى رواياتى لحم ودما وشكلا مميزا لا أجد ما يفوقه فى نقل الصورة من البنيان الأدبى إلى الشكل السينمائى».
• وقالت عنها الفنانة مريم فخر الدين: «ان كانت للسينما المصرية سيدة فهى شادية التى مثلت وغنت بنفس القدر من التألق».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.