من المنتظر أن يلعب رواد الأعمال في مصر دورًا محوريًا في توفير استثمارات أجنبية جديدة، وذلك طبقًا لما ورد عن منظمين قمة «رايز أب» في ديسمبر 2015، وهو المؤتمر الذي يتيح فرصة التواصل بين رواد الأعمال والمستثمرين بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأشارت عدد من التقارير الصحفية، إلى أن إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة بمصر خلال الفترة من ديسمبر 2014 وحتى يوليو 2015 فقط، بلغت قيمتها حوالي 2.7 مليار دولار أمريكي. وفي هذا الصدد، قال عبد الحميد شرارة، رئيس مجلس إدارة «رايز أب»، «قدوم هذه الاستثمارات في الأساس هو من خلال تنفيذ مشروعات حكومية عملاقة مثل العاصمة الإدارية الجديدة، ومحور قناة السويس إلى غير ذلك من المشروعات». وأضاف «لكن الآن نشاهد جميعًا نهضة مشروعات "عملاقة" جديدة من نوعها من خلال الشباب، والذي يعد نواة المجتمع المصري جديد.. هذه الصحوة تُعد دافعًا هائلًا لاستقدام استثمارات أجنبية مباشرة، وذلك بشرط حصول رواد الأعمال على التوعية والتعليم اللازمين لاستيعاب استراتيجيات التخارج، مع قدرتهم على الحصول على موارد تتيح لهم فرصة تحقيق ذلك». كانت من أوائل عمليات التخارج بمصر هي استحواذ شركة «إنتل» على شركة البرمجيات المصرية سيسدي سوفت «SySDSoft» المعنية بتطوير تكنولوجيا الاتصالات اللاسلكية 4G عام 2011. كما قامت مؤسسة التمويل الدولية (IFC)عام 2013 بتمويل رأس مال شركة فوري بقيمة 6 مليون دولار، كما حققت شركة «DrBridge» خلال الفترة من 2012 إلى عام 2014 زيادة رأس مال تقدر بمبلغ 3.7 مليون دولار، بدعم من مستثمرين مصريين وأجانب. وقامت شركة «Si-Ware Systems»، وهي شركة مصرية لصناعة الإلكترونيات، بزيادة رأس مالها بقيمة 9.5 مليون دولار خلال العام ماضي من مستثمرين مصريين وأجانب. عقب ذلك، عدد من حملات التمويل الأقل حجمًا للمشروعات الناشئة، وكان أحدثها تقديم تمويل بقيمة 1.7 مليون دولار لصالح موقع وظف «Wuzzuf» من قِبل شركات أوروبية. بالمثل، حصل موقع التسويق الإلكتروني المصر ياقوطة على تمويل بقيمة 2.7 مليون دولار من مجموعة «KBBO» ومقرها أبو ظبي. وقال السيد طارق أسعد، أحد المستثمرين المصريين، «من خبرتنا في إدارة صندوق استثماري برأس مال ضخم لمدة ستة أعوام، شهدنا مفاوضات تخارج حقيقية منذ عام 2013، ويمكنني القول: إن تقدير العائد على الاستثمار عن القطاع التكنولوجي بمصر أصبح غير مبني فقط على التوقعات المستقبلية، فقد بدأ القطاع بتحقيق عوائد استثمارية بالفعل». وأضاف «عبد الحميد»، «هناك العديد من الفرص بمصر للقيام بتخارج مربح، وهناك العديد من رؤوس الأموال العالمية الحريصة على التواجد بالمنطقة، وهنا يأتي دورنا الحقيقي، حيث نظهر لهم امتلاكنا للإمكانيات والعوامل اللازمة»، متابعا أن «هذه الشركات الناشئة سريعة النمو قادرة على إعادة تشكيل الإقتصاد بمصر والمنطقة بأكملها ليصبح إقتصادًا مبني على المعرفة ويستخدم الحلول التكنولوجية المبتكرة لرفع المعاناة من على كامل المواطنين». فيا قال طارق فهيم، شريك فى «إندور كابيتال»، «شهدت المشروعات الناشئة بالشرق الأوسط نموًا هائلًا، وبإتجاهات واضحة: مخارج متعددة، أهتمام كبير من المستثمرين الأجانب، تقييمات عالية للشركات القادرة على تطوير منتجات صالحة للأسواق العالمية، وليس للأستهلاك المحلى فقط. السوق متصل أكثر على الصعيد العالمي، ومن خلال منصات مثل "ريزأب"»، ونتوقع أن تدفع رواد الأعمال إلى الأمام أبعد من ذلك. جدير بالذكر أن قمة «رايز أب» عام 2014 شهدت حضور وفود من المستثمرين منهم نواب عن «بلاي فير كابيتال» من المملكة المتحدة وشركة «3ts Capital» من تركيا و«فينتشر سكاوت» من الدنمارك، ويشهد المؤتمر هذا العام حضور مستثمرون من «وادي السليكون» إلى القاهرة لاستبيان فرص الاستثمار الحقيقية بالمنطقة. ومن ضيوف المعرض ديف مكلور، الشريك المؤسس ل(فايف هاندرد ستارت أبس) «500Startups»، وهو أحد أكبر صناديق الإستثمار التي تدعم الأعمال الناشئة بمناطق أوروبا والولايات المتحدة والشرق الأوسط وأفريقيا، بجانب المستثمر الطموح شام شاندو.