تتواجه هيلاري كلينتون، الثلاثاء، مع منافسيها الأربعة من بينهم سناتور فيرمونت بيرني ساندرز في أول مناظرة للحزب الديمقراطي في إطار الانتخابات الرئاسية الأمريكية للعام 2016. وسيخيم على المناظرة ظل نائب الرئيس جو بايدن الذي لا يزال يتردد منذ أسابيع في خوض السباق الرئاسي للمرة الثالثة. وسيسعى المرشحون الثلاثة الآخرون مارتن أومالي ولينكولن تشافي وجيم ويب إلى إسماع أصواتهم فهم غير معروفين نسبيا لدى الرأي العام. ومن المتوقع ألا تشهد المناظرة جدلا كبيرا بالمقارنة مع الحزب الجمهوري حيث لم يتردد الملياردير دونالد ترامب المعروف بمواقفه المثيرة والذي ساهم إلى حد كبير في تحقيق نسب مشاهدة قياسية (24 مليون مشاهد لفوكس نيوز في أغسطس و23 مليونا لسي إن إن في سبتمبر) في التعليق ساخرا أن "المشاهدين سيغطون في نوم سريع خلال المناظرة". وتسعى كلينتون، 67 عاما، التي خسرت في الأشهر الماضية صدارة المرشحين الديمقراطيين إلى إقناع الرأي العام بأنها الأكثر مصداقية وقدرة على إيصال الحزب الديمقراطي لولاية رئاسية ثالثة على التوالي في ما سيشكل سابقة منذ الحرب العالمية الثانية. وبالنسبة إلى المرشح الاشتراكي بيرني ساندرز، 74 عاما، الذي فرض نفسه على الساحة الوطنية بشكل غير متوقع فإن التحدي يقوم على إثبات بأنه قادر على تحمل الأعباء الرئاسية وأنه ليس فقط مجرد محرض ومعارض للنخبة. وتعهد ساندرز بعدم شن هجمات شخصية ضد كلينتون التي "يحترمها" إلا أنه لن يتردد في استغلال هذا الظهور الأول لوزيرة الخارجية السابقة (2009-2013) على التلفزيون لإبراز نقاط اختلافه معها والتركيز على اخفاقاتها. وقال ساندرز، الأحد، على شبكة «إن بي سي»: "يجب أن يقارن الناس بين تصميمي وثباتي في التصدي لوول ستريت وبين موقف كلينتون". وأشار الاستطلاع الأخير لشبكة «سي بي إس» إلى أن "كلينتون السناتور السابقة عن نيويورك حصلت على 46% من نوايا التصويت في مقابل 27% لساندرز". وإذا كان المرشحان يتفقان حول العديد من الملفات الشائكة فإن موقف كلينتون أقل ارتياحا. وأعلنت مؤخرا معارضتها لاتفاق التبادل الحر الذي أعلنته الولاياتالمتحدة قبل بضعة أيام مع 11 دولة مطلة على المحيط الهادئ. ومع أن النقابات رحبت بموقفها إلا أنه أثار المفاجأة لأنها كانت تدافع بحماسة عن الأهمية الاقتصادية للمشروع عندما كانت لا تزال وزيرة خارجية الرئيس باراك أوباما. ويعتبر مارتن أومالي، 52 عاما، الحاكم السابق لولاية ماريلاند المرشح الأصغر سنا وهو يذكر باستمرار بأن التاريخ حافل بانتخابات اضطر فيها "المرشح الأوفر حظا" إلى الإقرار بالهزيمة في النهاية. وشدد أومالي الذي يحاول على غرار ساندرز استمالة جناح اليسار في الحزب الديمقراطي، الأحد، على «سي إن إن» على أن "الغالبية العظمى من الأمريكيين يرون أن السباق داخل الحزب الديمقراطي بالكاد انطلق". ويحافظ أومالي على ثقته مع أن استطلاعات الرأي أظهرت حتى الآن أن الناخبين الذين تقل أعمارهم عن 40 عاما لا يؤيدونه. وتشكل المناظرة التي ستتم في ولاية نيفادا مناسبة أيضا للمرشحين لإبراز موقفهم من أوباما الشخصية الأبرز في الحزب الديمقراطي ولو أنه لن يخوض الانتخابات هذه المرة. وذكر أوباما في نهاية الأسبوع الماضي، أنه "فخور جدا بسجل ولايتيه الرئاسيتين، وأنه ولو ترشح لولاية ثالثة وهو احتمال فرضي طبعا فإنه واثق من انتخابه كما حصل في 2008 و2012". وتبدأ المناظرة التي تنظمها «سي إن إن» و«فيسبوك» في أحد فنادق لاس فيجاس، الأربعاء، وستبث مباشرة على «سي إن إن» و«سي إن إن إنترناشيونال» و«سي إن إن.كوم».