قالت كريستين لاجارد، رئيس صندوق النقد الدولي، إن هناك عبئا كبيرًا يقع على اقتصادات الدول التي ترحب باللاجئين، مثل مصر ولبنان والأردن وجيبوتي وتشاد. وأضافت «لاجارد»، في مؤتمر عقد اليوم على هامش اجتماعات الخريف لصندوق النقد والبنك الدوليين، التي تعقد حاليا في بيرو، "رأينا تحديات نتيجة أزمة اللاجئين وأزمات أخرى لكن التعاون الدولي قادر على حلها". وأشارت رئيس صندوق النقد الدولي، إلى أن هناك أزمات أخرى يواجهها العالم حاليًا، مثل مشكلة تغير المناخ، وجميعها لا تستطيع دولة بمفردها مواجهتها، والتعاون "كلمة السر" لحلها جميعا، وتوقعت تحسنا في نمو الاقتصاد العالمي في 2016 يصل إلى 3.6%. "نحن سعيدون جدًا أن نكون هنا لأول مرة منذ 48 عامًا خارج أمريكا اللاتينية"، أضافت «لاجارد»، ورغم أن البعض يرى أن معدل النمو العالمي المتوقع لن يكون كافيا للقضاء على الفقر وتوفير الوظائف، لكن يجب تحديث مزيج من السياسات للارتقاء بالنمو، وهذا يحتاج إلى تناول 3 تحولات اقتصادية تحدث في وقت واحد بالدراسة، وهي انتقال الصين إلى نموذج اقتصادى جديد، على خلفية تباطؤ النمو المتوقع، ورفع الفائدة المتوقع في الولاياتالمتحدة، وانخفاض أسعار السلع الأولية. وتابعت: "تفرض هذه التحولات تحديات اقتصادية، خاصة في الأسواق الصاعدة والبلدان النامية منخفضة الدخل، لذلك هناك حاجة للسياسات التي تدعم بعضها البعض من أجل دعم النمو، وينبغي أن تعكس السياسات ظروف البلدان، وتساهم في خلق منهج واحد متماسك لكي تكفل زيادة الطلب وليس تعويض تراجعه" ولفتت «لاجارد»، التي أعلنت استعدادها للاستمرار في رئاسة الصندوق إذا طلبت الدول الأعضاء ذلك لقرب انتهاء مدة رئاستها له، إلى أن "الصندوق سيدعم بلدانه الأعضاء في هذا المنعطف.. فالصندوق قادر على ذلك بحكم عضويته التي تشمل جميع أنحاء العالم ونطاق اختصاصاته التي تعالج قضايا النمو والاستقرار الاقتصادي على المستويين الوطني والعالمي". وقالت إنه "حتى يتمكن الصندوق من دعم بلدانه الأعضاء بأقصى درجة من الفعالية، فإنه سيركز على 3 أولويات تعكس هذا الهدف الجديد على أفضل وجه، وهي: سرعة الحركة، والتدريب عن طريق زيادة استخدام الأدوات الالكترونية عبر شبكة الانترنت، والتكامل". وأشارت إلى أن هناك تباطؤ حاليا، ولكن هناك تحسن، "لن ارسم صورة قاتمة" رغم هذه التحديات ذات البعد الإنساني المأساوي على أكثر من صعيد، فتشريد العديد من الأشخاص في سوريا وليبيا، يخلق عبء على موازنات الدول المجاورة المرحبة باللاجئين منها. من جهة أخرى، توقعت «لاجارد» أن يتلقى الاقتصاد الإيراني دعمًا، وزيادة النمو بعد رفع العقوبات الاقتصادية، على خلفية الاتفاق النووي مع أمريكا الذي تم قبل شهرين.