التقى حلمي النمنم وزير الثقافة، عددا من المثقفين والكتاب بورشة الزيتون، مساء الخميس، لبحث القضايا الثقافية والتحديات الراهنة. ناقش اللقاء، الذي أداره الشاعر والناقد شعبان يوسف، سبل إيجاد حلول للمشكلات التي تواجه الثقافة المصرية، ومشكلات النشر، والترهل الإداري بالمواقع الثقافية، وكيفية تسويق المنتج الثقافي. وأعرب «النمنم» عن سعادته بهذه الدعوة، مشيرا إلى أن "ورشة الزيتون لها مكانة خاصة لديه ولدى الكثير من المثقفين"، ومؤكدا أنه لن يعمل منفردا، وأن التحديات التي تواجه العمل الثقافي تتطلب تكاتف المثقفين والوزارة، "فلا أحد سيتمكن من العمل بمفرده". واستمع الوزير إلى رؤى المثقفين وأجاب عن استفساراتهم، وقال إن "هناك مشكلة تواجه أجهزة الدولة وليست وزارة الثقافة وحدها، مثل الترهل الإداري، الذي بدأ يظهر منذ منتصف السبعينات"، مشيرا إلى أن إعادة توزيع العمالة والموظفين سيكون الحل لمواجهة هذا الترهل لكي تعمل كافة المواقع الثقافية بشكل جيد. وحول دور الوزارة في نشر الثقافة في مختلف محافظات الجمهورية، أوضح «النمنم» أن "الفترة المقبلة ستشهد تعاونا كبيرا مع وزارات التربية والتعليم والتعليم العالي والشباب، كما أن المصريين في الخارج جزء من الفئة المستهدف وصول الثقافة إليها أيضا من خلال سفاراتنا بالخارج والوزارة الجديدة التي تم استحداثها لشؤون المصريين بالخارج وهي وزارة الهجرة، وسيكون هناك تكثيف للفعاليات الثقافية للمصريين بالخارج". وأضاف: "تعزيز قيم الانتماء للهوية المصرية على رأس أولويات الوزارة، فنحن مصريون يجب أن نعتز بالمراحل التاريخية التي ننتمي إليها، مثل المرحلة القبطية والمرحلة العربية، وأن نعتز بحدود دولتنا ولا نستهين بها، ولا يجب أن ننسى الهتاف الذي كنا تردده في الميادين «أرفع رأسك فوق انت مصري»". وردا على سؤال حول آليات اختيار القيادات الجديدة بالوزارة وخطة الهيكلة، قال إن هناك مواقع ثقافية شاغرة سيتم اختيار قيادات جديدة لها خلال الأيام المقبلة، مشيرا إلى أن الهيكلة تتم على المدى البعيد، حيث توجد رؤية لديه إلى أن يكون هناك هيئة للمطابع الثقافية تقوم بطبع إصدارات وزارة الثقافة التي يطبع كثير منها خارج الوزارة . ووافق «النمنم» على طلب المثقفين بإقامة مؤتمر لمناقشة التحديات التي تواجه العمل الثقافي، وأشار إلى ضرورة أن يخرج المؤتمر بتوصيات تحدد مهام الثقافة المصرية خلال السنوات الخمس المقبلة، ويناقش التحديات وكيفية تجاوزها. وكشف عن استحداث لجان جديدة بالمجلس الأعلى للثقافة تهتم بدعم الهوية وثقافة المرأة والثقافات الإفريقية، مشيرا إلى أن الأمر سيطرح للنقاش للحصول على موافقة ودعم أعضاء المجلس قبل استحداث اللجان، من أجل الاستماع لكل الآراء.