تجمع الأطفال حول طاولة مستطيلة فى حديقة بيت السنارى التاريخى مع المدرب طه عبدالناصر، معلنا بدء أولى جلسات تعليم الخط العربى، فى تمام الرابعة عصرا يوم الاثنين الماضى، وفى إحدى غرف القصر الباقى من زمن الصفوة المملوكية، بدأ «عبدالناصر» بتوجيههم إلى كيفية رسم الحروف والأدوات المستخدمة، بينما أبدى الاطفال علامات التركيز والاستمتاع ثم شرعوا فى رسم الحروف كما رسمها المدرب. «أفضل سن للتعلم هو السن من سبع إلى ست عشرة سنة، لذا نستهدف الأطفال من هذه الشريحة العمرية فى ورش تعلم الخط العربى». يتحدث طه عبدالناصر، مدرب الخط العربى، عن استجابة الأطفال لهذا النوع من الورش التعليمية التى تقام فى المكان نفسه. اجتذبت الورشة عددا أكبر من العدد المعلن عنه وقت التقديم، وهو 15 طالبا فقط، إلا أن الإقبال على الدورة تخطى ذلك العدد أمام رغبة أولياء الأمور الملحة. وكان وراء تلك الرغبة أسباب عدة كشف عنها بعض أولياء الأمور الذين فضلوا مرافقة أبنائهم فى أولى الحصص، ليتحققوا من اندماجهم فى الدورة، وكيف يستمتعون بوقتهم. ميرفت هى سيدة أربعينية جاءت مع ابنتها، بعد أن علمت عن الورشة بحكم قرب مسكنها من «بيت السنارى»، وسبق أن ألحقت ابنتها بالعديد من الورش التى أقيمت من قبل. أما السبب الرئيسى فى اهتمامها بهذه الأنشطة فتصفه قائلة: «لم يعد أمام الأطفال متنفس للخروج والنزهة مثلما كان الحال مع جيلنا». تصمت قليلا ثم تضيف: «أصبحت أخشى على ابنتى من السير وحدها فى الشارع». أقيمت الورشة يوم الاثنين الماضى، على أن يكون لها جزء لاحق يوم الاثنين القادم. ولم يكن قضاء وقت الفراع والتسلية هما الدافعان الوحيدان لدى الأسر، كى يدفعوا بأبنائهم إلى هذه الورشة، وفى حديقة «بيت السنارى» القريبة من مكان التدريب ذكرت أحد أولياء الأمور، أن ابنها الأوسط يعانى من عدم إجادة الكتابة، وهو ما يؤثر على درجاته فى المدرسة، موضحة أن حصة الخط العربى لم تعد ذات أهمية فى المدارس. انتهت الورشة بعد قضاء ساعتين من التعلم، تمهيدا لحضور الجزء الثانى من التدريب فى الأسبوع المقبل.