**حذاء مقطوع .. 29 جنيه راتب شهري .. شقة على "المحارة" في عزبة الهجانة .. أسباب وصولي للعالمية ** ظروفى المعيشية دفعتني للتفكير في الاعتزال .. ووليد عطا أعادني للحياة ** مرض والدتي وإصابتي حرماني من تحقيق ذهبية الرمح في بكين ** قادر على اقتناص ميدالية في الأولمبياد وتحقيق رمية فوق ال90 "صعب" ** سعيد بذهبية الكيني ييجو .. والجمل قادر على منافسة الكبار ** أناشد المسئولين عن الرياضة في مصر تأمين مستقبلي أنا وزملائي نجح إيهاب عبد الرحمن لاعب المنتخب الوطني لألعاب القوي في حفر إسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الرياضة المصرية والعالمية ووضع اسمه على منصات التتويج العالمية لأول مرة ، بعدما حقق المركز الثانى فى بطولة العالم المقامة حاليا فى بكين برمية رمح بلغت مسافتها 88.89 متر، ليحقق لمصر أول ميدالية فى بطولة العالم منذ انطلاق منافساتها عام 1983 فى فنلندا. ايهاب عبد الرحمن أدهش العالم عندما حقق رقما قياسيا فى الدورى الماسى لألعاب القوى "جولة شنجهاى" بالصين حيث حقق رمية تاريخية فى مسابقات رمى الرمح بمسافة قدرها 89.21 متراً . وكان عبد الرحمن البطل العالمى فى رمى الرمح ، من أوائل المتأهلين إلى أولمبياد البرازيل 2016 ، بعدما حقق رمية بلغت مسافتها 83,14 متر فى الدورى الماسى الذى أقيم بالعاصمة القطرية الدوحة فى شهر مايو الماضى . وزادت الأمال المعقودة على إيهاب عبد الرحمن في أن يحصل على ميدالية ذهبية في أوليمبياد ريو دي جانيرو المقبلة بالرازيل ، لذا حرصت "الشروق" علي إجراء حوار لمعرفة طموحاته في الفترة القادمة والصعوبات التي واجهته منذ بدايته في اللعبة. بداية .. كيف تقيم إنجازك التاريخي في أولمبياد بكين ؟ لا زلت أشعر بفرحة لا توصف ، فقد كان النهائي قويا وصعبا للغاية بين أبطال عالم كبار ، ونجحت في تحقيق هذا الرقم وإحراز الميدالية الفضية وسعادتي جاءت لسببين، اولهما أني إختتمت الموسم بميدالية في بطولة عالمية، وأهدى لوطنه ميدالية جديدة هي الاولى في اللعبة بالنسبة لها، والسبب الثاني أنها أول ميدالية عالمية له في فئة الكبار وهي لم تحدث منذ إنطلاق منافسات اللعبة وهي ميدالية هامة جداً لمصر قبل أن تكون بالنسبة لي . ومن أقوى اللاعبين ممن شاركوا في النهائي ؟ يوليوس ييجو الكيني الذي حقق ذهبية البطولة كان مستواه مفاجأة للجميع وأشعر بالفخرللانجاز الذي حققه ، حيث سيطرت أفريقيا على الذهب والفضة في منافسات الرمح. كيف حقق الكيني رمية لمسافة فوق ال90 مترا ، وهل تستطيع تحقيق هذه النتيجة؟ المسافة فوق ال90م يصعب علي تحقيقها ، خاصة أنني لم أتمرن بالشكل الجيد هذا العام نظراً لإصابتي منذ خمسة أشهر وأجريت جراحة في الركبة وعاودتني الإصابة بشكل طفيف أول الشهر ، ولكني إستكملت تدريباتي وأيضاً عندما قمت بمحاولتي الثالثة شعرت بألم مفاجىء في ظهري ، كما أنني تاثرت أيضا بسبب عدم استقرار صحة والدتي مؤخراً ، وهذا ما أثر على أدائي خلال المسابقة. كيف استقبل اللاعبون المنافسون الانجاز الذي حققته ؟ بصراحة ، لم يتوقعوا منا أي انجاز ، يعرفون أننا نشارك فقط لكن دائما يكون من نصيبهم ، فهم يعتقدون أننا غير مؤهلين للفوز ببطولات ، لكن بفضل الله استطعنا أن نثبت لهم أننا أبطال ورفعنا رأس مصر عاليا ، واذا كان لدينا نصف الإمكانيات المتاحة لهم لكان الوضع مختلف تماما ، وبعد الرقم الذي حققته وجدت أبطال العالم يصافحوني وأشادوا بما حققته. حققت الصعب وبقي الأصعب ، كيف تستعد لأوليمبياد ريو دي جانيرو ؟ الإتحاد وضع لي خطة طويلة المدى منذ 2012 إلى عام 2016 وتتضمن المنافسة على حصد ميداليات فى بطولة العالم فى بكين وهو ما حققناه بالفعل ، وانتظمت في سلسلة من المعسكرات التأهيلية من أجل الاستعداد لأوليمبياد ريودى جانيرو عام 2016 ، وكان المعسكر الأهم بالنسبة لي هو معسكر فنلندا الذي استمر أربعة أشهر ، حيث تعد فنلندا أكبر مدرسة في الرمح وتعلمت منهم تقنية رائعة في الرمي ، وحتي الآن أنفذ الخطة بشكل رائع وأتمني أن يتوج هذه المجهود بميدالية أوليمبية لأكون قد حققت إنجازين تاريخيين للمرة الأولي لتكون الميدالية الأولمبية الأولي لمصر في ألعاب القوي. حدثنا عن بداياتك و أبرز الصعوبات التي واجهتك ؟ كنت أذهب للتدريب في إستاد جامعة الزقازيق لأنها أقرب مكان لي للتدريب ، وفوجئت بمدير عام الإستاد يطردني من الملعب وكان يقول بالحرف "الكورة أهم" !! وعندما انتقلت من بلدتي "كفر صقر" إلى القاهرة، للانضمام إلى الأهلي ، لم أجد مكانًا للعيش فيه سوى شقة على المحارة دون شبابيك في عزبة الهجانة ، كما أن هناك موقف لن أنساه عند سفرى إلى أوليمبياد لندن دون حذاء، بعد رفض الاتحاد شراء واحد لي، وهو ما دفعنى للعب بحذائي "المقطوع" ، وكانت النتيجة الخسارة لكني لم أيأس خاصة بعد الإهتمام الكبير من جانب وليد عطا عقب توليه رئاسة الإتحاد ، كما أن راتبي الشهري في النادي الأهلي عام 2007 كان 29 جنيها ونصف الجنيه وفقا لائحة الموضوعة ، رغم أني كنت بطل جمهورية وقتها ، وطبعا كان والدي ووالدتي هما من تكفلا بكل مطالبي المادية بالإضافة لدور المدرب محمد نجيب مدربي السابق . ماذا عن قرارك السابق بالإعتزال؟ بالفعل كنت قد قررت الإعتزال مرتين ، الأولي عام 2007 عندما لم أجد شقة أعيش فيها بالقاهرة وشعرت باليأس حتى قابلت أشرف بكير رئيس الإتحاد وقتها رعاني ووفرلي الامكانيات بالتدريب في المركز الأوليمبي بالمعادي وتراجعت عن القرار ، أما في 2011 إتخذت قراراً نهائياً بالإعتزال بعد إصابتي لمدة 5 أشهر، ولم أتمرن بعدها لثلاثة أشهر، حتي إلتقي بي وليد عطا رئيس الإتحاد الحالي وسألني علي كل إحتياجاتي وبالفعل وفرلي كل شيء وحتي الآن لم يتركني ويساندني دائماً حيث أعادني للحياة . من هم أصحاب الفضل في الإنجاز الذي حققته ؟ بالتأكيد لم أنس فضل والدي ووالدتي اللذين يعملان كموظفين ، وسانداني في بداية مشواري وتكفلا بجميع المصاريف ، وبالطبع قبل كل بطولة يجب أن أتصل بوالدتي وأطلب منها الدعاء لي، والفضل الأكبر في هذا الإنجاز وقوف وليد عطا بجانبي منذ عام 2011 ومساندتي سواء مادياً أو معنوياً آخرها معسكر فنلندا الذي أصر أن أشارك به رغم قلة الدعم المادي للإتحاد وميزانيته الضعيفة التي تبلغ 800 ألف جنيه فقط ، وشاركت بالمعسكر الفلندي الذي تكلف حوالي ربع مليون جنيه وأيضاً خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة الذي يقوم بدعمي منذ الدوري الماسي ، كما يتم توفير المعسكرات وتحمل نفقات التنقلات وأدوات التدريب منذ بداية العام، كما أن القائمين على اللعبة فى النادى الأهلى كانوا يوفرون لنا جميع سبل النجاح. هل تعتقد ان الألعاب الأخرى تجد الدعم والمساندة من الدولة ؟ في هذا الخصول أود أن أخبرك بشيئ ، قبل تحقيق إنجاز الدوري الماسي لم أكن معروفا ، ولم تكن هناك أية صحف أو قنوات تليفزيونية تهتم بى أو بالبطولات التى أشارك بها ولكن بعد تحقيق الإنجاز أصبح هناك اهتمام من بعض وسائل الإعلام وأرى أنه الاهتمام الوحيد في مصر بكرة القدم فقط ، ولست ضدها فهى اللعبة الشعبية الأولى فى العالم، ولكن هناك رياضات أخرى لابد وأن تأخذ ولو جزء بسيط بجانب الكرة ، فنجد أن هناك دولا أفضل من مصر بكثير فى الكرة تهتم برياضات أخرى أوليمبية وتحصد الكثير من الميداليات ، وأضرب لك المثل بما يحدث في الدول الأخرى من اهتمام على أعلى المستويات ، فعندما حقق بطل النرويج ببطولة العالم في العام الماضي قرر الرئيس مكافئته بقصر بوسط العاصمة "أوسلو". من في زملائك بالمنتخب تراه مؤهلا للحصول علي ميدالية أوليمبية؟ مصطفي الجمل بالتأكيد لعب بطولة العالم وهو مصاب وكان مؤهلاً للفوز بالذهبية برمي المطرقة ، وأعتقد انه مؤهل بشكل كبير للحصول علي ميدالية بالأوليمبياد وأيضاً ، ياسر فتحي وحسن عبد الجواد. أخيرا .. ماذا تطلب من المسئولين عن الرياضة في مصر أنت وزملائك ؟ أتمني أنا وزملائي تأمين مستقبلنا فنحن نعطي كل وقتنا جهدنا لألعاب القوي ، ونخشي بعد مرور فترة التوقف ولا نجد عمل حيث يتطلب الخبرة ونحن ليس لدينا أي خبرة سوي في مجال الرياضة وأتمني أن أشعر أني أمنت مستقبلي ، وألا أخشي إذا تعرضت لأي إصابة أن أجلس في البيت دون أن يهتم بي أحد ، وعن رسالتي للرياضيين أقول لهم أنه يجب ان نجتهد وألا ننتظر مقابل في البداية وأن نبدع نطور من أنفسنا وبعد أن نثبت أنفسنا نطلب ما نحتاجه من المسؤولين. إيهاب عبد الرحمن في سطور ايهاب عبد الرحمن مواليد مدينة كفر صقر الشرقية ، 26 عاما ، حاصل على بكالوريوس تربية رياضية ، لاعب رمى الرمح ، بدأ ممارسة الرياضة فى بطولة المدارس عام2006 ، وكان هدفه الحصول على درجات التفوق الرياضى فقط . حصل على الميدالية الفضية في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط ، برونزية دورة الالعاب الافريقية للشباب عام 2007 ، فضية بطولة العالم للشباب عام 2008 ،المركز الأول في دورة الألعاب الفرنكوفونية عام 2009 ، الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الافريقية عام 2010، الميدالية الذهبية العرب بالبطولة العربية في الدوحة 2013 ثم أول دورى ماسى عام 2014 بشنجهاى بالصين . مصنف كأفضل لاعب على مستوى العالم للكبار عام 2014 فى الرمح بالاضافة للعديد من الميداليات فى البطولات العربية والافريقية وأخيراً أهم إنجاز لي الميدالية الفضية ببطولة العالم.