نيويورك تايمز: دوستم لجأ للميليشيات بعد يأسه من مجلس الأمن القومى.. ومخاوف من عودة البلاد لفوضى التسعينيات لم تكن محاولة اغتيال النائب الأول للرئيس الأفغانى، قبل نحو خمسة أشهر، محاولة إرهابية اعتيادية فى بلد خبر مثل هذا النوع من الهجمات، حيث ساهمت فى تشكيل رؤية الجنرال عبدالرشيد دوستم، فيما يتعلق بمواجهة التنظيمات الإرهابية، وفى مقدمتها «طالبان». ويعد الجنرال دوستم، أبرز المسئولين الحكوميين الناشطين بقوة فى مكافحة حركة طالبان، إلا أنه بعد أشهر من «التوسل» لمجلس الأمن القومى من أجل التدخل ضد طالبان، التى توغلت أخيرا فى إقليمه، جوزجان، شمالى البلاد، لم يجد زعيم الحرب السابق بديلا عن التحرك بنفسه، بحسب ما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية. وتشير الصحيفة إلى قيام دوستم بتحويل منزله لمركز قيادة للميليشيات الخاصة وبعض عناصر الشرطة والجيش الأفغانى، التى شحنها إلى الإقليم المنحدر منه، مضيفة أنه أعلن أنه ينسق جهود «الحرب» ضد طالبان، ما حظى بتأييد مسئولين محليين وقادة ميليشيات، والذين بدأوا بدورهم الحشد لتلك الحرب. ووفقا للصحيفة، فإن الرئيس الأفغانى، أشرف غنى، يعارض تحرك نائبه، موضحة أن ذلك التحرك، وإن كان يوصف بين الكثير من المواطنين فى أفغانستان بالشجاعة، إلا أنه قد يعود بنتائج سلبية؛ لاسيما الذعر الذى سيضرب الجيش الأفغانى والمؤسسات السياسية، وغياب الثقة فى قدرة أفغانستان على صد التهديد الإرهابى الموجود على أرضها. بالإضافة إلى ذلك، تلمح الصحيفة فى تقريرها إلى إمكانية أن يؤدى ذلك إلى عودة الفوضى التى انتشرت فى التسعينيات وأدت إلى صعود طالبان، فضلا عن احتمالية تناحر الأطراف المكونة لتلك الميليشات. وأوضح التقرير الصعوبة التى تلاقيها السلطات الأفغانية فى مواجهة طالبان شمالى البلاد؛ حيث استطاعت الحركة كسب مساحة من الأرض، رغم العروض المتكررة من جانب الميليشيات الخاصة للمساعدة. كما عرضت الصحيفة لتقارير من المجلس النرويجى للاجئين والأمم المتحدة حول الأوضاع بإقليم فارياب الشمالى فى العام الأخير، والتى توضح نزوح أكثر من 30 ألف مواطن من البلاد، فضلا عن زيادة الضحايا المدنيين فى المعارك الدائرة بنسبة 160%. فيما أكدت أن محاولة إثارة «انتفاضة شعبية» من جانب المسئولين الحكوميين تجاه مسلحى طالبان هى الملاذ الأخير، فى الوقت الذى يؤكد فيه آخرون أن التدخل المباشر فى الرد على طالبان، دفع الأخيرة إلى زيادة أعدادها فى فارياب، والتى تحولت بذلك إلى «معركة حاسمة من أجل الشرف».