شهد معبد الكرنك أمس، حالة فلكية نادرة، حيث تعامد ما يعرف ب«القمرالأزرق» على إله القمر لدى الفراعنة خونسو، وسط احتفالات شارك فيها الأهالى والسياح. وقال أحمد عبدالقادر الباحث فى السياحة الفلكية ان القمر الزائد على السنة القمرية الذى اطلق عليه مجازا «القمر الأزرق» سطع على معبد الكرنك بالأقصر بعد غروب شمس أمس، مؤكدا أن معبد الكرنك يعد أنسب مكان لمشاهدة هذا«القمر الزائد» بالعين المجردة، مطالبا بأن يتم إدراج هذا الحدث على خريطة الأحداث السياحية للمساهمة فى تنشيط الحركة السياحية بالأقصر. وأشار إلى أن مصطلح «القمر الأزرق» لا يصف لون القمر، ولكنه اكتسبه من التعبير الإنجليزى لوصف أى حدث نادر (Once in a Blue Moon) بمعنى (مرة فى العمر)، موضحا أن الحدث خاص بدورة القمر عندما يأتى البدر مكتملا مرتين فى شهر واحد، حيث اكتمل بداية الشهر الحالى واكتمل أمس للمرة الثانية، وهى ظاهرة تحدث كل عامين أو ثلاثة أعوام طبقا «للدورة الميتونية» التى تنسب للعالم الفلكى اليونانى «ميتون» الذى اكتشفها فى العام 424 قبل الميلاد، ويبدو أن المصريين القدماء لاحظوا هذه الدورة قبل «ميتون» بمعرفتهم للقمر رقم 13، حيث ورد فى بردية من قرية عمال مدينة اللاهون من عصر الملك سنوسرت الثانى ذكر للقمر رقم 13، كما ورد ذكره مصحوبا بأجور العمال طبقا للشهور القمرية. والمرة الأخيرة التى شهدت فيها الأرض حدوث تلك الظاهرة كانت يوم 31 أغسطس عام 2012، وتصادف أنها حدثت يوم «الجمعة» أيضا، ومن المتوقع أن تحدث المرة القادمة فى شهر يناير عام 2018. وعن مكانة القمر لدى قدماء المصريين، يقول عالم المصريات أحمد صالح، وفق ما نقلته عنه وكالة أنباء الشرق الأوسط: كان للقمر منزلة خاصة عند قدماء المصريين منذ عصور ما قبل التاريخ، وسبق المصريون العالم فى معرفة أوجه ومنازل القمر، واستخدموه كوسيلة زمنية، فعرفوا التقويم القمرى، كما قدس المصريون القمر فكانت له آلهته الخاصة، ودرسوا الظواهر الطبيعية المرتبطة به مثل ظاهرة خسوف القمر.