يترقب المهتمون بشئون الفلك ظهور «القمر الأزرق» في السماء، مساء اليوم الجمعة، وهو الحدث الذى سيرصده الفلكيون فى المواقع الحضارية بجميع دول العالم، وفي مصر يعد معبد الكرنك بالأقصر أنسب المواقع لرصد تلك الظاهرة بالعين المجردة، حيث سيظهر في الساعة السادسة و40 دقيقة مساء بالتوقيت المحلى لمدينة القاهرة على محاور المعبد. وظاهرة «القمر الأزرق» تحدث عندما يظهر القمر مكتملا مرتين في الشهر الواحد، وتحدث كل عامين أو ثلاثة أعوام، والمرة الأخيرة التي شهدت فيها سماء الأرض حدوث تلك الظاهرة كانت يوم 31 أغسطس عام 2012، ومن المثير للاهتمام أنها حدثت يوم الجمعة أيضا، ومن المتوقع أن تحدث الظاهرة المرة القادمة في شهر يناير عام 2018. وعن مكانة القمر لدى قدماء المصريين، أكد عالم المصريات أحمد صالح، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم، أنه "كان للقمر منزلة خاصة عند قدماء المصريين منذ عصور ما قبل التاريخ وفي العصور التاريخية حتى قبل دخول الإسكندر الأكبر مصر، وسبق المصريون العالم القديم في معرفة أوجه ومنازل القمر، واستخدموه كوسيلة زمنية فعرفوا التقويم القمري، كما قدس المصريون القمر فكانت له آلهته الخاصة، وعرفوا الظواهر الطبيعية المرتبطة به مثل ظاهرة خسوف القمر". وقال صالح، إنه "طوال التاريخ المصري القديم اسمي قدماء المصريون القمر بكلمة (اعح)، وهي كلمة ذات ثلاثة أحرف تنتهي بهلال، ودخل اسم القمر في أسماء الناس والملوك والملكات، ومن أشهر ما حملت اسم القمر أم الملك «منتوحتب الثاني» في الأسرة الحادية عشرة، كما دخل القمر في اسم الملك «أحمس». وأضاف أنه "ارتبط بالقمر ثلاثة آلهة وهم طبقا لأقدميتهم الإله «أعح» أي الاله القمر، ثم «خونسو»، وهو اسم يعني الهائم أو المسافر، وهي إشارة إلى حركة القمر في الليل وصور على هيئة شاب صغير يتميز بخصلة شعر جانبية المعبرة عن الطفولة ويضع فوق رأسه هلال، وكان الاله خونسو يرشد المسافرين بالليل وينير لهم الطريق، أما الاله الثالث المرتبط بالقمر هو الإله «تحوت» مخترع التقويم القمري. وأشار إلى أن "المصريين القدماء عرفوا أربعة أوجه للقمر رئيسية وهي القمر الجديد (بسج نتيو) وهو في بداية الشهر، والتربيع الأول (سنت) وهو في اليوم السادس من الشهر القمري، والبدر (سمدت) في اليوم الخامس عشر، والتربيع الثاني (دنيت)، وفي عصر الدولة الحديثة أافوا أوجه أخري للقمر مثل منزل الانتظار في اليوم 29 من الشهر القمري، ومنزل الشهر في اليوم الثاني، ومنزل خروج الكاهن سم في اليوم الرابع، ومنزل اليوم العاشر، لافتا إلى أن هذه الأوجه والمنازل سجلت في التقويم الموجود بمعبد رمسيس الثالث في مدينة هابو. وأوضح أن "القدماء صوروا البدر بشكل واضح في معبد دندرة علي هيئة قرص دائري بداخله عين الأوجات، وصور على قمة مدرج له 14 درجة، ويقف على كل درجة اله وهم يمثلون الأربعة عشر يوما السابقة للبدر أي المرحلة ما بين ميلاد القمر الجديد والبدر، كما عرفوا ظاهرة «خسوف القمر"» وصوروه علي هيئة ابتلاع الإله ست لعين الإله حورس اليسري التي تمثل القمر ولكن الإله تحوت يولد العين والقمر من جديد. وأكد أن "المصريين عرفوا كذلك التقويم القمري، والذي يعد اقدم التقاويم القمرية في العالم، ويتكون التقويم من 12 شهرا ومجموع أيامها 354 يوما"، وأضافوا لها شهر قمري من 30 يوما ليصبح مجموع أيام السنة القمرية 384 يوما ، وكان الشهر الثالث عشر مخصصا للإله «تحوت» إله القمر، وانقسم الشهر القمري إلى أربعة أسابيع كل منها يمثل مرحلة من مراحل القمر وهي التربيع الأول، والقمر المكتمل (البدر)، والتربيع الثاني، والقمر الجديد، ومن المعروف أن كلمة شهر باللغة المصرية القديمة تسمي «آبد» وصور مخصصها علي هيئة هلال.