ينزفُ القلبُ وجعا.. ينزفُ القلبُ حزنا على مجتمعٍ، بل على فكرٍ، لا يحترمُ كِيانَ النساء لا ينظرُ إليها كما يقدسُها ربُ السماء لا يراها جمالَ طيرٍ من حُسنِ منظرِهِ احتارَ الغِناء أنتِ التى من قديمِ الأزلِ تغنى بها المطربونَ والشعراء أنتِ التى فى وصفِها ارتقى فنانو الوجودِ وأسمى الأدباء أنتِ الأمُ.. أنتِ الأختُ أنتِ حبيبةُ الأحباء أنتِ القيثار.. أنتِ النَهار أنتِ بالحقِ شمسُ البهاء أنتِ التى عنها حكى عبرَ الأجيالِ جميعُ الحكماء أنتِ التى قديما كرَمها الأسلافُ والأجدادُ وكلُ القدماء كنتِ ولازلتِ فى أزمنةِ الأخذِ معنى البذلِ وروحَ العطاء لا لستِ زهرة جميلة فالزهورُ الجميلاتُ يملأنَ الحدائق لا لستِ يمامة زاهية أو جدولَ ماءٍ صوتُه رائق بل فاكهةُ العمرِ إذ لا سعادة والعشقَ المستحيلَ لأجملَ عاشق ضحكتُكِ خُلقت.. لتكونَ عطرا لطيفا وسطَ قسوةِ الأيام بسمتُكِ أيضا.. طِيبُ عطرٍ رونقُهُ كسحرِ الأحلام عيونُكِ الدافئاتُ ديوانُ شِعرٍ مكتوبٌ بينَ أسطرِهِ أرقى الأبيات وحنينُ قلبِكِ نهرُ سلامٍ استلهمت غِناه العذارى الفاتنات أنتِ الألحانُ العذبة أنتِ رفيقٌ فى الغربة وأملُ الأوقاتِ الصعبة لكنكِ لستِ كائنا خُلقَ للمتعةِ والإشباع لستِ ضعفا نفرِغُ فيه أمراضَنا والأوجاع لستِ مُلكا للعرضِ يُشترى أو حتى يُباع نعم... أنا لا أتحدثُ عن زمنِ الجاهلية أو عصرٍ من عصورِ الظلامية بل عن عقولٍ بيننا تحيا لكن تراكِ، سيدتى، بنظراتٍ دونية فالويلُ كلَ الويلِ لنا يا رجال إن لم نقمْ مِن غفلتِنا الآنَ فى الحال إن لم نعرفْ قدرَ المرأةِ الحقيقيَ لآنَ الجهلَ والتخلفَ حتما سيكونانِ المصيرَ لا محال الويلُ كلَ الويلِ لنا يا رجال لو اتحدَ النساءُ مؤسسينَ وطنَ الأحرار وهو ليسَ وطنا له حدودٌ أو أسوار أو شعبا يُحكمُ بالذلِ والقمعِ والنار أو جيشا له أسلحةٌ وكثيرُ الأسرار بل قرارٌ بالوحدةِ المُرة يختبئنَ فيه من عالمِ الاستعمار قرارٌ بالانفصالِ النفسى عن دنيا الرجالِ وهذا اختيار سجنٌ انفراديٌ أوامرُه العرفية يفرضُها حزنُ المرأة وجحيمُ الانكسار سجنٌ حواجزُه النفسيةُ عاليةٌ لكنها على وشكِ الانهيار فالمشاعرُ فى توقفٍ تام والأحاسيسُ فى توقفٍ تام وجسورِ الودِ مقطوعة وكذا التواصلُ والأفكار فيا رجال... نحن مسئولونَ عن هؤلاء اللاتى زرعنا بأعماقهن عقلياتِ الجوارى ومسؤلونَ عن جُرحِ مَن أدركنَ الحقَ ويَعشنَ مغصوباتٍ على الوضعِ السارى فأرجوكِ عزيزتى اقبلى منى باسمِ جميعِ الرجالِ الصادقينا انحنائى تقديرا لكرامتِكِ العظيمة تقبيلَ يديكِ عرفانا بمكانتِكِ الكريمة ولا تأخذى الكلَ بذنبِ أنصافِ الرجالِ الفارغين فأنتِ درةُ الأرضِ وجوهرُ الحبِ الثمين وهذا أنا