نتائج التصدى للسوق السوداء مرضية.. والركاب سيشعرون بتطور ونظافة القطارات قريبًا أعددنا أكبر خطة استثمارية فى تاريخ الهيئة.. وخطة استراتيجية لتطوير السكك الحديدية خلال الثلاث سنوات المقبلة نحتاج 76 مليار جنيه لتطوير السكة الحديد خلال 10 سنوات.. والمشروعات الجماهيرية من أولوياتنا أكد اللواء أحمد حامد، رئيس الهيئة القومية لسكك حديد مصر، أنه بالرغم من زيادة أسعار تذاكر القطارات المكيفة إلا أن خسار الهيئة مستمرة، نظرا لأن الزيادة لن تضيف إلى إيرادات الهيئة أكثر من 100 مليون جنيه سنويا، فى حين أن الهيئة تحتاج لوقف النزيف 76 مليار جنيه على مدى السنوات العشر المقبلة. وأضاف حامد فى حديثه إلى «الشروق» أن جهود الهيئة فى مكافحة السوق السوداء فيما يخص تذاكر القطارات بدأت تؤتى أكلها، ولاسيما فى عيد الفطر المبارك، مشيرا إلى ان أزمة التكدس فى الأعياد ستتلاشى تدريجيا بعد تشغيل 212 عربة قطار جديدة (23 قطارا) تعتزم الهيئة إدخالهم الخدمة قريبا. وفيما يلى نص الحوار: • توليت رئاسة الهيئة فى نوفمبر الماضى.. ما الذى أنجزته خلال هذه الفترة؟ كنت حريصا منذ توليت المنصب على دراسة كل ملفات الهيئة، ووضعت خطة بالتعاون مع نواب ومستشارى الهيئة لاستكمال وتأسيس المشاريع الحالية، ومنها تأسيس وتأهيل العربات المميزة والمكيفة، وخطة لتطوير الجرارات لتكون على مستوى عال من النظافة، وتم الانتهاء من تأهيل 600 عربة مميزة، بجانب استمرار أعمال الصيانة للمحطات بشكل مستمر، لكننا لن نصل للنسبة المطلوبة من تلك الخطة «فى يوم وليلة» لأن الأسطول ضخم و«التركة كبيرة»، لكن بالمتابعة الميدانية خلال الأشهر القليلة القادمة سيشعر الركاب بأن القطارات أصبحت أنضف والخدمة أكثر تطورا قريبا. • هل أقدمتم على زيادة أسعار التذاكر لتقليل نسبة خسائر الهيئة؟ غير صحيح، فإجمالى الإيرادات التى ستجنيها الهيئة من رفع قيمة تذاكر القطارات المكيفة ستبلغ 100 مليون جنيه فقط، وهو مبلغ ضئيل، ولا تأثير له فى نسبة الخسائر، لأن الزيادة ليست موحدة بل مرتبطة بعدد الكيلومترات. • وكم تحتاجون للنهوض بالهيئة ووقف نزيف الخسائر؟ نحتاج إلى 76 مليار جنيه على مدى ال 10 سنوات القادمة، وهو ما طالبنا به أثناء وضع الموازنة الخاصة بالعام المالى الحالى، وتمت الموافقة على توفير 21.4 مليار جنيه، بزيادة بلغت 24% عن حجمها خلال العام المالى الماضى. وبلغت قيمة التكاليف والمصروفات 8.5 مليار جنيه، وبلغت الاستخدامات الرأسمالية للعام الحالى 12 مليار جنيه و25 مليون جنيه، وتحويلات رأسمالية 5.7 مليار جنيه، فيما بلغت الإيرادات الرأسمالية للعام الحالى 12 مليار جنيه و925 مليون جنيه، والإيرادات المتنوعة 8.5 مليار جنيه، منها 1.5 مليار جنيه مساهمة من خزانة الدولة، و1.5 مليار جنيه قرض من بنك الاستثمار القومى. • للمرة الأولى طبقتم آلية كتابة الرقم القومى لكل راكب على التذكرة، ما تقييمك لتلك الخطوة؟ وافقنا فى اجتماع مجلس إدارة الهيئة الأخير على مقترح وزير النقل بتسجيل بيانات الراكب على تذكرة السفر، للمساعدة فى القضاء على ظاهرة السوق السوداء، وهو التطبيق الذى ستنفذه وزارة الاتصالات ترشيدا للنفقات، أسوة بالنظام المُطبق فى شركات الطيران، والخدمة حتى الآن محل تجربة، وستمنح المواطن إحساسا بأنه مرصود وأن الهيئة تعلم تماما من حصل على تذاكر وعددها. •وما هى نسبة رضاك عن إجراءات الهيئة للتصدى للسوق السوداء؟ النتائج مرضية حتى الآن، وفقا لردود الأفعال التى تلقتها الهيئة من الركاب، ورغم أن نسبة الرضا ليست 100%، إلا أن البداية جيدة حتى الآن، وستزداد مع مرور الوقت بعد تشغيل ال 212 عربة، والتى تساوى 23 قطارا، بما يعنى توفير مقاعد إضافية، وبالتالى تخفيف نسبة التكدس على شبابيك التذاكر أملا فى الحصول على تذكرة خلال أيام العيد. •أعلنتم عن خطة لتطوير 89 عربة مكيفة بتكلفة 100 مليون جنيه، هل توجد خطة مماثلة لتطوير قطارات الدرجة الثانية التى يستخدمها غالبية المواطنين؟ نعمل على تطوير عربات السكة الحديد لتحسين مستوى الخدمة المقدمة للجمهور، حيث سيتم الانتهاء من مشروع تطوير 89 عربة درجة ثانية مكيفة بتكلفة 100 مليون جنيه بورش كوم أبوراضى لإجراء العَمرة العمومية لها وإصلاح دائرة التكييف بها، وتطوير 36 عربة سكة حديد فرنساوى تشكل 4 قطارات كاملة بتكلفة 48 مليون جنيه، فمن أهم أولويات هذه الخطة تنفيذ المشروعات ذات الطابع الجماهيرى التى تقدم الخدمة المباشرة للركاب. • إلى أين وصلت صفقة 212 عربة جديدة؟ الهيئة ستتسلم القطار الأول من إجمالى 212 عربة يقوم مصنع «سيماف» بتوريدهم خلال الشهر الحالى، وتجربتها تمهيدا لبدء التشغيل الفعلى للقطار خلال يونيو المقبل، على أن يتم بعد ذلك البدء فى توريد قطار كل شهر. • هناك 4700 مزلقان غير شرعى تتسبب فى الحوادث المتكررة، هل وضعتم خطة فعلية لحل أزمة هذه المزلقانات؟ بدأت الهيئة حملة موسعة بالتنسيق مع وزارة الداخلية لإغلاق عدد من المزلقانات غير الشرعية وتطوير البعض الآخير، حيث تم تطوير 532 مزلقانا، فضلا عن تطوير المزلقانات الشرعية من خلال 5 شركات أجنبية، وذلك بتركيب وسائل تكنولوجية جديدة فى المزلقانات. • وماذا عن تطوير ورش السكة الحديد؟ وضعنا خطة لمتابعة أعمال الصيانة التى تتم بالورش وإزالة المخلفات والعشوائيات على السكك وبالمحطات، وتعلية الأسوار لحماية ممتلكات الهيئة، مع الاهتمام بنظافة القطارات والمحطات وتشغيل ورادى إضافية بالورش للانتهاء سريعا من أعمال الصيانة اللازمة للعربات والجرارات. • أعلنت مسبقا عن تشكل غرفة عمليات لمتابعة أى أزمة تحدث، ومع ذلك تتكرر حوادث خروج القطارات عن مسارها أو حوادث اشتعال مفاجئة، فما هو تشكيل هذه الغرفة ومن هم المتخصصون فيها وفى أى مجال وكم ميزانيتها؟ بالفعل أنشأنا غرفة عمليات رئيسية بمركز إدارة الهيئة بالقاهرة، وسيترأسها أحد نواب الهيئة، بجانب إنشاء غرفة عمليات بكل منطقة يتواجد أعضاؤها من الساعة 7 مساء حتى الساعة 9 من صباح اليوم التالى، مهمتها اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لحل الأزمات الطارئة، بالتنسيق مع شرطة النقل والمواصلات. وعن تشكيل غرف العمليات، فسيتم التنبيه على جميع العاملين بأن يكون كل مدير هيئة ومدير منطقة مسئولا عن متابعة الموقف فى دائرة عمله، مع التواصل الدائم مع شرطة السكة الحديد فى مراجعة الخطط والتدابير الأمنية لسد الثغرات الأمنية، وفيما يتعلق بالميزانية فلم نضع ميزانية محددة لأن هذه التكليفات تأتى ضمن واجبات النواب ومديرى الهيئة. • وماذا عن خطة الهيئة لنقل البضائع بواسطة السكة الحديد؟ نعمل حاليا على إنهاء دراسات إنشاء عدد من خطوط السكك الحديدية لنقل البضائع منفصلة عن خطوط الركاب، حيث تم توقيع اتفاقيه مع شركة «آل بجاش» السعودية لإنشاء خط يربط ميناء السخنة بحلون لخدمة مصانع الاسمنت، فضلا عن إنشاء خط سكك حديد «بلبيس / العاشر / الروبيكى / التبين» لخدمة المناطق الصناعية ونقل البضائع منها عبر السكة الحديد. • ماذا عن مصنع القطارات الذى سيتم إنشاؤه داخل مصر؟ لأول مرة فى مصر سيتم إنشاء مصنع لتصنيع القطارات محليا، حيث بدأت شركة «أفيك» الصينية بعمل دراسة سوقية للشرق الأوسط وأفريقيا لإنشاء مصنع لتصنيع القطارات داخل مصر وتوريدها إليهم، ضمن مذكرة التفاهم التى تم توقيعها خلال مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى، وتم اختيار منطقة أبو زعبل التابعة للهيئة لإقامة المصنع عليها، بتكلفة المبدئية لتنفيذ المشروع تبلغ 500 مليون دولار. • وما هى الأهداف الرئيسية لإنشاء هذا المصنع؟ هذا المشروع سيساعد على تصنيع قطارات على مستوى عالٍ من التكنولوجيا، وسيوفر العملة الأجنبية التى كانت الوزارة تستورد بها هذه القطارات من الخارج، فضلا عن إنشاء خطوط تجميع للقطارات بإحدى ورش الهيئة التى ستكون مجاورة للمصنع، وتطوير ورش الهيئة وأسطول قطاراتها. • وما هى خطة الهيئة الاستثمارية للعام المالى القادم؟ الهيئة تُعد أكبر خطة استثمارية لها خلال العام المالى 2015 / 2016 بقيمة 12.8 مليار جنيه، لشراء الوحدات المتحركة وتجديد خطوط السكة وتحديث نظم الرقابة والأمان. • وماذا عن خطة الهيئة المستقبلة؟ لدينا خطة استراتيجية لتطوير السكك الحديدية خلال الثلاث سنوات المقبلة، وتشمل توريد عربات مميزة لتحسين مستوى الخدمة بعد تهالك الأسطول الحالى، وطرح مناقصة لتوريد 6 قطارات ديزيل بتمويل من البنك الدولى بقيمة 126 مليون يورو خلال 4 أشهر المقبلة، وكذلك دراسة العروض المقدمة من الصين لتوريد وتمويل 700 عربة قطار، وعرض مجرى آخر لتوريد العربات.
