كانت الفنانة أمينة رزق مع فرقتها المسرحية فى المحلة الكبرى تقدم أحد العروض، بينما كانوا يؤدون على أحد المسارح التى يتم تأجيرها طوال شهور السنة، ويستخدم مسرحا أو دار سينما، وفى العديد من الأحيان «مخزنا للتبن والحبوب والغلال» لأن صاحب المسرح كان أحد تجار الحبوب فى القرية. فى إحدى ليالى العرض الرمضانية، وبعد دخول أمينة رزق إلى الكواليس إذا بها أمام مفاجأة كبيرة، ووجدت الغرف كلها مزدحمة بجوالات «التبن» والفول ورائحة ممرات الكواليس لا تطاق، فتجاوزت مع زملائها الموقف رغم صعوبته، ورُفع الستار وأدوا الفصل الأول من المسرحية. كان الفصل الثانى يوشك على البدء، هطلت الأمطار وتسربت المياه من فتحات صغيرة فى سقف الكواليس والمسرح، وهنا حاولت الفرقة تخطى الموقف والاستمرار فى العرض وتحمل الموقف، وبينما تجرى الاحداث، فوجئ الجمهور والممثلون، بصاحب المسرح يصرخ فيهم طالبا بأن يساعدوه فى حمل جوالات التبن والفول بعيدا عن مساقط المياه، وأقسم الرجل بأغلظ الايمان أن يغلق المسرح فورا ويطرد المتفرجين إن لم يساعده أحد. لم يجد أعضاء الفرقة حلا سوى الانصياع لرغبات صاحب المكان، لنقل الجوالات ولكن هذا لم ينقذهم من ثورة الرجل الذى أصر على أن يشترك الجميع، ولم يكن أمام الفنانة أمينة رزق حلا سوى المشاركة فى حمل الأجولة المحملة بالفول والتبن، بينما كان يتطلب دورها الوقوف بعد لحظات على خشبة المسرح كملكة.