أحياء «بلا حياة» وموتى «بلا موت»... هكذا وصف مايقرب من 6 آلاف مواطن «أنفسهم»، حيث يقطنون 6 عزب هى «أبو عوض، أبو سلامة، أبو الهادى، البغادوة، أبو حرام، البداية» وجميعها تقع بنطاق محور ترعة البداية «الوسطى» المتفرعة من ترعة بشارة، وتتبع الوحدة المحلية لقرية الظواهرية الخاضعة «تنفيذيا» لمركز «مدينة» الحسينية، بينما إداريا فأوكلت مهامها لمركز «مدينة» منشأة أبو عمر «المستحدث» بقرار من الدكتور حازم الببلاوى رئيس وزراء مصر السابق، منذ يناير 2014 بمحافظة الشرقية. ويقول الحاج راضى سليمان «مُدرس زراعى»: مثلث أحلامنا بسيط يكمن فى توافر مياه الشرب «لسه بنشتريها فى جراكن» وطريق آدمى ممهد «مرصوف» يصلح لربط العزب ببعضها، وتغطية الترعة «بالمواسير» أو بناء جسورها «تحجيرها» وإن كان المطلب الأخير «الأهم» والأولى بالإسراع فى تنفيذه؛ كون الجزء الذى يمر من الترعة وسط الكتلة السكانية طوله 800 متر وعمقه 6 أمتار وعرض سطحه 10 أمتار، به خمسون انهيارا بطول جانبيها بما يعرقل سريان المياه بها اغلب توقيتات العام لا سيما فى ظل ندرتها بفصل الصيف. إن قدم مسئول «كبير» بدرجة وكيل وزارة أو محافظ لم تطأ أرضهم «قط» ما جعلهم معزولين عن العالم الخارجى، قائلا: لا سيارات «نقل الموتى» ولا «الإسعاف» تستطيع دخول المنطقة؛ نظرا لتصدع جسور الترعة «شرقا وغربا» ما سبب تشققات بجدران بعض المنازل، وتعرض الأطفال للغرق، وساعد على انتشار الأمراض الناجمة عن كثرة «الحشرات والفئران والثعابين». والحاج ناجح عبدالحليم «تاجر غلال» قال: ترعة البداية ذات طبيعة تصدعية؛ لارتفاع الجانب الأيمن «الشرقى» عن الأيسر «الغربى» لها، فهى مصدر مياه لرى 2300 فدان من واقع الحصر الفعلى للإدارة الزراعية بالحسينية، ونقص المياه فيها بطبيعة الحال اثر على إنتاجية المحاصيل الزراعية، ووصل الأمر إلى قيام الفلاحين بحرث أراضيهم بعد «موت» النباتات، مما راكم ديونهم لدى بنك التنمية والائتمان الزراعى. ويوضح السيد عبدالرحمن حسنين «فلاح» أنه ونظرا لكون «ترعة البداية» تمر وسط كتلة سكنية فقد قام الأهالى وعلى مدى أكثر من خمسة عقود بردم وزراعة الأشجار على جانبيها؛ أملا فى تماسك جسورها، إلا أن كثرة الانهيارات المتتالية راكم من الردم «الجروف» الأمر الذى يصعب معه عمليات حفر أو تطهير الترعة، والتى تتم بشكل «روتينى موسمى» وبحساسية شديدة لعدم تفاقم الانهيارات المتكاثرة بجانبى الترعة. وسبق ذلك وعلى مدى 15 عاما عشرات المراسلات لوزراء الرى، منذ عهد الدكتور محمود أبوزيد فبتاريخ 31 مايو 2004؛ طالب الأهالى بتحجير 800 متر بجانبى الترعة «حائط واقف» وهو ما وافق عليه الوزير فى 6 يونيو، وأحال الأمر لمدير عام رى الشرقية، والذى أوفد لجنة لمعاينة الموقع برئاسة المهندسة غادة صلاح الدين، والتى أقرت المشكلة» بتاريخ 14 ديسمبر تحت رقم 35/16/404 «دون جدوى» وتكررت الشكوى فى 16 فبراير 2005، ووافق الوزير مجددا بعدها ب12يوما لكن مسئولى محافظة الشرقية «عامة» ومركز الحسينية «خاصة» ضربوا بموافقات الوزير عرض الحائط.