«متحف هيئة سكك حديد مصر»، هو الأول فى مجاله خارج أوروبا والولايات المتحدة، افتتح عام 1932بمناسبة انعقاد مؤتمر السكك الحديدية فى القاهرة عام 1933، حيث أتيح للمشاركين فيه «أن يزوروا أول متحف للسكك الحديد فى الشرق» بحسب الكتاب التعريفى بالمتحف. «هذا ثانى متحف للسكك بعد المتحف فى انجلترا». تقول حكمت إبراهيم فرحات مديرة المتحف. ولسكك حديد مصر قصة طويلة ارتبطت برغبة محمد على «باشا» وأبنائه فى تحديث البلاد، كما ارتبطت برغبة الدول الأوروبية خاصة بريطانيا فى تسهيل طرق التجارة الدولية بين أوروبا والمستعمرات الآسيوية خاصة الهند «جوهرة التاج البريطانى». يحتوى المتحف على مجموعة نادرة من النماذج المصغرة لمنشآت وقاطرات ومحطات السكك الحديدية، تمثل أعرق وأقدم وأكبر شبكة سكك حديد فى الشرق الأوسط. وبالتزامن مع بداية نشأة السكك الحديدية، سعت الحكومة البريطانية إلى إنشاء خطوط فى مصر تسهل وصولها لمستعمرتها الأكبر الهند، وراسلت لندن والى مصر فى ذلك الوقت محمد على للحصول على امتياز بناء الشبكة المصرية. وفى ظل التنافس الاستعمارى الفرنسى الإنجليزى، أقنعت فرنسا محمد على بعدم جدوى الخط الحديدى، لرغبتها شق قناة السويس بدلا من السكك الحديدية البريطانية، وفى النهاية رفض والى مصر المشروعين جميعا السكك الحديدية وقناة السويس. لكن مع بدء الخمسينيات من القرن التاسع عشر وافق والى مصر الجديد عباس الأول على مشروع السكك الحديدية فى 1851، الذى يبدأ بخط القاهرةالإسكندرية، ثم القاهرةالسويس، لربط البحرين المتوسط والأحمر. لكن رغم هذا التاريخ فإن المتحف لا يرتاده الكثيرون، لأنه مجهول بالنسبة لأغلبية المصريين. وتطالب مديرة المتحف بحملة دعاية خارجية وداخلية للتعريف بالمتحف، عبر طبع كتيبات حديثة، وتذكارات دعائية مثل القمصان والأكواب والبطاقات المطبوع عليها اسم المتحف وشعاره. هو فين المتحف؟ عزيز إبراهيم ينتظر القطار إلى أسيوط «ما عرفش عن المتحف ده، هو فين؟». وأضاف: «يا راجل عايزين نسافروا بلدنا وبس». فى حين قال يوسف عبد الجليل المسافر إلى طنطا «ما عرفش المتحف ولا عمرى سمعت عنه، ولا عمرى رحت متحف من أصله». وقد يقول البعض يمكن أن يكون طلاب المدارس هم من يعرفون المتحف من الرحلات المدرسية، وهو ما تؤكده مديرة المتحف فى قولها: «طبعا تأتى رحلات مدرسية إلى المتحف» وتضيف تزور المتحف حوالى 50 مدرسة سنويا فى المتوسط. وعند سؤالها عن هذه المدارس قالت «مدارس مثل الجيزويت أو الكوليدج دو لاسال، أو ميردى ديو» كما أن هناك مدرسة فى أسوان تنظم رحلة للمتحف سنويا». ويزور المتحف ما بين 600 و700 زائر شهريا فى المتوسط. لكن هل يمكن اعتبار هذه الأرقام كبيرة فى بلد يسكنه 80 مليون نسمة ربعهم فى المراحل التعليم المختلفة.