يرى اللواء أركان حرب محمد علي بلال قائد القوات المصرية في حرب عاصفة الصحراء المعروفة باسم حرب الخليج الثانية، إن مسألة ظهور رئيس الجمهورية لأي بلد بالزي العسكري ليس بأمر غريب كما يتصوره البعض.. مشيرا إلى أن رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة في معظم دول العالم بحكم الدستور. وأوضح بلال في تصريحات خاصة ل«بوابة الشروق»، اليوم السبت، أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات يعد الاستثناء الوحيد في العهود السابقة بعد ظهوره بالزي العسكري في خطاب النصر الشهير أمام مجلسي الشعب والشورى في الرابع عشر من أكتوبر احتفاءا بعبور القوات المسلحة المصرية لخط بارليف للضفة الشرقية من قناة السويس في حرب 1973 مع العدو الإسرائيلي، مضيفا «في هذا التوقيت ارتدى السادات الزي العسكري وعليه رتبة تعني أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية وقد منحها رئيس الجمهورية لنفسه مباشرة في ظل هذا الظرف الاستثنائي والزي العسكري لرئيس الجمهورية لا يعد خاضعا للقواعد العسكرية لأنها بمثابة رتبة شرفية في توقيت غير عادي". وأضاف قائد القوات المصرية، أنه ليس بالضرورة كل من تقلد منصبا حساسا في وزارة الدفاع ثم أصبح رئيسا للجمهورية أن يرتدي زيا عسكريا في المناسبات المختلفة، مشيرا إلى أن اللواء محمد نجيب ارتدى الزي العسكري طوال فترة ترؤسه لمجلس قيادة الثورة وبعد أن أصبح رئيسا ظهر بالزي المدني". واستطرد اللواء أركان حرب في حديثه "كذلك الرئيس والزعيم الراحل جمال عبد الناصر كان يظهر بالزي العسكري تحديدا برتبة مقدم عندما كان عضوا بارزا في مجلس قيادة الثورة وبعد أن أصبح رئيسا للجمهوريا وخلفا للواء محمد نجيب أصبح يفضل ارتداء الزي المدني المتعارف عليه وهو «البدلة»، وقد استمر بهذا الزي خلال فترة تفقده لقادة القوات المسلحة والجنود مع المشير عبد الحكيم عامر على الجبهة قبل حرب يونيو 67 وكذلك بعد ظهوره عبر شاشات التليفزيون في خطاب التنحي الشهير عقب الانسحاب متمسكا بالزي المدني وينطبق الأمر نفسه على الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي خلع الزي العسكري ذو اللون الأزرق الشهير بعد حادثة المنصة الشهير واغتيال الرئيس السادات وبعد أن أصبح رئيسا للجمهورية لم نشاهده مرتديا الزي العسكري طول ثلاثون عاما من الحكم". جمال عبد الناصر خلال تفقده للجبهة وأضاف بلال "الرئيسان عدلي منصور والرئيس المعزول محمد مرسي كانا يشغلان منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة بحكم ترؤسهم لحكم مصر في أزمنة مختلفة ولكنهما لم ينتميان للمؤسسة العسكرية ولم يشغلا مناصب رسمية بها وبالتالي لم يكن من المعتاد بالنسبة لهم ارتداء الزي العسكري مثل الرئيس الأمريكي باراك أوباما فهو القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية ومع ذلك لم نراه يرتدي الزي العسكري لأنه قادم من خلفية مدنية". وقال اللواء أركان حرب "إن زيارة الرئيس السيسي لشمال سيناء وتفقده للجنود هناك مرتديا الزي العسكري المموه وفي سابقة هي الأولى من نوعها يكتب كلمة القائد الأعلى للقوات المسلحة على الرتبة يعني شىء واحد وهو رغبة الرئيس في إعطاء دفعة معنوية قوية للقوات المنتشرة في رفح والشيخ زويد والتي تواجه موجات عنيفة من الإرهاب فضلا عن شعوره الداخلي بانتمائه لصفوف القوات المسلحة بعد أن كان وزيرا للدفاع قبل توليه الرئاسة لكي يقول لهم «أنا واحد منكم وواقف معاكم وبنحارب سويا فلا تقلقوا». الجدير بالذكر أن اللواء محمد نجيب أول رئيس لجمهورية مصر العربية بعد ثورة يوليو ، لم يستمر في سدة الحكم سوى فترة قليلة بعد إعلان الجمهورية في 18 يونيو 1953 ظهر خلالها بملابسه العسكرية قبل أن يعزله مجلس قيادة الثورة ويضعه قيد الإقامة الجبرية، أما الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بعد أن تخرج من كلية أركان حرب عام 48 وترقيته إلى رتبة مقدم ظل بالزي العسكري مع الضباط الأحرار وأثناء تواجده في مجلس قيادة الثورة ثم فضل ارتداء الزي المدني في جميع المناسبات الرسمية حتى إلقاء خطاب التنحي. اللواء محمد نجيب أول رئيس لجمهورية مصر العربية بعد الثورة وبالزى العسكرى الممتلئ بالأوسمة والنياشين وممسكا بعصا الماريشالية ظهر الرئيس الراحل أنور السادات في احتفالية نصر أكتوبر عام 1981 والتي أعقبت ظهوره بالزي العسكري في غرفة عمليات القوات المسلحة بالتزامن مع حرب 73، كذلك خطاب النصر الشهير في مجلس النواب.
