داخل أحد المقاهى فى شارع خاتم المرسلين بحى الهرم تجلس مجموعة من الشباب فى حلقات، يتناقشون فى ساحة المقهى، حيث المتنفس الوحيد لتفريغ هموم يومهم الملىء بالأحداث الشخصية والعامة. «يبلغ عدد ساعات الصيام 14 ساعة نمتنع فيها عن العمل، بينما لا يبقى أمامنا سوى فترة صغيرة بين الساعة الثامنة والساعة الواحدة، وهناك زبائن يفضلون البقاء فى المنزل ومتابعة المسلسلات، لكننا نراهن على زبائن من نوع آخر». يتحدث شعبان السيد صاحب المقهى الشهير فى منطقة الهرم، ويصف هذا المقهى بأنه أقرب إلى مجتمع صغير يعيش فيه لأكثر من 18 ساعة فى الأيام العادية بعيدا عن رمضان. ومع بدء منافسات بطولة (كوباأمريكا) لفرق أمريكا الجنوبية، تزايد نشاط رواد المقهى لمتابعة تلك المباريات، حتى خرج فريق البرازيل من المنافسات، فقل اهتمام كثير من عشاق فريق السامبا بمتابعة البطولة. يستكمل مدير المقهى حديثه: «أصبح الزبائن أكثر ارتباطا بالمنافسات الأجنبية عن المحلية، مثل اهتمام الكثيرين بمنافسات الدورى الأوروبى، لقد رأيت بعض الشباب يبكون إذا ما خسر فريقهم المفضل مثل ريال مدريد أو برشلونة». يستحوذ الشباب على النسبة الكبرى من رواد المقهى، محمود محمد الطالب الجامعى أحد هؤلاء، الذين يعطون اهتماما واسعا بمتابعة الدورى الأوروبى، يقول: «ليس هناك متعة فى مشاهدة مباريات كرة القدم فى المنزل، فهنا فى المقهى هناك حوار وجدل ونغيظ بعضنا البعض حين يفوز فريق على الآخر». يجلس محمود أمام المقهى ولا يخفى تعصبه لفريق برشلونة، ويعلق مازحا: «الحالة الوحيدة التى لن أشجع فيها فريق برشلونة، هى أن يلاعب النادى الأهلى». ويرى بعض رواد المقهى أن تقطع الموسم الكروى فى مصر وتذبذب أداء الفرق المصرية قد أفقد المشاهدة مذاقها، ودفع كثيرين إلى التعلق بمتابعة الفرق الأوروبية. وتلجأ بعض المقاهى إلى وضع تسعير لمشاهدة المباريات مضافا إليها ثمن المشروبات، بينما يستغنى عنها شعبان السيد مدير المقهى قائلاً عنها: «فكرة غير مربحة.. وتسبب ضيقا لبعض الزبائن، فلا داعى لها». وتبقى المقاهى فى رمضان مكانا لتقديم كل ما لا يقدم فى المنزل، ويشرح ذلك مدير المقهى قائلاً: «يلجأ بعض الزبائن إلى المقهى لمتابعة الأحداث السياسية بعيدا عن المنزل، وللتعبير عن أنفسهم فى المقهى، وكذلك يحدث مع كرة القدم». ومع مرور الأيام من شهر رمضان، يظل وقت السحور هو الأكثر ازدهارا فى المقهى، بينما يصبح المشروب الأكثر طلبا هو القهوة، التى يفتقدها كثيرون على مدى يوم من الصيام.