شهد الثلث الأول من رمضان جدلا حول احتواء بعض الاعمال الدرامية مشاهد رأى البعض انها لا تليق بالعرض فى الشهر الكريم، وكان ينبغى حذفها، فيما رأى آخرون انها تدخل فى سياق الدراما وان اعمال مقص الرقيب بها يعد اعتداء على حرية الابداع. وقد حفلت مواقع التواصل الاجتماعى بالعديد من هذه المشاهد، واعتبر النشطاء ذلك بمثابة إهانة لشهر رمضان فضلا عن إهانته للمصريين «الذين تصورهم المسلسلات بشكل غير لائق مما يعطى انطباعا للخارج بأن هذه هى حقيقة المصريين، كما اعتبروا أن هدف صانعى هذه المسلسلات إفساد الذوق العام دون أن يعبأوا برجع الصدى لمثل هذا الأعمال على الأجيال القادمة». مثلا، مسلسل «تحت السيطرة» للفنانة نيللى كريم تضمن مشاهد جمعت طلابا فى المدرسة بعد أن قامت مدرستهم بإلقاء محاضرة عليهم، سخر الطلاب من مدرستهم والبعض أنصفها بسبب مساعدتها لهم أثناء الامتحانات، وفى مشهد جمع بين طالب وطالبة بينهما علامات إعجاب لبعضهما البعض، ألقت الطالبة ألفاظا جنسية صريحة حيث قالت إنها تحب أن تكون الأولى، فرد قائلا: لم أكن أعرف أنك «دحيحة وتذاكرى»، فردت «أنا بحب أكون A فى كل حاجة فى الدراسة والامتحانات فى الحشيش، فى ال Sex»!». وفى مسلسل «وش تانى» للفنان كريم عبدالعزيز فقد فوجئ المشاهدون بمشهد جرىء حيث ظهر كريم وهو يحتضن فتاة داخل إحدى دور العرض ويسألها: «هى السوستة فين؟»، وبعد أن أمسك به رجال أمن السينما استمر فى الغزل بصدرها وشفتيها، موجها سؤالا إلى المسئول عن الأمن: «خليك مكانى، لو إنت فى مكان ضلمة ومعاك واحدة زى القمر، قوام إيه؟ وجسم إيه؟ بذمتك دى واحدة حد يتخلى عنها؟. أما الفنانة ريهام عبدالغفور فقد ظهرت فى مشهد صادم بمسلسل «مريم»، الذى تشارك فى بطولته مع اللبنانية هيفاء وهبى، إذ احتضنت زوجها، الذى يجسد دوره الفنان خالد النبوى، من الخلف، وفى المشهد نفسه أيضا قامت بتقبيله، وهو مشهد غير معتاد فى الدراما. مسلسل «الكابوس»، الذى تقوم ببطولته الفنانة غادة عبدالرازق، أيضا لم يخل من عبارات فجة كما جاء على لسان الممثلة رحاب الجمل التى تستعد لحفل زفافها، وساعدتها إحدى الفتيات فى صنع «الحلاوة»، العجينة التى بها ينزع الشعر الزائد، ورددت الممثلة لفظ «حلاوة» أكثر من ثلاث مرات خلال المشهد بشكل مثير للاستفزاز. كما حفل مسلسل «حوارى بوخاريست» لأمير كرارة والمخرج محمد بكير، بألفاظ فجة أثارت موجة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعى، بينما علق رئيس الرقابة عبدالستار فتحى بالقول: «المشاهد جاءت ضمن السياق الدرامى للأحداث، وليس بها ما يدعو للحذف، فهؤلاء يعيشون فى بيئة تقتضى الحديث بهذه الطريقة، وهى ليست خارجة أو خادشة، والشارع المصرى أصبح أكثر انفتاحا وجُرأة، ومثل هذه الألفاظ نسمعها تتردد فى الشارع». وأضاف «ومع أننا نعمل فى إطار إعطاء مزيد من الحرية للفنون، لكننا نعترض على إقحام مشاهد تعتمد على السباب أو الشتائم أو الخلاعة الزائدة، أو إقحام مشاهد مبتذلة لا يتقبلها المشاهد خصوصا فى شهر رمضان، وما جاء فى العمل لا يستوجب الحذف». ودخلت نقابة الممثلين على خط الأزمة منذ الأيام الأولى لشهر رمضان وقال الدكتور أشرف زكى، نقيب المهن التمثيلية، إن البيان الذى أصدرته النقابة وهاجمت فيه الأعمال المبتذلة، لا يعنى ممارسة الدكتاتورية، وعدم دعم حرية الإبداع، وإنما جاء كرد على الألفاظ الخارجة والبذيئة التى تحويها بعض المسلسلات والأعمال الدرامية خلال هذه الفترة. وعبر زكى، عن استيائه من الألفاظ الخادشة للحياء التى تتصدر الأعمال الدرامية، وتؤذى المشاهد، وتصدر صورا سيئة عن الفن والفنانين بالخارج. وأضاف نقيب المهن التمثيلية، أن النقابة لا تمتلك حذف المشاهد من الأعمال الدرامية، مناشدا صناع الدراما والقنوات التليفزيونية التى تعرض هذه المسلسلات بإعادة النظر، واتخاذ قرار بحذف هذه الألفاظ ليتمكنوا من تقديم فن محترم يليق بالمشاهد المصرى والعربى.
