تكمل ضاحية مصر الجديدة غدا السبت 110 أعوام على إنشائها في 23 مايو من عام 1905، حيث تم بناء حى «هليوبوليس» ذو الطابع المتميز ونمط حياة الحضارة الأوروبية الحديثة، بداية من تصميم الطرق والشوارع والمباني ذات التصميمات الهندسية، إلى الحدائق الواسعة والمساحات المفتوحة. إنشاء ضاحية مصر الجديدة جاء تنفيذا لعقد أبرم مع شركة «واحات عين شمس»، وتم إنشاء خط سكة حديد وخطوط ترام لربط المدينة الجديدة بمنطقة وسط القاهرة، وقام الشركاء الأساسيون فى المشروع، «البارون ادوارد إمبان»، و«بوغوص نوبار باشا»، ببناء الحى الجديد على مساحة 25 كيلومتر مربع، انصهرت فيه أعراق وأجناس وأديان متنوعة، حيث تم اختيار مجموعة متميزة من المهندسين والمعماريين من مختلف الجنسيات لتصميم الحى الجديد. وخضعت مصر الجديدة على مدى عقود لكثير من التحولات، وتهدمت الكثير من مبانيها القديمة والعريقة لتحل محلها مبانٍ جديدة، واختفت أماكن الذكريات المرتبطة بقاطني هذا الحى العريق، ومن هنا جاءت مبادرة «تراث مصر الجديدة في عام 2011» كمبادرة شعبية تضم مجموعة من الشباب المتخصص فى التراث الحضارى والمعماري، ردا على تدهور نوعية وجودة الحياة والتراث الثقافى والمعمارى في جميع أنحاء هليوبوليس. وتسعى «مبادرة تراث مصر الجديدة»، وهى تحت التأسيس، إلى تعزيز الوعي العام من خلال الفعاليات الثقافية والاجتماعية للترويج لتراث حي مصر الجديدة، وتقوم أعمالها حول خمسة محاور رئيسية وهى حماية التراث المعمارى والعمراني لمصر الجديدة، حماية المساحات الخضراء وزيادتها وتنميتها، وزيادة الوعى بالتراث والتنمية الثقافية في مصر الجديدة، والمرور ومنظومة المواصلات العامة، والنظافة وإدارة المخلفات. ويقول شكرى أسمر المتحدث الرسمي باسم «تراث مصر الجديدة»، إن المبادرة تتناول عددا من المشروعات المهمة، وتعرض تقارير انتهاك المبانى الأثرية ذات القيمة الثقافية العالية إلى الجهات الحكومية والتنفيذية أملا في إيجاد حلول إيجابية". وأضاف أسمر، أن المبادرة تعكف على عدد من المشروعات، منها إنشاء قائمة من الإجراءات الوقائية للحفاظ على مناطق التراث المعمارى المتميز والمباني التراثية في مصر الجديدة، بالاضافة إلى التعديلات المقترحة على لوائح المناطق ذات التراث المعمارى المتميز الصادرة عن هيئة التنسيق الحضاري في يناير عام 2014، وإعداد وثائق ومقترحات للمشروعات الخاصة مثل تجديد مترو مصر الجديدة وحماية وإعادة تنشيط حديقة الميريلاند، ومشروع إنشاء متحف لمصر الجديدة داخل قصر البارون. وتعمل مبادرة تراث مصر الجديدة جاهدة على دفع العمل المشترك مع المسئولين الحكوميين والقطاع الخاص والمجتمع المدني لتقييم والتعرف على التراث الحديث للمنطقة، وتشجيع أهالى المنطقة للمشاركة في قضايا التراث، والمبادرة بصدد الشراكة مع محافظة القاهرة لحماية منطقة مصر الجديدة بشكل خاص من التدهور وتنمية جودة الحياة بها وتجديد مبانيها التراثية بخطى واضحة يشارك فيها الجميع من أجل حماية وإتاحة الجمال لجميع السكان والزائرين. ووجهت المبادرة الدعوة إلى تكاتف الجهود الشعبية وأجهزة الدولة لإعادة إحياء وحماية جودة الحياة في مصر الجديدة من خلال الحفاظ على مواقعها التراثية والثقافية، وتطبيق وتفعيل القوانين فضلا عن تحسين البنية التحتية للمنطقة بشكل عام.