- الوصول ل20 مليون سائح يتطلب الاستقرار وتنقية القوانين وتغير الصورة الذهنية - 24 مليار جنيه قيمة الاستثمارات الفندقية بالساحل الشمالى تحتاج لمساندة الدولة أكد أنور هلال نائب رئيس مجلس إدارة جمعية مستثمرى السياحة بجنوبسيناء وأحد المستثمرين الكبار بالساحل الشمالى أن الظروف السياسية الحالية والصراعات المحيطة بنا خاصة فى ليبيا والحادث الأرهابى الأخير بتونس ما زالت تؤثر بالسلب على الحركة السياحية الوافدة لمصر بصفة عامة ومنطقة الساحل الشمالى بصفة خاصة.. مشيرا إلى أن مؤشرات السياحة المصرية خلال الفترة الماضية لا تزال ضعيفة للغاية بالنظر إلى المقومات المتميزة، التى تتمتع بها مصر والطاقة الفندقية الموجودة بها ولذا نأمل أن يستعيد القطاع عافيته خلال العام الحالى. وأضاف هلال فى حواره مع «مال وأعمال» أن الدولة للأسف الشديد لم تنظر لهذا القطاع بعين العطف وأن المشكلات التى طرأت عليه نتيجة للانحسار السياحى الذى تعرض له القطاع ليس له ذنب فيها، مشيرا إلى أننا نعلم تماما أن الدولة لديها مشاكل كبيرة وليس من أولوياتها السياحة حيث لم تعد فى نظر الدولة أنها قاطرة التنمية بعد الخسائر التى تعرضت لها خلال الأربع سنوات الأخيرة. وأكد نائب رئيس جمعية مستثمرى السياحة بجنوبسيناء أن السياحة يجب أن تكون بالفعل قاطرة التنمية الاقتصادية وهذا لن يتم إلا من خلال مشروع قومى يعمل فيه الجميع حكومة وقطاع خاص ومواطنين بجد واجتهاد خاصة ان تعافيها وعودتها لطبيعتها يمكن ان يساهم فى حل معظم المشكلات الاقتصادية التى تعانى منها مصر، لافتا إلى أن الوصول إلى 20 مليون سائح أو ضعف هذا الرقم لن يتم إلا فى وجود الاستقرار والأمان وتنقية القوانين من العشوائية وتغييرالصورة الذهنية عن مصر فى الخارج، والتى لم تتغير تماما عند الكثير من الدول الأجنبية المصدرة للسياحة. الساحل الشمالى وعن التنمية السياحية بمنطقة الساحل الشمالى أوضح هلال أن الساحل الشمالى يحتاج إلى تنمية شاملة تشمل أولًا تنمية العنصر البشرى ثم تجهيز جميع المرافق وخدمات البنية الاساسية اللازمة لجذب السائحين الاجانب فى هذه المنطقة الواعدة سياحيا واستثماريا، مشيرا إلى انه يمكن لمنطقة الساحل الشمالى أن تعمل على مدى ال12 شهر نظرا لوجود العديد من المقومات السياحية والمناخ المتميز الذى يميزها عن غيرها من المقاصد المنافسة، لافتا إلى أن منطقة الساحل الشمالى تحتاج إلى المزيد من الاهتمام من قبل الدولة للنهوض بالتنمية السياحية وتحويلها إلى مقصد سياحى عالمى طوال العام مثل الغردقةوشرم الشيخ مؤكدا استعداد الفنادق بالساحل للموسم السياحى الصيفي الذى سيبدأ خلال أيام قليلة أضاف هلال أن شركته ميد ترينيان للاستثمار السياحى افتتحت الأسبوع الماضى المرحلة الأولى لمشروعها الجديد بالساحل الشامل بمنطقة رأس الحكمة والذى تبلغ حجم استثماراته الكلية 800 مليون جنيه على مساحة 400 ألف متر ويوفر أكثر من 1000 فرصة عمل مختلفة وتصل تكلفة المرحلة الأولى للمشروع التى تم الانتهاء منها إلى 200 مليون جنيه وذلك فى بادرة جديدة لعودة الاستثمار السياحى بهذه المنطقة لسابق عهدها قبل ثورة 25 يناير. قال رئيس مجلس إدارة الشركة المالكة للمشروع إن المرحلة الأولى تشمل 350 غرفة على أن يتم الانتهاء من المراحل الثلاث للمشروع خلال 3 سنوات بشرط عودة الاستقرار الكامل للمنطقة والقطاع السياحى بصفة خاصة، مشيرا إلى أن المشروع السياحى الجديد يركز على استقطاب السياحة الايطالية نظرا للقرب الشديد من جنوب أوروبا، حيث لا تتجاوز المسافة ساعتين ونصف بين مطار العلمين، وروما، كما يركز أيضا على جذب السياحة الداخلية باعتبار هذه المنطقة تتميز بمقومات سياحية متميزة وفيما يتعلق باجمالى الاستثمارات السياحية بمنطقة الساحل الشمالى والمعوقات التى تعرقل نمو السياحة بالمنطقة أوضح هلال أن اجمالى الطاقة الفندقية بمنطقة الساحل الشمالى يصل إلى 2000 غرفة باجمالى استثمارات تصل إلى 3 مليارات دولار أى ما يقرب من 24 مليار جنيه تمتلكها 5 شركات كبيرة.. مشيرا إلى أن المعوقات التى تواجه النمو السياحى بالمنطقة عدم الاستقرار وتأثر المنطقة بما يحدث فى ليبيا وتونس خاصة بعد الحادث الانفجار الأخير فى تونس والذى أدى إلى انخفاض حاد فى الاشغالات السياحية بالمنطقة خلال الشهر الماضى وتأخر بدء الموسم السياحى لمدة شهر كامل بالاضافة إلى معوقات أخرى يأتى على رأسها تعدد الولايات على المنطقة وكثرة حالات وضع اليد بها بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الخامات ومستلزمات الفنادق. واكد هلال ان منطقة الساحل الشمالى منطقة بكر فى الاستثمار السياحى، كما ان قربها من دول اوربا عامل جذب اضافى لها، لافتا إلى وجود 3 مطارات بالمنطقة هى مطارات برج العرب والعلمين ومرسى مطروح يسهل فرص الوصول اليها من السياح، مشيرا إلى ان الاقامة بفنادق الساحل الشمالى كانت الاعلى سعرا خلال عام 2010 بالمقارنة مع شرم الشيخوالغردقةوالقاهرة والاقصر واسوان، مشيرا إلى ان الفنادق بالمنطقة بدأت فى تجهيز برنامج لجذب المواطن المصرى خلال اشهر الصيف بعروض مميزة تبدأب 600 جنيه للغرفة الرباعية فى اليوم، وتوقع هلال أن تصل نسبة الاشغالات بالساحل الشمالى خلال الموسم الصيفى الحالى والذى بدأ هذا الشهر ويستمر حتى أكتوبر المقبل بزيادة 30 % عما كانت عليه العام الماضى. واضاف انه من المخطط ان تصل قيمة الاستثمارات السياحية بتلك المنطقة خلال 10 سنوات إلى نحو 20 مليار دولار خاصة أن تلك المنطقة واعدة وتقترب مساحتها من 350 كم على سواحل البحر المتوسط. تأجيل الموسم السياحى الصيفى واشار إلى ان المعارك الدائرة بليبيا حاليا إضافة إلى الحادث الارهابى الذى وقع بمتحف باردو التونسى ادى إلى تاجيل الموسم السياحى بالساحل الشمالى من 15 ابريل الماضى إلى 25 مايو الحالى بسبب تخوف السياح من القدوم لتلك المنطقة بسبب تلك الاحداث، موضحا ان 95% من الحركة الوافدة إلى الساحل الشمالى تأتى من إيطاليا، لافتا إلى انه تم الاتفاق مع بعض الرحلات من ألمانيا ستتوافد بداية من شهر يونيو المقبل، منوها إلى أن نسبة السياحة العربية الوافدة إلى فنادق الساحل الشمالى ضعيفة جدا. وأضاف أن هناك انخفاض فى أسعار الغرف الفندقية بالساحل الشمالى فى الوقت الراهن حيث كان متوسط سعر الليلة منذ 5 سنوات 80 يورو ولكنها تصل الان فى المتوسط إلى 45 يورو وذلك يرجع للظروف السياسية وعدم الاستقرار الذى عانت منه البلاد خلال السنوات الأربع الماضية، والتى أثرت بشكل سلبى على القطاع السياحى، وأدت إلى تراجع حاد فى الاشغالات الفندقية. وشدد على ضرورة توجه الدولة للاهتمام بتنمية البشر فى المناطق المحيطة بالمراكز السياحية المختلفة حتى نساعد على اقامة حياة كريمة لهؤلاء المواطنين. وأكد ضرورة ايجاد صيغة جديدة لتملك الأراضى فى مصر من خلال جهة حكومية واحدة تكون مسئولة عن جميع التراخيص الخاصة بهذه الاراضى خاصة أن تعدد الجهات التى تقوم بالتخصيص تسبب فى مشكلات وخسائر كبيرة للمستثمرين خلال الفترة الأخيرة. وعن مؤشرات الاستثمار بمنطقة الساحل الشمالى فى الوقت الحالى أكد أنور هلال ان منطقة الساحل الشمالى منطقة بكر للغاية، ولم تستغل مواردها حتى الوقت الحالى، لافتا إلى ان الاستثمارات الفندقية العاملة والتى تحت الانشاء وهى تتطلب مساندة الدولة والعمل على تسويقها فى الفعاليات السياحية الكبرى ووضع القوانين المحفزة لضخ أموال بها لاستكمالها. وحتى تكون المنطقة واعدة للمستثمرين وجاذبة لرؤوس الاموال لابد أن يكون هناك قانون موحد للأراضى ييسر الحصول على الاجراءات والموافقات التى تجعل المستثمر راغبا فى ضخ الأموال فى هذه المنطقة. فرص استثمارية ضائعة وحول معاناة المستثمرين من مشاكل المنطقة قال رئيس شركة ميد ترينيان للاستثمار السياحى انه بالفعل المستثمرون يعانون من مشاكل كبيرة فى المنطقة خاصة فيما يتعلق بوضع اليد على الاراضى من قبل السكان، حيث أن هذه الاوضاع تعيق التوسع فى ضخ استثمارات جديدة. ويرى أن الدولة خلال السنوات العشر الاخيرة تخلت عن توفير المتطلبات الاساسية للحياة بالمنطقة سواء من تعليم وبناء مستشفيات ومدارس، لاهالى مطروح، فهذا كفيل بالقضاء على ظاهرة وضع اليد على الاراضى.. فعندما يشعر الاهالى أن الاستثمار من شآنه أن يطور مناطقهم السكنية ويلبى فرص عمل جيدة لابنائهم سيعملون على حماية الاستثمار والدفاع عنه أمام الافكار المتشددة هناك عشوائية فى تنمية المنطقة، فضلاً عن ضرورة العمل على إحترام القوانين التى تضعها الدولة. وعن سؤاله كيف يظل 350 كيلو مترا من أجمل المناطق بمصر دون استغلال حتى الوقت الحالى؟.قال.أن هذه فرض استثمارية ضائعة ليس فقط على الدولة ولكن على أولادنا ووفرصتهم فى العيش حياة كريمة فالفنادق هنا تعمل 3 شهور فقط تستطيع أن تعمل 6 شهور، فى حال تطوير مطار العلمين وبرج العرب ومطروح.على وزارة الطيران المدنى أن تدشن خط رحلات بين القاهرة مطروح، فهذا كفيل بنقل تجمعات بشرية كبيرة للغاية خلال موسم الصيف إلى هذه المناطق.