قال المهندس حسام الخولي السكرتير العام المساعد بحزب الوفد، إن "الرئيس عبد الفتاح السيسي تدخل في أزمة الحزب باعتباره كبيرا للعائلة المصرية، فضلا عن أن الحزب شأنه شأن أي حزب يمارس العمل العام، ومن الممكن أن يتعرض لأزمة سياسية داخلية بين أعضائه". وأوضح «الخولي»، في تصريحات خاصة ل«الشروق»، الخميس، أن "رئيس الجمهورية اجتمع مع الأطراف المعنية بالأزمة وأنهى في دقيقة كل الإشكاليات وتضارب وجهات النظر بين القيادات البارزة في الحزب"، مشيرا إلى أنه لولا تدخله "كان من الممكن أن يتم الانتهاء من تلك الأزمات بعد سنوات". وألمح إلى أن "الأزمات السياسية بين أعضاء الحزب والخلافات قد تم التخلص منها بنسبة تفوق ال70 في المائة، وعلى الرغم من وجود 4 قضايا أمام محكمة القضاء الإداري مرفوعة من قبل بعض الأعضاء في حزب الوفد، فإن الجمعية العمومية في طريقها للانعقاد، فضلا عن أنه من حق السيد البدوي رئيس الحزب أن يعين 10 من الأعضاء مستندا إلى اللوائح الداخلية الخاصة بالحزب وفي إطار القانون". وأضاف «الخولي»: "أريد أن أؤكد أنه لولا اسم حزب الوفد ومكانته التاريخية في النضال الوطني والعمل السياسي منذ تأسيسه عام 1918 على يد الزعيم سعد زغلول ما كنا نشاهد قرار رئيس الجمهورية بالتدخل والاجتماع بالقيادات الحزبية لإنهاء الخلافات والصراعات، إذا حدثت تلك الأزمات في أحزاب أخرى لن نشاهد تدخل السيسي فحزب الوفد في كفة والأحزاب السياسية في كفة أخرى". وختم حديثه بأن "أي خلافات أو أزمات تحدث في حزب الوفد على الفور نسمع أصدائها في دول فرنسا وإنجلترا وغيرها من العواصمالغربية، نظرا لمكانة حزب الوفد التاريخية ودوره في إثراء العمل السياسي في مصر حتى الآن". من جهته، قال اللواء سفير نور مساعد رئيس حزب الوفد إن اللقاء الذي جمع مؤخرا بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والسيد البدوي ومعظم القيادات البارزة في حزب الوفد يدل على قيمة الحزب، وبالتالي من رابع المستحيل أن يخزل أعضاء الحزب المبادرة التي قام بها رئيس الجمهورية للم الشمل". وأوضح «نور»، في تصريحات خاصة ل«الشروق»، أن حزب الوفد وجميع قياداته تستعد الجمعة لانعقاد الجمعية العمومية من أجل انتخابات الهيئة العليا، مشيرا إلى أن هناك اتصالات تجرى على أعلى مستوى بين القيادات البارزة لرأب الصدع ونزع فتيل التوتر مع الجبهة المعارضة للسيد البدوي. وأضاف مساعد رئيس حزب الوفد، أن الحديث عن تقرب رئيس الجمهورية ودعمه للوفد لكون الحزب جزءا من التحالفات البرلمانية التي تمت في السابق قبل تأجيل الانتخابات هو أمر غير صحيح، مشيرا إلى أن حزب الوفد يمتلك 190 مقرا على مستوى الجمهورية، فضلا عن وجود 68 ألف من الأعضاء الشباب منتشرين في أنحاء مصر. وتابع اللواء سفير نور: "الرئيس السيسي في اجتماعه مع رئيس الحزب أكد ضرورة الانتهاء في أسرع وقت من إجراء الانتخابات البرلمانية نظرا للوضع الحرج الذي تمر به الدولة المصرية، فضلا عن أن الرئيس يسعى لأن يكون ظهيره الدولة المصرية وليس أن يكون له ظهير سياسي كما يثار من بعض القوى السياسية". على الجانب الآخر، قال عصام شيحة المحامي بالنقض وأحد أعضاء قيادات حزب الوفد المفصولين، إن قيادات تيار الإصلاح في الحزب تناقش مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي فيما يتعلق بإزالة الخلافات والصراعات مع السيد البدوي والمضي قدما في انعقاد الجمعية العمومية وانتخاب الهيئة العليا للحزب. وأوضح في تصريحات ل«الشروق»، أن أعضاء الوفد طالبوا مرارًا بضرورة أن تكون هناك شفافية حول الوضع المالي للحزب، إلا أن السيد البدوي، اعتمد على إعلان أرقام غير موثقة أمام الجميع وأكد أن أموال حزب الوفد تعد أموالًا عامة، مشيرًا إلى أن مطالب تيار الإصلاح تتلخص في إظهار نوع من الشفافية فقط. فيما يرى وحيد عبد المجيد مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الأزمات التي تمر بها الأحزاب في المطلق تكون متعلقة بشقين أولهما الشق الموضوعي المتعلق بالقواعد القانونية واللوائح الداخلية، وثانيهما وهو الشق الذاتي المتعلق بأعضاء الحزب وطبيعة صراعتهم الداخلية التي من الممكن أن تؤثر على الشق الموضوعي وهو الجزء الأهم في الأحزاب السياسية. وأوضح «عبد المجيد» في تصريحات ل«الشروق»، أن هناك تعمد لتهميش دور الأحزاب السياسية في مصر بصفة عامة وغلق الأفق السياسي أمامهم من خلال نظام انتخابي فاشل دفع بهم إلى الخلف، وتسبب في تحول الطاقة الإيجابية الكامنة لدى أعضاء الأحزاب السياسية إلى طاقة سلبية تمثلت في الصراعات الداخلية بين قيادات الحزب الواحد، وهو الأمر الذي ينطبق على الأزمة الحالية التي يمر بها حزب الوفد في التوقيت الراهن. وأضاف مستشار مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أنه "لا يمكن إنهاء الصراعات داخل الأحزاب من خلال إصلاح العلاقات الجانبية بين قياداته وأعضائه بل من خلال فتح مجال العمل السياسي لتلك الأحزاب وإعطائهم الأمل في منافسة حقيقية على المقاعد البرلمانية دون أن تكون مقتصرة على حزب أو تيار سياسي معين يتبع القائمين على الدولة". وتابع «عبد المجيد»: "أزمة الصراعات الداخلية لم تكن فقط في حزب الوفد، وإنما هي حالة عامة مثلما يحدث في حزب المؤتمر بعد استقالة رئيسه واثنين من نائبيه، والانشقاق القائم في حزب الدستور، فضلا عما حدث في حزب المصريين الأحرار وعدم انتخاب رئيس جديد بعد تلك الفترة بعد أن تفرغ أحمد سعيد لمنصبه كنائب رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي". وأشار إلى أن "السبب فيما تمر به الأحزاب السياسية في مصر من عواصف وأزمات يعود إلى سياسات السلطة الحالية والتهميش المتعمد وقانون الانتخابات المعدل الملئ بالعوار الدستوري، وبالتالي فإن تدخل الرئيس في أزمة الوفد بمثابة مسكن يزول مفعوله سريعا ومن ثم سوف تعود الأزمات والصراعات مجددا داخل أروقة الحزب بين قياداته".