لقي 47 شخصا على الأقل مصرعهم وأصيب نحو 240 آخرين بجروح في سلسلة من التفجيرات في مدينة الموصل المضطربة شمال العراق والعاصمة بغداد ، حسبما أفادت مصادر في الشرطة. وانفجرت شاحنتان ملغومتان في قرية الخزنة - 20 كيلومترا شرق الموصل - مما أدى إلى مقتل 28 شخصا وإصابة 155 آخرين وتدمير 35 منزلا في تلك البلدة التي تسكنها طائفة الشبك ، حسبما أفاد مصدر طبي رفيع. وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه إن "حصيلة الشهداء بلغت 28 وأصيب 155 آخرون توزعوا على أربعة مستشفيات". وكانت مصادر في الشرطة قد أعلنت في وقت سابق مقتل 23 شخصا وإصابة 138 آخرين في الاعتداء. وتنتشر هذه الطائفة التي تتكلم لغة خاصة بهم ، وهي الشبكية ، وهي خليط من لغات تركية فارسية وعربية وكردية في عدد من قرى الموصل ومحافظة نينوى ، وتمتهن الزراعة والتجارة. ويمثل هذه الطائفة نائب واحد في البرلمان وهو عضو في الائتلاف العراقي الشيعي الحاكم. وأكد شهود عيان إن الاعتداء أسفر عن أضرار في جميع منازل القرية، ولم يسلم منها أي مبنى. وقال محمد كاظم - 37 عاما - وهو أحد الجرحى الراقدين في المستشفى "كنت نائما على سطح المنزل واستيقظت على أثر زلزال قوي شاهدت بعدها غيمة كبيرة ترتفع إلى السماء من الدخان والأتربة". وأضاف كاظم الذي يعمل مهندسا "بعدها بأقل من دقيقة وقع انفجار آخر دفعني وأسقطني أرضا وانهالت علي الحجارة حتى أغمي علي". ومن جانبه ، قال فلاح رضا - 23 عاما - وهو يرقد أيضا في المستشفى "قتل احد عشر فردا من عائلتي بالانفجار الثاني". وأضاف وهو مصاب بساقه وذراعه "انهار المنزل بالكامل علينا ، الأمر كان أشبه بزلزال عنيف". من جانبه ، أعلن طبيب في مستشفى مدينة الطب إن معظم الضحايا قتلوا تحت الأنقاض التي خلفها عصف الانفجارين. وقال يحيى الجبوري إن "معظم الإصابات كانت نتيجة الحجارة والعصف وانهيار المباني على السكان أثناء نومهم داخل المنازل وعلى سطوحها". وتابع "هناك حالات خطيرة يتم التعامل معها الآن وآخرين دخلوا إلى صالة العمليات". وشبه احد الضحايا الراقدين في المستشفى الانفجارين بيوم القيامة. وقال أسعد سالم "كنت قد انتهيت من صلاة الفجر وأحاول النوم ، وقع الانفجار الأول الذي دمر كل شيء في بيتي". وأضاف اسعد سالم الذي أصيب بجروح بالرأس والصدر "بعد لحظات وقع الانفجار الثاني الذي خلف عصف ترابي دخل إلى المنزل ظننت أنه يوم القيامة وهذه نهاية الحياة". يشار إلى أن العديد من العائلات تنام في سطوح منازلها بسبب الحرارة العالية وانقطاع التيار الكهربائي في البلاد. وفي بغداد استهدف اعتداءان بالسيارة المفخخة تجمعا للعمال الموسميين. وأفادت مصادر في الشرطة إن "سبعة عمال على الأقل قتلوا وأصيب 46 آخرون بجروح في انفجار عبوة ناسفة وضعت داخل كيس للاسمنت". وأضافت إن "تسعة عمال آخرين قتلوا وأصيب 36 آخرون في انفجار سيارة مفخخة في حي الشرطة الرابعة جنوب بغداد". إلى ذلك، قتل ثلاثة أشخاص وأصيب 14 بينهم أربعة نساء بانفجار عبوة ناسفة في حي الفرات في منقطة السيدية جنوب غرب بغداد. وقتل أكثر من 45 شخصا وجرح 300 آخرون الجمعة في سلسلة اعتداءات استهدف معظمها الشيعة قد تخل بتوازن هش في بلد بدا يتعافى من حرب طائفية. وتراجعت أعمال العنف خلال الأشهر الأخيرة في معظم أنحاء العراق لكن الاعتداءات ما زالت تحدث بانتظام في العاصمة والموصل ثاني كبرى مدن العراق حيث التمرد ما زال مستمرا. وانسحبت القوات الأمريكي نهاية يونيو من المدن العراقية في إطار الاتفاق الأمني المبرم في يناير مع بغداد.