بعد مرور 4 سنوات على ثورة يناير التي أدت إلى حرية تكوين الأحزاب السياسية، يحاول النشطاء والكوادر السياسية بهذه الأحزاب تشخيص الخلل الذي استمر عقبة أمام التواصل مع الجماهير. خالد عبد الحميد، عضو جبهة طريق الثورة، قال خلال الندوة التي نظمتها أمانة القاهرة بحزب مصر القوية أمس إن "الحراك السياسي من أحزاب وحركات تأسست بعد الثورة وقع في العديد من الأخطاء، تمثلت في تقديم الثورة على أنها فعل مناقض للسياسة، واختصار الأحزاب في أشخاص مؤسسيها، والعمليات الانتخابية المتتالية التي دخلتها الأحزاب وأرهقتها دون أن تستكمل بناؤها من الداخل". واقترح عبد الحميد خلال كلمته في الندوة التي حملت عنوان "أحزاب ما بعد الثورة معوقات فكرية ومعوقات مادية" ضرورة التخلص من فكرة الصراع الجيلي بين الشباب و"العواجيز" مشددا على أهمية الاستفادة من خبرات الأجيال السابقة. أما محمد القصاص عضو المكتب التنفيذي لحزب مصر القوية فقال إن "إن الأحزاب التي نشأت بعد الثورة لم تعمق رؤيتها بشكل كامل، كما عانت من أزمات مالية طاحنة، خاصة وأن أغلبها رفض الخضوع للرأسمالية"، وأضاف "هذه الأحزاب لازالت تعيش في حلم الثورة وترفض الاعتراف بالواقع مما يشكل أزمة ضاغطة على أغلب كوادرها". من جهته حمل محمد سليمان، عضو المكتب السياسي لحزب الدستور، انتقادًا لاذعًا إذ قال "الدكتور محمد البرادعي دون أن يدري بدبلوماسيته جمع كل جمهوره على اختلاف أيديولوجياتهم في حزب سياسي، ففوجئنا بعدد كبير جدا من الأعضاء لا نعرف كيف نوظفهم، فتكونت مجموعات أيديولوجية صغيرة داخل الحزب الواحد مثل "سلفيون حزب الدستور" وغيرهم» قائلًا: «بقي عندنا حزب مش راكب على بعض ". وأضاف سليمان "الدعم الكبير الذي حصل عليه حزب الدستور أحد أهم أسبابه هو كراهية جماعة الإخوان المسلمين، والتي كان خلافنا معها اجتماعيًا أكبر منه سياسيًا".