نظمت المنظمة الفرنسية المصرية لحقوق الإنسان «الأوفيد»، السبت، بالعاصمة الفرنسية "باريس" مؤتمرا تحت عنوان "التطرّف الديني و المنظمات الإرهابية" بمشاركة شخصيات مصرية تناولت أسباب التطرّف وحلولا للقضاء عليه. وتطرق المؤتمر إلى تجربة مصر في مواجهة التنظيمات الجهادية، ودور الإسلام المتسامح في محاربة التطرّف والفهم الخاطئ للدين وأثره على التطرّف، وكذلك دور المؤسسات الدينية في التصدي للتطرف الديني، فضلا عن جهود منظمات حقوق الإنسان لتحقيق التوازن بين احترام القيم الدينية والدفاع عن حقوق الإنسان. وتحدث خلال المؤتمر الشيخ علاء أبو العزائم، رئيس الاتحاد العالمي للطرق الصوفية، وأحمد عبده ماهر، المحامي، والمفكر الإسلامي، ونجيب جبرائيل، رئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان. وأكد جون ماهر، رئيس «الأوفيد»، الذي أدار اللقاء، أن الخطأ الأكبر الذي ارتكبه الرئيس الأسبق حسني مبارك، هو تركه جماعات مثل الإخوان، تتواجد بقوة في المجتمع، مضيفا أن أوروبا لم تتحدث كافيًا عن أن 30 مليون مصري نزلوا إلى الشارع وأطاحوا بالإخوان بعد فترة قصيرة من توليهم الحكم. ومن جانبه، تحدث أحمد عبدو ماهر، عن الفهم الخاطئ للدين وهاجم من يشوهون سمعة الإسلام عن طريق نشر أفكار مغلوطة ليس لها أي صلة بالإسلام أو بالسنة النبوية، مشددا على أن تجزّر الفهم الخاطئ للإسلام لا يعني استمراره. وندد المفكر الإسلامي، بالمفاهيم المغلوطة للدين التي تبيح القتل في حالات مختلفة، مؤكدا أن الإسلام لا يقر القتل إلا للدفاع عن النفس، ولا يدعو إلى مهاجمة الآخرين. وبدوره، أدان علاء أبو العزائم، ممارسات التنظيمات المتطرفة التي يقوم بعضها بتسييس الإسلام والبعض الأخر بالاعتداء والقتل باسم الدين، وهو منهم براء. وأكد أن الأوضاع في مصر مختلفة، فالمسلمون والمسيحيون نسيج واحد و شركاء في الأرض، مضيفًا أن الاتحاد العالمي للطرق الصوفية وقف إلى جانب المسيحيين حين تعرضوا للخطر على يد الإخوان والسلفيين الذين هاجموا الكنائس وأيضا الأضرحة الصوفية. وأضاف أن اتحاد الطرق الصوفية كان يدرك الخطر الذي يمثله الإخوان، وأيد ثورة 30 يونيو، والرئيس عبد الفتاح السيسي، في كل قراراته لتحقيق الاستقرار. وشدد على أن ممارسات القتل، لا تعتبر جهادا في الإسلام، بل عدوان، وأن إجبار غير المسلمين في العراق وسوريا وليبيا ومصر وغيرها على الدخول فى الإسلام هو مخالفة صريحة للقرآن الكريم، وإعادتهم للرق مخالفة لتعاليم الإسلام، مضيفا أن المسلمين يحترمون ويقدسون السيدة العذراء والسيد المسيح، ويؤكد أن الصوفية هم عنصر أمن واستقرار المجتمعات، ولم يخرج من عباءتهم إرهابي ولا متآمر ولا متطرف. ومن ناحيته، أكد «جبرائيل»، أن مصر تخوض حربا كبيرة على الإرهاب وتفقد الكثير من أبنائها الذين يقتلون على يد المتطرفين، داعيا فرنسا والاتحاد الأوروبي إلى الوقوف لجانب مصر للقضاء على هذه الآفة، كما دعا باريس باعتبارها عاصمة اليونسكو ومقر للعديد من المنظمات الأممية لإعلان جماعة الإخوان، منظمة إرهابية. وذكر أنه حذّر من قبل مسؤولين فرنسيين وأوروبيين من التشدد الديني وعمليات إرهابية لن تنجوا أوروبا منها وهذا تجلي في هجمات يناير التي خلفت 17 قتيلا.