- عمان «شوكة في ظهر مجلس التعاون الخليجي» لعرقلة جهود القضاء على التمدد الحوثي في اليمن - مساعد وزير الخارجية الأسبق: الحسابات معقدة في اليمن والاتفاق على تسوية سياسية امر صعب بين كافة اطراف النزاع - خبير عسكري: المفتاح في يد امريكا ووحدها تملك قرار الموافقة على ارسال قوات برية بيانات من حركات المقاومة الشعبية في الجنوب رافضة الاستسلام لمليشيات الحوثي وعمليات نزوح بالآلاف للموطنين جراء القصف المدفعي المتواصل على المحافظات اليمنية وحصار للقوى الموالية لعبد ربه منصور جميعها عوامل تعكس التحولات الدراماتيكية التي تشهدها الأزمة اليمنية منذ انطلاق عاصفة الحزم في مارس الماضي الأمر الذي دفع كافة الأطراف المعنية للتحرك ومنهم دعوة السفير اليمني لدى الأممالمتحدة بضرورة التدخل البري لتحقيق التوازن على الأرض كذلك حديث البعض عن تقارب سعودي مع اخوان اليمين لتشكيل محور سني لمواجهة التمدد الحوثي. يقول بليغ المخلافي القيادي بالتكتل الوطني لإنقاذ اليمن ورئيس الدائرة الإعلامية لحزب العدالة والبناء اليمني أن المؤتمر المقرر انعقاده في القاهرة يوم غد الجمعة سوف يشمل قيادات من حزب المؤتمر الشعبي الذي عرف في السابق بولائهم ودعمهم للرئيس اليمني الأسبق علي عبد الله صالح. وأوضح المخلافي في تصريحات خاصة ل«الشروق»، اليوم الخميس، أن الغرض الرئيسي من هذا الاجتماع هي المباحثات التي تتولاها القيادات والأعضاء البارزين في حزب المؤتمر الشعبي للوصول الى طوق نجاة يبعدهم عن الرئيس اليمني السبق علي عبد الله صالح بعد ان تيقنوا من خروجه من المعادلة السياسية في اليمن بعد أن لعب دورا عدائيا وانقلب على المملكة العربية السعودية التي وفرت له الخروج الامن ف اعقاب الثورة اليمنية وبعد ان تأكدوا من أن جميع الطراف الدولية المعنية بالأمر سواء الغرب والولاياتالمتحدة كذلك دول مجلس التعاون الخليجي ومصر ضد صالح واعتبروه محرضا رئيسيا على اعال العنف التي تحدث في اليمن من خلال مليشياته التي انضمت للحوثيين قائلا " هذا الاجتماع متعلق بأمور داخلية فيما يتعلق بالعمل السياسي اليمين اكثر منه حلا للمعضلة الأساسية. وأضاف القيادي بالتكتل الوطني لإنقاذ اليمن أن جميع الأطراف الوطنية تؤيد دعوة سفير اليمن لدى الأممالمتحدة خالد اليماني بضرورة إرسال قوات برية للتدخل على الصعيد الميداني في اليمن من قبل قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية خاصة بعد ما وصفه بالتحولات الدراماتيكية على الأرض بين كافة اطراف النزاع في اليمن وخاصة بعد سقوط اللواء 35 مدرع العميد ركن عدنان الحمادي بيد مليشيات الحوثي فضلا عن عمليات القتل الجماعي للمدنيين التي ترتكبها جماعة انصار الله في حق المواطنين وإجراءات النزوح التي تتم بعد اعمال الدمار وبالإضافة الى قيام الحوثيين بعمليات عسكرية على الحدود في مدينة نجران السعودية وبالتالي وجب تدخلا بريا من اجل إقامة منطقة عازلة في عدن تحقق نوع من التوازن العسكري على الأرض. ومن جانب آخر أشار رئيس الدائرة الاعلامية في حزب البناء والعدالة اليمني أن هناك معوقات وعراقيل تقف حجر عثرة أمام المملكة العربية السعودية حول إمكانية التوصل الى تسوية حقيقية لما وصلت اليه الأوضاع في اليمن من تدهور موضحا أن هناك أطراف عربية واقليمية تواطأت ولم تقدم الدعم اللوجيستي الحقيقي للسعودية وكان هناك بالفعل محدودية للتجاوب من بعض البلدان في المشاركة في عاصفة الحزم مثل سلطنة عمان التي تشكل محور إيراني بارز في المنطقة وتريد ان تكون بمثابة «شوكة في ظهر دول مجلس التعاون الخليجي »، من اجل ايقاف إي جهود متعلقة بالقضاء على الحوثيين ولإرغام الجميع بما فيهم المملكة العربية السعودية على مبادرة سياسية تكون فيها جماعة أنصار الله طرفا بارزا وكذلك دولة الجزائر العربية التي اعلنت بشكل صريح عدم مشاركتها في عاصفة الحزم لأسباب قد تبدوا غير واضحة. وفيما أثير عن وجود تقارب بين القادة السياسيين في السعودية وعدد من أعضاء جماعة الاخوان في اليمن في الحرب ضد مليشيات الحوثي وعلي عبد الله صالح، نفى السياسي اليمني هذا الأمر قائلا: "جماعة الإخوان المسلمين في اليمن أصبحت جزء من الماضي تماما كما يحدث في مصر فضلا عن ظهور وجوه جديدة في المقاومة الشعبية في اليمن كان لهم دورا بارزا في الإحجام من سيطرة الحوثيين على ثائر لمحافظات اليمنية في طريقهم للظهور على الساحة السياسية وأكبر دليل على خروج الاخوان من اللعبة هو تعيين خالد محفوظ بحاح نائبا للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لقطع الطريق على تواجد اي من اعضاء الاخوان في المناصب السياسية وخاصة حزب الإصلاح الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين في اليمن وجذوره ذات المرجعية الإسلامية منذ عام 1979. من جانبه قال السفير حسن هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق في تصريحات خاصة ل«الشروق»، بأن فكرة إرسال قوات برية إلى اليمن ليست بالأمر السهل فضلا عن وجود حسابات أخرى لقوى إقليمية ودلية يجب وضعها في الحسبان مشيرا الى الى أن هناك جلسات مكثفة في أروقة مجلس الأمن للدول الأعضاء المتعلقة بالأزمة اليمنية وهم بالفعل يناقشون فكرة التدرج في العقوبات على الطرف غير الملتزم بتفعيل قرار الانسحاب العسكري من المحافظات اليمنية والمصر على الخيار العسكري، دون اللجوء إلى مائدة المفاوضات والتسوية السياسية في إشارة ضمنية للحوثيين. وألمح السفير حسين هريدي بأن المعادلة السياسية في اليمن معقدة للغاية وأن فكرة وجود اتفاق مبدئي بين كافة الطوائف والقوى السياسية والأحزاب والجيش اليمني والحوثيين على إنهاء الصراع المسلح على الصعيد الميداني والجلوس على طاولة النقاش واتاحة الفرصة للحل السلمي والذهاب الى مؤتمر لرياض الذي دعا اليه الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين هو أمر يصعب تحقيقه في المرحلة الراهنة. وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق الى أن الأزمة لا يمكن اختزالها فقط في الحوثيين مشيرا إلى أن جماعة الحوثي تمثل خيطا رفيعا من الأزمة برمتها التي تشمل صراعا إقليميا من دول محورية تريد أن يسطع نجمها على مسرح علميات الشرق الأوسط مثل إيران وفي الجانب الآخر هناك الدول الغربيةوالولاياتالمتحدةالأمريكية التي تخشى من المدد الإيراني واستكمال مباحثات المفاعل النووي التي تمت في أول أبريل فضلا عن الدخول في مواجهة مع إسرائيل. وفي سياق متصل ألمح قائد القوات المصرية في حرب الخليج إلى أن تدخل القوة العسكرية المشتركة في أي دولة عربية يتطلب شرطين، الأول هو أن تطلب أي حكومة شرعية في أي دولة عربية التدخل العربي بها لإنقاذ أمنها القومي من أي محاولة لتفتيتها أو الانقلاب على شرعية الحكم بها، كما نص البيان الختامي للقمة العربية بالقاهرة في دورته السادسة والعشرون، وثانيا: يتطلب الأمر موافقة ومباركة من القوة الدولية على غرار الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول الغرب لتوجيه عملية عسكرية تجاه أي دولة عربية من خلال قوات الدفاع العربي المشترك وهو ما حدث بالفعل في اليمن من خلال موافقة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على عملية عاصفة الحزم التي تبنتها السعودية مشيرا الى ان أمريكا سوف يكون لها دورا في قبول أو رفض ارسال قوات برية لخلق واقع جديد على الأرض في اليمن.