أعلن الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي فوز رواية "الطلياني" للتونسي شكري المبخوت الصادرة عن دار التنوير بالجائزة العالمية للرواية العربية، وذلك على هامش معرض أبو ظبي الدولي للكتاب، وتبلغ قيمة الجائزة الأولى 50 ألف دولار. وتحصل كل رواية من الست روايات التي دخلت القائمة القصيرة على 10 آلاف دولار، تلك القائمة القصيرة التي أعلنتها لجنة التحكيم في فبراير الماضي بمؤتمر صحفي في المغرب عن القائمة القصيرة للجائزة. وضمت الجائزة ست روايات: عاطف أبوسيف عن رواية "حياة معلّقة" من فلسطين، وجنى فواز الحسن عن رواية "طابق 99" من لبنان، لينا هويان الحسن عن "ألماس ونساء" من سوريا، حمور زيادة عن "شوق الدرويش" من السودان، الصادرة عن دار العين، والحائز أخيرا جائزة نجيب محفوظ التي تمنحها الجامعة الأمريكية في القاهرة، وشكري المبخوت عن "الطلياني" من تونس الفائز بجائزة هذه الدورة، وأحمد المديني عن "ممر الصفصاف" من المغرب. وقال البرغوثي إنه كرئيس لجنة البوكر العربية ضميره مرتاح لاختيار رواية الطلياني. يشار إلى أن القائمة القصيرة اختيرت من بين ال16 رواية التي جاءت بالقائمة الطويلة والتي أُعلنت يناير الماضي، وهي القائمة التي اختيرت بدورها من أصل 180 رواية مرشحة للجائزة من 15 بلدا، تم نشرها خلال ال 12 شهرا السابقة. ويسيطر على أحداثَ رواية "الطلياني" لغزُ اعتداء في مقبرة استهدف به عبد النّاصر، الملقب ب"الطّلياني"، جارَه إمام المسجد خلال دفن والده الحاج محمود أمام ذهول المعزّين. فيتكفّل الراوي بتقصّي دوافع تلك الحادثة من خلال إعادة بناء الذاكرة الجريحة لصديقه الطلياني مستعيدا وقائع تمتدّ من طفولته إلى ليلة الحادثة. والظاهر من أحداث رواية "الطلياني" أنّها رحلة في حياة طالب يساريّ كان فاعلا وشاهدا، في الجامعة التونسية وخارجها أواخر عهد بورقيبة وبداية عهد بن عليّ، على أحلام جيل تنازعته طموحات وانتكاسات وخيبات في سياق صراع ضارٍ بين الإسلاميّين واليساريين ونظام سياسيّ ينهار، وفي سياق تحوّلات قِيَميّة خلخلت بنيان المجتمع التونسيّ. فتكشف الرواية، من خلال إطلالة الطلياني على عالم الصحافة، آليّات الهيمنة والرقابة بقدر ما تكشف، من خلال علاقته بزينة طالبة الفلسفة الطموحة، هشاشةَ الشخصيّات وتواريخها السرّيّة وجراحها الباطنيّة.