• لم أكرم فى بلدى مثلما كرمت فى مصر ولا أنسى عندما احتضنتى بعد غزو الكويت •أول ما خطر فى ذهنى بعد أن أبلغونى بمنحى الدكتوراه غناء «مصر التى فى خاطرى» «يكفى تكريمى إلى جانب الفنانة الكبيرة شادية».. بهذه الجملة لخص المطرب الكويتى الشهير عبدالله الرويشد إحساسه بالزهو لحصوله على درجة الدكتوراه الفخرية من جانب أكاديمية الفنون، فى اليوم نفسه الذى كرمت فيه الأكاديمية الفنانة الكبيرة شادية بمنحها درجة الدكتوراه الفخرية. الشهادة تمنح صاحبها صك قمة الإبداع الفنى فى الغناء العربى، بحسب الرويشد، الذى قال إنها فى الوقت نفسه، تعد حملاً كبيراً وقع على عاتقه، لأنها سوف تحتم عليهم ضرورة الانحياز إلى الغناء الجاد ودعم كل من يؤديه فى أوطانهم. المطرب الكويتى الكبير، كان أحد الفرسان الثلاثة من دول الخليج الذين حصلوا على الشهادة نفسها، إلى جانب الإماراتى حسين الجسمى، والسعودى عبادى الجوهر، تحدث ل«الشروق»، عقب حصوله على الشهادة، عن شعوره بعد أن علم بخبر منحه هذه الدرجة العلمية. وقال: سعادتى لا توصف لأن هذه الشهادة من بلد عريق مثل مصر ومن أهم كيان علمى فى العالم العربى ومن خلالكم أشكر كل من رشحنى لنيل هذه الشهادة التى أعلم أن قليلين من حصلوا عليها، وهذا فى حد ذاته تقدير آخر نعتز به، كما أن اختيارى وسط كوكبة من نجوم الخليج يضيف لنا، والأكثر أهمية هو تكريمنا بجوار السيدة الكبيرة شادية، فهذا فى حد ذاته يكفينى، ومصر دائما سباقة بكل شىء، فأنا لم أكرم فى بلدى مثلما كرمت فى مصر، بلدى الثانى، وتكريمها هو ثمرة لمشوارى الغنائى. وعن اختياره لقصيدة «مصر التى فى خاطرى» لغنائها خلال الاحتفالية التى أعقبت تسلمه الشهادة.. قال: هذه القصيدة هى مصر.. نعم بالنسبة لى هى مصر، وأول شىء خطر بذهنى هو أداء هذه القصيدة بعد أن علمت بالتكريم، فهى تشكل بالنسبة لى حبا مصريا خاصا، مضيفا أن غنائى لها يمثل عبئا لأن صاحبتها هى سيدة الغناء العربى، صوت الشعب، وسعيد أننى أعيد أغنيتها مع فرقة أم كلثوم من جديد والتى أعتبرها واحدة من أهم الفرق المصرية. وأوضح أن مصر لها فضل على عندما احتضنتنى بعد الغزو العراقى للكويت وجئت هنا وغنيت عملاً من أهم أعمالى فى الليلة المحمدية، والتى كانت رسالة من مصر للعالم عن حجم ما تعرضت له دولة الكويت وقتها، وحقق المقطع الذى غنيته ردود افعال مهمه جدا، وساهم فى مزيد من الانتشار لى فى مصر العمل مثل لى نقطة انطلاقة حقيقية، وأنا أعترف أن شهرتى فى مصر جاءت على يد كل من عمار الشريعى والشاعر عبدالرحمن الأبنودى والملحن جمال سلامة، وكانت هى انطلاقه لاسم عبدالله الرويشد فى الوطن العربى، وكانت أمسية تتحدث عن أشياء دينية، ولكن مزج فيها بين العاطفى والوطنى أدت إلى نجاحها بهذا الشكل. وعن إصراره على الحضور قبل عامين للمشاركة فى جنازة عمار الشريعى وحرصه على السفر مع الجمان لمسقط رأسه قال: عمار، رحمه الله، أخى وشقيقى وحبيبى، الذى دفنته بيدى وافتقدته وافتقدت فيه رائحة مصر، ورحل أيضا منذ أيام الخال عبدالرحمن الأبنودى، وأشعر بكسرة فى قلبى لغياب أساتذتى، الذين تعلمت منهم كل شىء. وأضاف الرويشد: كل شىء فى مصر يجذبنى إليها فنانون أشقاء ومحبة الناس فوق العادة أنا منذ حضورى لمصر، وكلما أقابل الناس فى الشارع يقابلوننى بترحاب كبير، وهو أمر يغمرنى بالسعادة، لأنه جمهور مختلف والنجومية فى مصر لها طعم جميل. وأضاف الرويشد: أعترف أننى قدمت عدداً قليلاً من الأغانى باللهجة المصرية ولكنها والحمد لله، رغم قلتها فإنها حققت نجاحا كبيرا من بينها عمل وطنى عن احتفالات الجيش من كلمات عبدالرحمن الأبنودى وألحان عمار الشريعى والليلة المحمدية، وغيرها، وأتمنى لو تتاح لى الفرصه لتقديم ألبوم كامل فأنا عاشق لأهل مصر وغناها وجمهورها ورائحتها، وأتمنى لو يتم التعاون مع الملحنين، والشعراء المصريين فى المستقبل، وبالفعل اتفقت مع الموسيقار أمير عبدالمجيد على تقديم عمل يجمعنا سوياً. وبسؤاله عن ألبومه الأخير الذى طرح فى أجواء سياسية غير مستقرة بالوطن العربى، قال: أصداء الألبوم كانت متميزة، وأغانيه حققت نجاحا كبيرا خاصة أنا سعدت بهذا النجاح لأن العالم العربى كله يواجه أزمات بسبب الوضع العام من حروب ومشاكل، والجميع أصبح يتابع وسائل الإعلام فيحزن لما يحدث فى الوطن العربى بالإضافة إلى مشكلات القرصنة وغيرها التى تواجه سوق الكاسيت بشكل عام، ولذلك فالفن كله يواجه أزمة، وعلى الفنان أن يقدم أغانى جديدة، ويطور من نفسه. وحول انتشار برامج تقديم المواهب الغنائية، قال: للأسف لا يوجد أحد فيهم فرض نفسه على الجمهور بسبب التكرار وشعور الناس بالملل ولا يوجد صوت واحد أثبت نجاحه خلال الفترة الماضية، للأسف البرامج أصبحت مملة وأنا لى تجربة فى برنامج «نجم الخليج»، لكنها تجربه لم أجد نفسى فيها، لذلك فاعتقادى أن اكتشاف المواهب فكرة أثبتت فشلها، والعودة إلى الإنتاج كما تفعل شركة روتانا نجدها الخطوة الأصح، فهى أثبتت أنها العمود الفقرى للفن، لأنها شركة ما زالت حريصة على الوجود وتقديم إنتاج حقيقى رغم ما تمر به سوق الكاسيت من انهيارات وانتكاسات مستمرة، ويكفى أن أغلب النجوم الذين تركوها عادوا إليها من جديد، وهذا فى حد ذاته شهادة نجاح لهذه الشركة العملاقة.