• 45 مغنيا وراقصا بفرقة "فابريكا" يبهرون الحضور وسط تصفيق لم يتوقف • نسمة محجوب تنتزع الآهات ب"يا مسهرنى" ونيفين علوبة: تطور عصرى • نورا وسارة نور الشريف حرصا على مشاهدة العرض ل"بنى آدمين من دم ولحم" حشود كبيرة من عشاق الفن الجميل كانوا على موعد، مساء الخميس، مع "الليلة الكبيرة " والذى تم عرضه أول مرة منذ 54 عاما بعرائس خشب للشاعر الراحل ورسام الكاريكاتير صلاح جاهين الذى كان له أثر فى وجدان الناس بكلماته وأشعاره، وأيضا من الألحان للراحل سيد درويش مرورا بالمبدع ورائد فن العرائس صلاح السقا، لكن هذه المرة لم يكن العرض بالعرائس، بل بفرقة "فابريكا" التى أدخلت بعض التعديلات عليه وجعلت "الليلة الكبيرة" برقصات "بنى آدمين من دم ولحم". استطاعت الفرقة بنجومها من جيل الشباب من المبدعين أن يشعلوا حماس الحضور ويستحوذوا على اهتمام وعقل المشاهدين وإعجابهم الشديد بهذا العرض الضخم، فمن خلال الحفل الذى أقيم مساء الخميس الماضى على مسرح دار أوبرا جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، تفاعل الجمهور مع أبطال العرض الذين استطاعوا أن يجذبوه ويبهروه فى ليلة بهيجة رسمت الابتسامة والسعادة على وجوه الحضور. وكان من بين الحضور الفنانة المعتزلة "نورا "بصحبتها "سارة" ابنة شقيقتها الفنانة بوسى والفنان نور الشريف والتى قالت ل"الشروق": حرصت على الحضور مع ابنة شقيقتى "سارة" لمشاهدة عرض أشهر أوبريت وهو "الليلة الكبيرة" بشكله الجديد والمختلف عما تم تقديمه فى السابق بعرائس خشب، فلأول مرة أشاهد هذا الأوبريت لبنى آدمين مش عرايس،، وهو الأمر الذى جذبنى بشدة كما جذب غيرى من الناس الذين كانت لديهم الرغبة القوية فى مشاهدة هذا العرض. بدأ الجزء الأول من الحفل وسط تصفيق حاد من قبل الحضور وهو ما كان له تأثير إيجابى على أبطال العرض الذين قدموا شخصيات الأراجوز الذى أضفى على الحضور السعادة والابتسامة، وبائع الحمص، وبائع البخت، والقهوجى، والمعلم، والعمدة، والراقصة، ومدرب الأسود، والأطفال، والمصوراتى، معلن السيرك، والمنشد، والفلاح، وهو ما جعل الفرقة تشعر بألفة وترحاب بالغين وتشجيع من الجمهور، الذى كان يتمايل ويردد معهم الكلمات ويصفق بحرارة شديدة، بجانب حالة السعادة التى كانت ترتسم على وجوههم والضحكات التى كانت عالية من بعض المواقف الكوميدية التى كانت تقدمها الفرقة خلال العرض. ومع مرور الوقت أصبحت هناك لغه حوار بين الفرقة والحضور، حيث كانت بها بعض المداعبات منها مطالبتهم لأحد الحضور بمشاركتهم بغناء كوبليه من"الليلة الكبيرة"، فيما أشعلت الفنانة والمطربة نسمة محجوب نجمة استار أكاديمى وأحد أبطال العرض الجمهور بالرقص على أغنية "طار فى الهوى شاشى"، فضلا عن تحديها للفنان المطرب على الألفى بالغناء للموسيقار الكبير سيد مكاوى وكلمات أحمد رامى بعنوان "يا مسهرنى" والتى قامت بغنائها أم كلثوم، وهو ما انتزع آهات الجمهور الذى صفق لهما بحرارة بالغة. وفى الجزء الثانى قدمت فرقة "فابريكا" مجموعة كبيرة ومتميزة من الأغانى الأجنبية المتنوعة بكل ألوانه وأشكاله المختلفة والتى لاقت صدى كبيرا لدى الحضور الذى تفاعل مع الأداء الممتع والمتميز للفرقة. من جانبها أكدت الدكتورة نيفين علوبة، مؤسسة الفرقة، ل"الشروق"، إنها سعيدة بتفاعل الجمهور الكبير وأن هذا الأمر يعطى انطباعا ومردودا جيدا ودفعة للأمام، ففى البداية كنا نحلم أنا وزملائى أصحاب فكرة عمل فرقة "فابريكا" وهم المخرج محمد أبوالخير ومغنى الأوبرا رءوف زيدان ونحن نحلم بعمل فرقة تقدم الأصوات الجيدة المهمشة على الساحة، خاصة أننى أقوم بالتدريس منذ 25 سنة، فالهدف من تكوين الفرقة هو تقديم المواهب الغنائية الشابة من خلال منصة محترمة جيدة ليعبروا عن فنهم بشكل احترافى، بالإضافة لتقديم تراثنا الغنائى بما يليق به من احترام. وعن تحويل الليلة الكبيرة نفسها من عرائس إلى فنانين حقيقيين على المسرح، قالت هذا هو الجديد الذى كنا نبحث عنه، أن يقدم العمل بأصوات حقيقية يراهم الجمهور ويتفاعل معهم وكذلك يتفاعل المطربون مع الجمهور. وبالفعل اخترنا 13 صوتا يؤدون جميع الشخصيات التى قدمها الأوبريت الذى كتبه العظيم صلاح جاهين لذلك ستجد العمدة والحنتيرة والاسد إلى جانب كل مفردات أى مولد شعبى كما صورها الأوبريت الأصلى ولكن برؤية جديدة. وواصلت نيفين: أوبريت "الليلة الكبيرة" تمت كتابته ليقدم على مسرح العرائس بالأزبكية، لذا نرى سرعة تغيير المشاهد من مكان لآخر ومن شخصية لشخصية. فالآن يتم تقديم الأوبريت بشكل عصرى ومتطور من خلال شخصيات حقيقية وليس من خلال العرائس كما اعتدنا عليها من قبل وهذا هو الاختلاف الرئيسى من خلال وجود اشخاص حقيقيين وليس العرائس، حيث يعتمد العرض على اسلوب مسرح العبث، متحررا من قيود المسرح الكلاسيكى كما ان العرض يهدف ايضا إلى الترفيه. وقالت نيفين: أتمنى ان تحظى التجربة باعجاب الجماهير خاصة ان كل ما نسعى اليه هو البحث فى تراثنا عن كل ما هو جيد لتقديمه والبداية كانت لاعمال سيد مكاوى وصلاح جاهين، واكيد نفكر فى اعمال اخرى من تراثنا. "الشروق" التقت بعدد من الجمهور الذين حضروا العرض، وقالت نجوى عطا الله وشقيقتها جيهان، التى حرصت على اصطحاب أولادها لمشاهدة العرض، إنها سعيدة بالتواجد لمشاهدة هذا العمل بممثلين على خشبة المسرح حقيقيين وهو ما أبهرنى كثيرا. فيما أعربت نبيلة هاشم وابنتها داليا وشقيقها وليد عن سعادتهما العارمة بمشاهدة أوبريت الليلة الكبيرة، مشيرين إلى أنهم علموا أن هناك فرقة جديدة تقدم أشهر أوبريت على مدى التاريخ فقررنا أن نشاهد هذا العمل الذى اشتهر بالعرائس المتحركة كيف سيتم تقديمه بناس حقيقيين. المهندس محمد المليجى وزوجته منار مصطفى وابنهما بلال أكدوا أنهم لم يتوقعوا هذا النجاح الكبير للفرقة التى قررت أن تقدم عملا ارتبط مع الناس على مدى السنوات الماضية بعرائس متحركة قدمها كبار وعمالقة الفن فى مصر والعالم العربى، فنحن نشعر بسعادة أن هناك فرقة من الوجوه الشابة بها إبداع فنى راقٍ استطاع أن يجذب الناس لمشاهدته بشكل جديد ومختلف عما تم تقديمه فى السابق. بينما حرصت منة الله على اصطحاب ابنها عبدالرحمن لحضور العرض وقالت: لن أجد مكانا أفضل لكى أستمتع أنا وابنى بعطلة نهاية الأسبوع أفضل من الذهاب لمشاهدة أوبريت بجحم "الليلة الكبيرة"، فعندما علمت من وسائل الإعلام أن هناك فرقة تقوم بإعادة العرض انجذبت كثيرا وكان لدى تشوق لمشاهدة العرض الذى كان ممتعا للغاية. جدير بالذكر أن فرقة "فابريكا" للمسرح والموسيقى تأسست عام 2011 وتتكون من 45 مغنيا وراقصا، ومن بين أبطالها "نسمة محجوب، على الألفى، سارة أبويزيد، دينا الزلاقى، شريف بشارة، رضوى عتمان، أحمد سليم، عماد رشاد، كيرلوس محب، هنا غنيم، يوسف اندراوس، نوران خليل، وسلمى محجوب بمصاحبة التخت الشرقى بقيادة عازف العود علاء صابر، وبرؤية جديدة للعروض تحت اشراف المخرج محمد أبوالخير.