الحاج محمد منصور صديق الأبنودى: كان رجلا بسيطا لم يستح من واقعه.. بعد زواجه من المذيعة نهلة كمال اصطحبها إلى منزله القديم فى أبنود وعاشا مع والدته فاطمة قنديل كان مشاغبا مع والده وكان يجلس دائما فى غرفة بالطابق الأرضى مليئة بالكتب ويعشق عمل مقالب فى أصدقائه الشاعر محمود المغربى: الراحل قدم شعراء قنا إلى الجمهور.. والتقينا فى منزله أثناء ثورة 25 يناير وتمنى نجاحها أسبوع ثقافى فى متحف السيرة الهلالية بقرية أبنود.. ومطالبات بتخليد اسمه على شوارع المحافظة «مش كل خال يتقال له يا خال.. ولا كل شاعر أبنودى.. عزف الوطن غنوة وموال.. على الربابة وعلى العودى»،.. هكذا عبر شاعر العامية بمحافظة قنا، عبدالناصر علام، أحد تلامذة الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودى، عن رحيله، فى وقت خيم الحزن على قرية أبنود، مسقط رأسه، وباقى قرى المحافظة. وأضاف علام: «الخال قيمة وقامة كبيرة من الصعب أن تتكرر فى الوقت الحاضر، فالراحل وضع نفسه مع كبار الشعراء، صلاح جاهين وفؤاد حداد وأحمد فؤاد نجم وسيد حجاب». وأضاف علام: «أقل شىء يمكن أن نقدمه لعمنا الراحل هو إقامة حفل تأبين له، والمطالبة بإطلاق اسمه على أحد شوارع قنا، تخليدا لذكراه لما قدمه من إنتاج أدبى وشعرى». وعبر الشاعر محمود المغربى، عن حزنه الشديد لرحيل الأبنودى، وقال: «رغم شهرته إلا أنه لم ينفصل عن قنا، التى عاش وتربى فيها، ولم يغير جلده». وتابع: «عقب ثورة 25 يناير ألتقى الأبنودى بعدد من شعراء قنا، فى بيته بقرية الضبعية بالإسماعلية، وكان سعيدا جدا بالثورة وتمنى أن تؤتى ثمارها، على الشعب الذى عانى الكثير فى السنوات الماضية». وأشار المغربى إلى أن «الأبنودى قدم عددا من شعراء العامية منهم الشاعر عبدالناصر علام ابن محافظته، لافتا إلى أن المغاربة كانوا يعشقون لهجة الأبنودى العامية التى أصبحت مميزة له فى الوطن العربى». ويتذكر الحاج محمد منصور الأحمر، أحد أصدقاء الشاعر الراحل، أيام الصبى مع الراحل وقال: «كنا صغارا وكان بيته ملاصقا لبيتى، ولعبنا سويا، وكان الأبنودى يعشق عمل المقالب فى أصدقائه، وأثر فى جميع أهالى شارعنا». وتابع الأحمر، «الأبنودى كان مشاغبا مع والده، وكان يجلس دائما فى غرفة بالطابق الأرضى مليئة بالكتب، ومنذ صغره كان عاشقا للقراءة، حتى حصل على الثانوية العامة، ثم عمل محضرا بمحكمة قنا لعدة سنوات كان يجلس خلال هذه السنوات مع الشاعر جابر أبوحسين لتسجيل السيرة الهلالية وبعدها ذهب إلى القاهرة وبدأ حياته الشعرية، وأكمل دراسته بعدما نال قدرا كبيرا من الشهرة وألتحق بكلية الآداب». ويضيف: «الأبنودى كان رجلا بسيطا لم يستح من واقعة، وبعد زواجه من المذيعة المشهورة نهلة كمال جاء بها إلى بيته وأقام معها فى منزله القديم مع والدته فاطمة قنديل». وقال إن الراحل كان عاشقا لوالدته، وأكثر أشقائه برا بها وكان يرسل إليها «شهرية» بشكل دائم. وعلق منصور موسى، من أكبر معمرى قرية أبنود، 95 عاما، «وفاة الشاعر الكبير جاء كالفاجعة على أهالى قريتنا، متذكرا كيف كانوا يلعبون وهم صغارا ويقضون ساعات طويلة فى مولد سيدى عبدالرحيم القنائى. وأضاف موسى: «رغم إقامته فى القاهرة والإسماعيلية كنت أقول له دائما «أنت متغيرتش يا عبدالرحمن»، فيرد: «أنا مبغيرش جلدى». ولفت أهالى القرية إلى أن الأبنودى كان دائم الزيارة لصديق عمره الحاج، الصغير حماد، رئيس قرية أبنود السابق، وكان دائما ينزل فى ضيافته بمنزله. فرغم الشهرة الكبيرة إلا أنه كان محتفظا بلهجته الصعيدية وبساطته وسط أهالى قريته ومعارفه وأحبائه من أهالى قنا، الذين أبكوه فور سماعهم خبر وفاته. فى السياق، أعلنت قصور ثقافة قنا عن تنظيم أسبوعا ثقافيا بمتحف السيرة الهلالية بقرية أبنود بقنا وهو المتحف الذى كان مقررا افتتاحه الأسبوع المقبل.