• سفير أمريكا لدى الإمبراطورية العثمانية وصف ما حدث ب«حملة إبادة عرقية تحت ستار قمع التمرد» • أردوغان في 2014 يعزي الأرمن ويرفض تعبير «إبادة» يُحيي الأرمن حول العالم، الجمعة المقبل، الذكرى المئوية للمجازر التي لحقت بأجدادهم على يد الأتراك العثمانيين خلال الحرب العالمية الأولى، وهي مأساة يصفها الأرمن ب«الإبادة»، ما يثير غضب تركيا. وفي ما يلي الاحداث الرئيسية للمجازر وعمليات الترحيل التي حدثت بين العامين 1915 و1917 والتي توتر العلاقات التركية الأرمنية دائما: • النزاع التاريخي: بعد قرون من الهيمنة الفارسية والبيزنطية، انقسمت الأراضي الأرمنية في منتصف القرن التاسع عشر بين الامبراطوريتين الروسية والعثمانية، وعاش حوالي ما بين 1.7 و2.3 مليون ارمني في السلطنة العثمانية في 1915، بحسب تقديرات مؤرخين غربيين. واشتبهت السلطات العثمانية بنقص الولاء الأرمني للامبراطورية منذ نشوء حركة قومية تطالب بحكم ذاتي للأرمن في نهاية القرن التاسع عشر. وفي عهد السلطان عبد الحميد الثاني، قتل ما بين 100 ألف إلى 300 ألف أرمني أيضا بين عامي 1895 و1896. وفي أكتوبر 1914، دخلت الإمبراطورية العثمانية الحرب العالمية الأولى إلى جانب ألمانيا والنمسا-المجر، حينها لحقت بالإمبراطورية خسائر فادحة في المعارك التي جرت في المحافظات الأرمنية، وألقت باللوم حينها على الأرمن، وشنت حملة دعائية وصفتهم فيها ب«أعداء الداخل». وفي أبريل 1915، ألقت السلطات العثمانية القبض على آلاف الأرمن الذين اشتبهت بأن لديهم «مشاعر وطنية معادية للحكومة المركزية»، وتم إعدام وترحيل غالبيتهم في يوم 24 أبريل، الذي أصبح بالنسبة إلى جميع الأرمن حول العالم يوم ذكرى «الإبادة» الجماعية الأرمنية. • تسلسل الوقائع: في 26 مايو 1915، صدر قانون خاص يسمح بترحيل الأرمن «لأسباب أمنية داخلية» تبعه قانون آخر في 13 سبتمبر يأمر بمصادرة ممتلكاتهم. ونفي السكان الأرمن في الأناضول إلى صحارى ما بين النهرين، وقتل العديد منهم على الطريق أو في المخيمات. كما أحرق العديد من الأرمن أحياء أو لقوا مصرعهم غرقا، أو تسمما أو راحوا ضحية مرض التيفوئيد، وفقا لتقارير دبلوماسيين أجانب والاستخبارات في ذلك الوقت. ووصف سفير الولاياتالمتحدة لدى الإمبراطورية العثمانية هنري مورجانتو في برقية دبلوماسية إلى وزارة الخارجية ما حدث بأنه «حملة إبادة عرقية تحت ستار قمع التمرد». في أكتوبر 1918، استسلمت الإمبراطورية العثمانية لقوات الحلف الثلاثي (بريطانيا وروسيا وفرنسا)، وسمح اتفاق على هدنة بعودة الأرمن المنفيين إلى ديارهم. وفي فبراير 1919، اعتبرت محكمة عسكرية في القسطنطينية العديد من المسؤولين العثمانيين الكبار مذنبين بارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك ضد الأرمن، وحكمت عليهم بالإعدام. • روايات متضاربة: يقول الأرمن، إن "مليون ونصف المليون منهم تعرضوا لعملية قتل منظم مع سقوط الإمبراطورية العثمانية. من جانبها، تتحدث تركيا عن حرب أهلية وقعت في الاناضول، إلى جانب وجود مجاعة، أودت بحياة 300 إلى 500 ألف أرمني، بالإضافة إلى العديد من الأتراك. في أبريل 2014، اتخذ الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان، الذي كان حينها رئيسا للوزراء، خطوة متقدمة وغير مسبوقة بتقديم التعازي بالضحايا الأرمن عام 1915، ولكن مع رفض تعبير «الابادة». وفي هذا السياق، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة سابانجي الخاصة في اسطنبول، جنكيز أكتر، إن "هذه الحكومة فعلت أكثر من سابقاتها في كسر المحرمات لتأسيس الجمهورية، ولكنها للأسف توقفت في منتصف الطريق". عام 2000، أكد 126 باحثًا بينهم الحائز على جائزة نوبل ايلي ويزل، والمؤرخ يهودا باور وعالم الاجتماع ايرفينج هورويتز، في بيان نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أن "الإبادة الجماعية للأرمن في الحرب العالمية الأولى هي حقيقة تاريخية لا يمكن انكارها". ويقول أستاذ التاريخ في جامعة جلطة سراي في اسطنبول، ايلبير اورتايلي، إن "الترحيل الأرمني هو مأساة حقيقية"، داعيا المؤرخين من كلا البلدين إلى "اغتنام هذه القضية والقيام ب«دراسة متأنية» لهذه المرحلة التاريخية التركية الأرمنية "للوصول إلى الأمور في العمق". وحتى الآن، تعترف 20 دولة ب«الإبادة» الجماعية للأرمن، بما في ذلك فرنساوألمانيا وروسيا، كما أن البرلمان الأوروبي اتخذ الموقف نفسه. عام 2008، وخلال حملته الانتخابية، وعد الرئيس الأميركي باراك أوباما بالاعتراف ب«الإبادة الأرمنية». ومع ذلك، وبرغم انتخابه مرة جديدة، لم يستخدم الرئيس الأميركي هذا المصطلح أبدا.