يترأس المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، اجتماعًا وزاريًا مصغرًا، الأحد، بمقر وزارة الموارد المائية والري؛ لمتابعة عملية الإسراع ببرامج وأعمال تنفيذ خطة الحكومة لإنقاذ بحيرة المنزلة. وتتعرض بحيرة المنزلة لتعديات وأعمال ردم وتلويث منذ أكثر من 30 عامًا، أدت إلى تراجع مساحتها من 750 ألف كم2 إلى 125 ألف كم2 فقط. ويناقش الاجتماع حجم الأعمال التي تتم حاليًا بالمرحلة الأولى من مشروع تطوير وتطهير وسبل تحسين الحالة البيئية للبحيرة، والبالغ تكلفتها نحو 55 مليون جنيه، وموقف المشروعات المطلوبة من الوزارات المعنية، والجداول الزمنية الخاصة بهدف وضع تصور نهائي ومواعيد محددة للقضاء على مشاكل بحيرة المنزلة. وقال الدكتور حسام مغازي وزير الموارد المائية والري، في تصريح له اليوم السبت، إنه يجري حاليًا تنفيذ مشروع مشترك بالتعاون مع وزارة الزراعة بهدف معالجة مشكلة تلوث بحيرة المنزلة وتحسين جودة المياه لتنمية الثروة السمكية بها، وذلك من خلال تجديد حركة المياه بين البحر المتوسط والبحيرة بالشكل الذي يؤدي إلى عودة البحيرة لسابق عهدها عندما كانت واحدة من أهم مصادر الثروة السمكية بالبلاد. وأوضح مغازي، أن المشروع يأتي كمرحلة أولى من حزمة من المشروعات بموجب دراسة قامت بها الوزارة ممثلة في الهيئة العامة لحماية الشواطىء لتنمية بحيرة المنزلة ومعالجة مشاكل التلوث بها. وأضاف أنه تم الانتهاء من تصميم وتجهيز مستندات الطرح للمرحلة الثانية من المشروع، والتي تتمثل في تنفيذ أعمال تكريك بوغاز ومنطقة مثلث الديبة وكذلك تنفيذ قنوات شعاعية من خلف بوغازي الجميل وداخل البحيرة بعمق حوالي ثلاثة كيلو مترات، وبتكلفة حوالي 260 مليون جنيه. يذكر أن بحيرة المنزلة إحدى أكبر وأهم البحيرات الطبيعية الداخلية في مصر وأخصبها، وتقع على ضفافها أربع محافظات هي (الدقهلية - بورسعيد - دمياط - الشرقية)، وتتصل بقناة السويس من خلال بوغاز يحد بورسعيد من الجنوب ويسمى "قناة الاتصال" ويصلها بالبحر الأبيض المتوسط بوغازي "الجميل"، ويتوفر للبحيرة أهم مقومات المربى السمكي الطبيعي لتوافر المواد الغذائية الطبيعية واعتدال المناخ طوال العام، وتنتج ما يقرب من 48% من إنتاج البحيرات الطبيعية وكان لاتصالها بالبحر الأبيض من خلال البواغيز والفتحات التي تسمح بتبادل المياه وتوازنها ودخول وخروج الأسماك ميزة ساعدت على وجود أفخر أنواع الأسماك في وقت من الأوقات يشرف عليها مجلس مدينة المنزلة المجاورة بمحافظة الدقهلية، وهي تتصل بالبحر المتوسط. وتعاني البحيرة منذ نحو أربعة عقود من مشاكل بيئية (القمامة، والتلوث المنصب من مصرف بحر البقر، وانسداد البواغيز، ونفايات المصانع)، وأمنية مثل العصابات البلطجية الكبيرة التي أدت إلى انهيار اقتصادي للمنطقة في العقود الأخيرة. كانت مساحة بحيرة المنزلة قبل التجفيف 750 ألف فدان (50 كيلومترًا طولاً وما بين 30- 35 كيلومترًا عرضًا) وهي تعادل ما يقرب من عشر مساحة أرض الدلتا كلها، ولكنها تناقصت إلى 190 ألف فدان عام 1990 حتى وصلت اليوم 125 ألف فدان، وذلك نتيجه أعمال الردم والتجفيف والتجريف في مناطق كبيرة منها.