• نيفين علوبة: اخترنا الليلة الكبيرة لأنه عمل غنائى من طراز فريد.. ونقدم الأوبريت بشكل عصرى بشخصيات حقيقية وليس عرائس • ناجى شاكر أقنع جاهين ومكاوى لتحويلها إلى عرائس • الحلم الذى راود كل المخرجين ومصممى العرائس • 13 صوتا غنائيا يجسدون الأبطال مع الاستعانة بأعمال أخرى لسيد مكاوى منها أغنية «يا مسهرنى» لأم كلثوم وبعض أغانى عبدالمطلب • العرض يتحرر من قيود المسرح الكلاسيكى ويعتمد على أسلوب مسرح العبث يعد أوبريت «الليلة الكبيرة» أشهر ما قدم مسرح العرائس فى مصر، وكلما تمر السنين يزداد هذا العمل لمعانا شأنه شأن كل المعادن النفيثة، لكونه يرصد ويصف المولد الشعبى بشكل رائع وبديع وبسيط. من خلال شخصيات: الأراجوز بائع الحمص بائع البخت القهوجى المعلم العمدة الراقصة مدرب الأسود الأطفال المصوراتى معلن السيرك المنشد – الفلاح، حتى اصبحت كل شخصية من هذه الشخصيات تمثل لمن شاهد العمل صورة جميلة عوضته عن مشاهدة المولد فى شكله الاصلى .هذا بالنسبة للمتلقى، اما للفنان فاصبحت هذه الشخصيات تمثل رغبة وحلما فى تجسيدها لانها ستصنع منه شكلا جديدا وستضعه فى اطار جديد ومختلف. وبالتالى ظل هذا الحلم يراود اغلب المبدعين المهتمين بالمسرح الغنائى وفن الاستعراض والباليه، لذلك نجد ان كل فنان عمل فى اوبريت الليلة الكبيرة وراءه حكاية طويلة تكشف عن حلم كبير. فى النسخة الاولى من العمل والتى ظهرت لأول مرة وقدمها المخرج صلاح السقا وناجى شاكر مصمم العرائس الشهير والذى بدأت من عنده فكرة تحويل، العمل من اوبريت اذاعى إلى عرائس واشترك بالغناء به سيد مكاوى وعبده السروجى وشفيق جلال ومحمد رشدى وحورية حسن وإسماعيل شبانة وصلاح جاهين وشافية أحمد، وفى النسخة الثانية التى قدمتها فرقة الباليه وأخرجها عبدالمنعم كامل وشارك بالغناء المطرب أحمد ابراهيم ونجوم الموسيقى العربية بالاوبرا. أما النسخة الثالثة من الليلة الكبيرة فتقدمها فرقة «فابريكا» التى تم تأسيسها حديثا على مسرح جامعة must opera house» «يومى 23 و 24 أبريل الحالى . تقول دكتورة نيفين علوبة مؤسسة الفرقة عن تلك التجربة: منذ ان كونت فرقة «فابريكا» مع زملائى المخرج محمد ابو الخير ومغنى الاوبرا رءوف زيدان ونحن نحلم بعمل فرقة تقدم الاصوات الجيدة المهمشة على الساحة، خاصة اننى اقوم بالتدريس منذ 25 سنة وأعلم ان البلد مليئة بالاصوات الجميلة، وبالفعل اتفقنا على ان نقوم بتنفيذ هذا المشروع ليكون نواة لأمرين الاول تقديم المواهب الغنائية الشابة من خلال منصة محترمة جيدة ليعبروا عن فنهم بشكل احترافى، والشىء الثانى ان نقدم تراثنا الغنائى بما يليق به من احترام . ففى البداية قدمنا البؤساء بعد ترجمتها للعربية والحصول على حق عرضها وقدمنا الاجزاء المغناة منها فى بعض الحفلات، ثم فكرنا فى تقديم عمل من تراثنا المصرى الملىء بالاعمال الهامة، واخترنا الليلة الكبيرة باعتباره عملا غنائيا من طراز فريد، ولان مدة الاوبريت كاملة لا تتجاوز الاربعين دقيقة فقررنا ان يكون ضمن عمل مسرحى كبير « مسرحية داخل مسرحية» مع الاستعانة باعمال اخرى لسيد مكاوى لتكون ضمن العمل منها اغنية «يا مسهرنى» لام كلثوم وبعض اغانى عبدالمطلب. الدكتورة نيفين علوبة وعن تحويل الليلة الكبيرة نفسها من عرائس إلى فنانين حقيقيين على المسرح من لحم ودم... قالت هذا هو الجديد الذى كنا نبحث عنه، ان يقدم العمل باصوات حقيقية يراهم الجمهور ويتفاعل معهم وكذلك يتفاعل المطربين مع الجمهور.و بالفعل اخترنا 13 صوتا يؤدون جميع الشخصيات التى قدمها الاوبريت الذى كتبه العظيم صلاح جاهين لذلك ستجد العمدة والحنتيرة والاسد إلى جانب كل مفردات أى مولد شعبى كما صورها الاوبريت الاصلى ولكن برؤية جديدة. وأضافت نيفين أوبريت «الليلة الكبيرة» تمت كتابته ليقدم على مسرح العرائس بالأزبكية، لذا نرى سرعة تغيير المشاهد من مكان لآخر ومن شخصية لشخصية. والان سيتم تقديم الاوبريت بشكل عصرى ومتطور من خلال شخصيات حقيقية وليس من خلال العرائس كما اعتدنا عليها من قبل وهذا هو الاختلاف الرئيسى من خلال وجود اشخاص حقيقيين وليس العرائس، حيث يعتمد العرض على اسلوب مسرح العبث، متحررا من قيود المسرح الكلاسيكى كما ان العرض يهدف ايضا إلى الترفيه. وحول الشكل الموسيقى وهل تم عمل توزيع جديد يتناسب مع الشكل الجديد.. قالت معنا الدكتور علاء صابر عازف العود والقانون الذى قام بالصياغة الموسيقية بما يتناسب مع التخت الشرقى الذى يعزف مع العمل لايف أى عزف حى. ويضم التخت رق وناى وبيزجيتار والعود . ويقوم بالبطولة من فرقة فابريكا نسمة محجوب، على الالفى، سارة أبويزيد، دينا الزلاقى، شريف بشارة، رضوى عتمان، أحمد سليم، عماد رشاد، كيرلوس محب، هنا غنيم، يوسف اندراوس، نوران خليل، وسلمى محجوب بمصاحبة التخت الشرقى بقيادة عازف العود علاء صابر، وبرؤية جديدة للعروض تحت اشراف المخرج محمد أبوالخير. وقالت نيفين علوبه اتمنى ان تحظى التجربة باعجاب الجماهير خاصة ان كل ما نسعى اليه هو البحث فى تراثنا عن كل ما هو جيد لتقديمه والبداية كانت لاعمال سيد مكاوى وصلاج جاهين، واكيد نفكر فى اعمال اخرى من تراثنا. البداية من بوخارست كيف ولدت الليلة الكبيرة؟ اجابة هذا السؤال وراءها حكاية طويلة بدأت من فنان العرائس الكبير ناجى شاكر. والتى بدأت بحلم وهو نفس الامر الذى تكون لدى الدكتور عبدالمنعم كامل عندما اراد ان يقدمها كباليه. حلم ناجى منذ أن سمع الأوبريت فى الإذاعة وهو طالب فى الكلية ان يحوله لعرائس بعد تنفيذه لمسرحية بنت السلطان تأليف بيرم التونسى، وكان وقتها يتدرب على يد خبراء عرائس رومان على فن التصميم والتحريك والإخراج فى فبراير 1960، وطالبوا وقتها الخبراء بضرورة تمثيل مصر فى (المهرجان الدولى للعرائس) سبتمبر من العام نفسه والذى أقيم فى بوخارست عاصمة رومانيا، بمسرحية عرائس مصرية فقفزت إلى ذهن ناجى شاكر فكرة «الليلة الكبيرة» . وبالفعل نجح فى إقناع مبدعى الأوبريت الإذاعى بتحويله لعرض مسرحى للعرائس وكان صلاح جاهين وسيد مكاوى متخوفين من الفكرة فى البداية، لكنهما اقتنعا وكانت هناك مصاعب قد واجهتهم فى البداية وهى «زيادة مدة العمل من 10 دقائق إذاعية إلى 30 دقيقة مسرحية ترسم صورة مكتملة للمولد، وقام بتصمم ونحت 45 عروسة دون مساعدة الخبراء الرومان، ثم يقوم بتدريب المحركين عليها، وكل ذلك فى أقل من 6 أشهر». وللتغلب على صعوبة الفترة الزمنية اقترحنا أفكارا وقام صلاح جاهين بكتابتها وكانت عبارة عن شخصيات جديدة لم تكن موجودة فى الأوبريت الإذاعى منها، السيرك بشخصياته، والمقطع الخاص بالنهاية. ناس من بلدنا هناك أهم، واستعان ناجى خلال عملية نحت العرائس بالفنان آدم حنين. وفازت «الليلة الكبيرة» بالمركز الثانى فى مهرجان بوخارست، وذلك على الرغم، من تمرد ناجى على قواعد مدربيه الرومان حيث قرر وقتها الاختلاف عما تعلمه من أسلوب المدرسة الرومانية لأنهم بصدد عمل مصرى لابد وأن يكون له لغة جديدة تخرج من طين مصر وتجسد اللحن والكلام المصرى، فتم تصميم العرائس بشكل أقرب للتماثيل. وتميزت عرائس (الليلة الكبيرة) بسبب الكتابة التى كان لها عامل مهم «رسم وبناء صلاح جاهين للشخصيات، فالصورة المكتوبة بتتكلم، وخامة مما سهل من مهمة المصمم. وأصعب ما واجه ناجى شاكر خلال عمله هو «عروسة» التى جسدت «طار فى الهوا شاشى» فهى مختلفة فنيا فى الشكل وميكانيزم التحريك عن بقية العرائس، ولم تظهر هذه «العروسة» إلا بعد فشله فى أول نسختين منها. كما انه صنع العروسة الخاصة بفتح عينك تاكل ملبن على شخصية صلاح جاهين الذى كان سعيدا جدا بهذا. وهذه العروسة كانت مفاجأة ناجى شاكر لصلاح جاهين فى المسرح. وقام المخرج الكبير صلاح السقا باخراج العمل ومنذ ذلك الوقت اصبح من اهم مخرجى العرائس ليس على المستوى العربى فقط لكن على مستوى العالم . وصلاح السقا مخرج مسرحى ورائد فن تحريك، حيث التحق بدورة تدريبية لتعليم فن العرائس على يد الخبير سيرجى أورازوف، الأب الروحى لفنانى العرائس فى العالم، وسافر بعدها إلى رومانيا ليحصل من هناك على دبلوم الإخراج المسرحى وتخصص فن العرائس، ثم عاد إلى مصر ليحصل على ماجستير من معهد السينما قسم إخراج عام 1969. قدم صلاح السقا عشرات الأعمال الفنية، فى الستينيات ويعد عمل الليلة الكبيرة من اهم الاعمال التى قدمها وساهم فى إنشاء مسارح العرائس ببعض الدول العربية الأخرى مثل سوريا، الكويت، قطر، وتونس، والعراق، كما أجرى العديد من البحوث على «تاريخ فن العرائس» وهى ما قررت بعد ذلك على طلبة الأقسام الخاصة بالمعاهد، وكلية التربية. الباليه الذى حضره 3 ملايين مشاهد هانى حسن : مغامرة كبيرة عاشها كامل بعد أن نصحه الجميع بعدم الاقتراب منها ظلت فكرة تقديم الليلة الكبيرة بفرقة باليه اوبرا القاهرة تراود الدكتور عبدالمنعم كامل اشهر مخرجى الباليه رحمه الله طوال 25 عاما حيث كان يريد ان يقدم العمل بعد ان شاهده بمسرح العرائس وكان متخوفا جدا من تقديمه بعد ان حذره الكثير من الفنانين، لكنه كلما حاول ان ينسى العمل يجد الفكره تراوده مجددا، وفى عام 2001 تحول الخوف إلى افكار وأسئلة وهى كيف يحول هذا العمل من لغة العرائس إلى الباليه بدون الاخلال بالشكل العام للعمل وهو عرائس الماريونيت وبدأ بعقد جلسات مع اسرة جاهين وسيد مكاوى ووجد منهم ترحيبا ثم بدأ يعقد جلسات عمل مع راقصين الباليه ويطلب منهم صنع حركات شبيهة بالعرائس تماما مع الفارق ان هذه العرائس تحولت إلى انسان من لحم ودم وهو راقص الباليه .ثم بدأ مرحلة الموسيقى وتحويلها إلى جمل يمكن لراقص الباليه ان يترجمها لحركة وأسند صياغة العمل موسيقيا للدكتور جمال سلامة الذى مزج بين الموسيقى الشرقية والشكل الاوركسترالى وفى نهاية العرض قدم اجمل الجمل الموسيقية حتى اصبحت مدة العمل 35 دقيقة وظهر لاول مرة للناس فى موسم 2002 والجميل ان تخوف كامل تحول إلى فرح كبير ومصدر بهجة وسعادة بعد ان شاهد العمل اكثر من 3 ملايين على مدى 13 عاما. وكتب افتتاحية العرض الشاعر مصطفى الضمرانى، حيث تبدأ أحداثه بشخصية الاراجوز الذى يتساءل عن صلاح جاهين والشيخ سيد مكاوى مؤلف وملحن الاوبريت، وعندما يجدهما يبلغهما بأنه يريد التخلص من قيوده، ثم تبدأ أحداث الباليه . وقد جاء تصميم الرقصات بناء على قواعد فن الباليه وبعض الخطوات الخارجة عن نطاق تلك القواعد، والتى كان لابد من إضافتها لتعطى الشخصية تجسيدا حقيقيا لكلماتها وأدائها والموسيقى المصاحبة لها، والتى خدمت أداء بعض الشخصيات فى العرض، مثل تجسيد شخصيتى الراقصتين بالمولد وبعض الشخصيات الأخرى، وكانت الشخصيات خطوطها الرئيسة للحركة تعود لخطوات الباليه أما الخطوات الدخيلة فكانت مجرد إضافة. وكان تصميم السنوغرافيا والموسيقى بالتوزيع الجديد هو تجسيد لروح الشخصية الشعبية بكل صورها كما وردت بالاوبريت الاصلى، مما أعطى هذا الطابع الفلكلورى المصرى الأصيل، وإن كان المشاهد يراه فى صياغة جديدة بفن اوروبى، إلا انه وجد نفسه فى حالة شبيهة بالفانتازيا يتواصل فيها مع مزج لفنين مختلفين يربط بينهما فكرة مبتكرة. عن هذا العمل يقول راقص الباليه هانى حسن الذى جسد شخصية «أبوبدلة جديدة الاسطى عمارة» كان عبدالمنعم كامل رحمه الله مغامرا لاقصى درجة فى هذا العمل لان الكل نصحه بعدم تقديمه وبالفعل فى البداية استجاب لهذا الاراء وكان خائفا جدا لكنه فجأة تحدث مع اسر جاهين ومكاوى ثم جلس معنا اكثر من مرة لكى يعطينا فكرة عن العمل وما هو الدور الذى يجب ان نقوم به، وكانت فكرته ان نعطى العرائس روح الباليه والجميل انه عندما بدأ الخطوات الفعلية للعمل اعطى شخصيات كانت مهمشة فى العمل الاصلى بطولة مثل شخصية «الاسطى عمارة ابو بدلة جديدة» الذى لم يكن دوره واضحا فى العمل الاصلى كما انه اعتمد على الغناء الحى «لايف» وكان معنا المطرب أحمد ابراهيم كما انه استخدم المسرح الدائرى لاول مرة عمل على مسرح الاوبرا لسرعة تغيير الديكور واستعان بموتور يلف المسرح كما انه لاول مرة تقدم فرقة الباليه قصة شعبية من تراثنا والعمل عرض فى كندا فى ايطاليا وبعض الدول العربية. وكان يهدف من تقديمه ايضا استقطاب الاطفال إلى الاوبرا ومعهم كل الاسرة المصرية لفك العزلة التى كانت مفروضة على الاوبرا. وحول استجابتهم كراقصين قال هانى .الاستجابة كانت سريعة وحب الاطفال للعرض جعلنا نتحمس اكثر . وعن ابطال العمل قال نادين قدمت طار فى الهوا شاشى، ورجوة حامد «يا غزال يا غزال»، وأحمد يحيى «حمص»، و نيللى كريم «يا اولاد الحلال» الست التى فقدت ابنها. وقام بتصميم الديكور محمد الغرباوى.