سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الطلبة اليمنيون فى مصر.. عين على المستقبل وأخرى على «العاصفة» وضاح.. حلم بدراسة العلوم السياسية فى القاهرة لمعرفة سبب تخلف بلاده.. والحمدى: جئت لدراسة الماجستير وعائلتى ترفض عودتى
يواجه الطلبة اليمنيون المقيمون فى مصر أجواء غير طبيعية منذ بدء عمليات «عاصفة الحزم» التى ينفذها التحالف العربى بقيادة السعودية، وتشارك فيه مصر، لإعادة الشرعية إلى اليمن. الطلبة، الذين من المفترض أن ينشغلوا بأمور دراستهم، انصرف انتباههم إلى متابعة أوضاع أهلهم وذويهم فى محافظات اليمن المختلفة، بينما انشغل آخرون فى استقبال أقاربهم القادمين من اليمن أو المقيمين بالقاهرة، الذين فشلوا فى العودة إلى ديارهم. «الشروق» التقت عددا من الطلبة اليمنيين فى مصر، الذين تحدثوا عن رؤيتهم لمستقبلهم الشخصى أو مستقبل بلادهم. فمحمد الحمدى (23 عاما)، ووضاح القرن (20 عاما)، وعبدالناصر المطحنى (20 عاما)، 3 نماذج متقاربة فى الظروف لطلبة يمنيين، جمعتهم الأزمة التى تعيشها بلادهم، رغم أنهم ينتمون لقبائل مختلفة، ومحافظات متباعدة. يدرس وضاح القرن، المنحدر من العاصمة صنعاء، العلوم سياسية بجامعة القاهرة، التى طالما كانت حلما سعى طويلا لتحقيقه، لمحاولة فهم كيف يمكن لوطن، مثل اليمن، أن يعانى من تلك التصدعات السياسية التى لازمته خلال ال50 سنة الماضية، فضلا عن تفشى العنصرية والقبلية بين ابنائه، بحسب قوله. وقال وضاح ل«الشروق»، إنه يتواصل بشكل يومى مع اسرته التى تقيم فى صنعاء، موضحا أنه انصرف لمتابعة الأخبار، خوفا من إصابه اهله واشقائه الثمانية بأى مكروه. ويضيف أنه كثيرا ما سمع بنفسه صوت عمليات القصف التى تنفذها طائرات التحالف الدولى ضد الحوثيين بصنعاء. الشاب الذى كان يحلم باستكمال دراسته العليا فى جامعة أوربية، أو الالتحاق بالسلك الدبلوماسى اليمنى، سجل اسمه فى كشوف سفارة بلاده بالقاهرة، ضمن قوائم الراغبين فى العودة إلى ارض الوطن. ورغم المرارة التى يبديها الشاب العشرينى، وهو يؤكد معرفته بأن عودته تعنى توقفه عن الدراسة، لكنه يقول: «أهم شىء أن أكون مع أسرتى حتى ولو متنا سويا». ويرجع وضاح سبب التردى الاقتصادى والصحى الذى يعانى منه اليمنيون إلى القات. مضيفا أنه وبسبب إصراره على عدم تعاطى القات، فإنه يعتبر حالة «شاذة» فى عائلته، نظرا لأنه يكاد يكون الوحيد بين اشقائه واصدقائه الذى لم يتعاط القات فى حياته. ويمثل القات مشكلة أزلية بالنسبة لليمنيين، وبحسب الطلبة الذين تحدثوا ل«الشروق«، فإن واقع الحياة ببلادهم يكاد يكون منضبطا على مواعيد ما يُعرف بجلسات «التخزين»، التى يتعاطى خلالها اليمنيون القات. أما عن محمد الحمدى، الذى وصل إلى القاهرة قبل نحو 8 أشهر، لدراسة الماجستير فى ادارة الأعمال، فيعول على امكانية تعيينه فى أكبر شركة يمنية لتجارة وصناعة السجائر، وفقا لمبدأ «تعيين أبناء العاملين»، موضحا أنه كان يضمن فرصة العمل قبل هبوب «عاصفة الحزم»، إلا أنه بات يخشى تبدل القوانين وضياع فرصته فى العمل. ويقول الحمدى، ل«الشروق»، وهو القادم من محافظة إب (وسط)، أنه أكبر أشقائه السبعة، وأنه يتواصل بشكل يومى مع عائلته باليمن، عبر وسائل التواصل المختلفة، موضحا أن عائلته ترفض عودته، وتتمسك باستكماله للدراسة حتى يتمكن من العودة والعمل بالوظيفة المنتظرة، وهو ما جعله يتخلف عن التسجيل ضمن قوائم الراغبين فى العودة إلى اليمن. أما عبدالناصر المطحنى، المولود فى محافظة تعز، فيبدو فى مأزق لا يحسد عليه، إذ حضرت والدته قبل نحو شهر للعلاج بالقاهرة، التى تمثل مقصدا لأغلب الراغبين فى العلاج من اليمنيين، وعندما حان موعد عودة والدته، كانت عمليات عاصفة الحزم قد بدأت وتوقفت معها رحلات الطيران. يقول المطحنى، الذى يدرس إدراة الاعمال بجامعة القاهرة، إن اسرته أصبحت مشتتة بين دولتين لا يستطيع كل فريق أن يصل إلى الآخر بسبب الظروف المشتعلة فى بلاده. ويضيف الشاب، الذى شارك فى المظاهرات الثورية الرافضة لحكم الرئيس السابق على عبدالله صالح، إنه لم يكن يتخيل أن التغيير الذى خرجوا لإنجازه، سينتهى به الحال إلى الأوضاع الحالية. ورغم ذلك فإنه لا يزال متأكدا من تجاوز اليمن لمحنته.