«هناء سلطان».. تبدو مثل أي أم أمريكية تقليدية، فهي تقوم بأكثر من مهمة بدءً من رعاية طفليها ووالدتها المريضة وحتى أشقائها الأصغر سنًا، ولكن ما لا يعرفه جيرانها عن هذه المبتسمة صاحبة ال29 عامًا، أنها أيضًا «الرئيسة الفعلية لأسرة تعيش في خطر». هناء.. هي الشقيقة الكبرى لخمسة أشقاء، من بينهم محمد سلطان المحتجز في القضية المعروفة إعلاميًا باسم «غرفة عمليات رابعة»، مما جعلها تتولى دور المدافعة الرئيسية عنه، من خلال البيانات الصحفية ومراقبة محاكمات شقيقها ووالدها صلاح سلطان من جانب، والضغط على الحكومة الأمريكية سعيًا نحو استعادة أحبابها من جانب آخر. قالت هناء سلطان، في حوار مع أبيجال هاوسلونير، من صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، منشور، اليوم الجمعة، إنها "حصلت على الدعم من أصدقائها ومعارفها، وأغلبهم مسلمين أو عرب". وأضافت: "بينما يعرف أطفال المهاجرين الآخرين معنى أن يكون جزءً منك في إحدى ضواحي المدينة، والجزء الآخر على بعد أميال، فعدد قليل فقط يعرف شعورك ومن تحبهم يواجهون الموت في سجن أجنبي". «هناء» تعتبر حلقة الربط بين المحامين وأعضاء الأسرة والمسؤولين والنشطاء في مصر والولاياتالمتحدة، حيث تقوم بترجمة الأخبار والمعلومات وتمررها بين الفرق القانونية على جانبي المحيط الأطلسي، وبين أصدقاء شقيقها محمد، الذين تطوعوا لإدارة صفحات «Free Soltan» على «فيسبوك» و«تويتر». وفي واشنطن، تساعد الشقيقة الكبرى، المحامين على "فهم نظام العدالة المصري المبهم، وما يجعل مهمة هناء سلطان أكثر صعوبة، هي أن مصر حليف هام للولايات المتحدة، ولا تمتلك جماعة الإخوان أصدقاء كثيرين في واشنطن"، بحسب «هاوسلونير». تحاول هناء، التي تعمل طوال اليوم تقريبًا، وزوجها وليد ناصر المحافظة على الحياة الطبيعية في المنزل، فيلعبان مع طفليهما البالغين 3 سنوات و9 أشهر، ويخرجان لتناول العشاء. نشأت سلطان وأشقائها في أسرة مترابطة ومحافظة دينيًا، وانتقل والديها إلى الولاياتالمتحدة عندما كان الأبناء أطفالًا، ثم تنقلوا من ماساتشوستس إلى كانساس وميشيجان وأوهايو، ثم عاد والداها إلى مصر في 2012 للمشاركة في حكومة الإخوان المسلمين، ولكن عندما أصاب والدتهم المرض، استقالت هناء من وظيفتها وسافرت مع شقيقها لمساعدتها. وبعد إقامة قصيرة عادت هناء إلى فيرجينيا، لكن شقيقها محمد الذي كان يبلغ وقتها 25 عامًا، كان متيمًا بالتحول السياسي في مصر، فوجد وظيفة هناك وانتقل للعيش مع والديه. بعد فض اعتصام «رابعة العدوية» في 14 أغسطس 2013، تبعثرت الأسرة، فسافرت الأم وإحدى بناتها المراهقات إلى الولاياتالمتحدة لتنضم إلى هناء وزوجها، واختبأ الوالد صلاح سلطان حتى قُبض عليه بعد ذلك بشهر، أما محمد فألقي القبض عليه عندما داهمت الشرطة منزل الأسرة في القاهرة. وفي يناير 2014، بدأ محمد إضرابه عن الطعام احتجاجًا على احتجازه، وفي الأسابيع الأخيرة، طلبت هناء منه أن "يتوقف عن إضرابه"، وذلك مع فقدان محمد الوعي عدة مرات، أصبح معها ضعيفًا لدرجة وضعه على الكرسي المتحرك أثناء جلسات المحاكمة.