قال الباحث ولاء الدين بدوي رئيس قسم العصر الحديث والمعاصر بالمتحف القومي للحضارة، إن هناك عددا كبيرا من المسلات المصرية الأثرية موجود خارج الأراضى المصرية، نهبها الرومانيون والفرنسيون أثناء الاحتلال الروماني لمصر والحملة الفرنسية. وأهدت الأسرة العلوية المسلات لعدد من الدول الكبرى لكسب ودهم، لأنهم عرفوا قيمة الحضارة المصرية القدمية أكثر من حكامها، مشيرا إلى أن أهم تلك المسلات موجود في فرنسا، وإنجلترا، وأمريكا، وتركيا. وأوضح ولاء الدين بدوي، في تصريح صحفي، أن تاريخ إنشاء المسلات في مصر يرجع إلى حوالي 5 آلاف عام، حيث شيدت أمام المعابد وكتب على أوجهها الأربعة اسم الملك، والسبب الذي دعاه إلى تشييدها، ومعظم الحقائق والإنجازات وملامح الحياة وقتها، مشيرا إلى أن مدينة أسوان كانت هي مصدر حجر الجرانيت، الذي استخدمه الفراعنة في تشييد تلك المسلات. ورصد أهم وأشهر تلك المسلات، ومنها مسلتا «كليوباترا» التي أقامهما الملك تحتمس الثالث قبل أكثر من 3500 عام أمام معبد عين شمس، ثم نقلهما الإمبراطور أغسطس أمام معبد قيصر في السنة العاشرة ق.م، وعرفت المسلتان خطأ باسم مسلتي «كليوباترا»، وربما كان السبب في ذلك أن كليوباترا كانت البادئة في بناء معبد قيصر، ثم بعد وفاتها نقل «أغسطس» المسلتين فنسبتا إليها. وأضاف: "المسلة الأولى توجد حاليا في حديقة سنترال بارك في نيويورك بالولايات المتحدةالأمريكية، وأهدتها ابنة الخديوي إسماعيل إلى أمريكا بناء على رغبة والدها بعد افتتاح قناة السويس، ونقلت إلى هناك عام 1879، فيما توجد المسلة الثانية بالقرب من نهر التيمز في إنجلترا وأهداها والي مصر في ذلك الوقت محمد علي باشا عام 1831 لانتصار السير نيلسون على نابليون الفرنسي في معركة النيل، ولكن المسلة ظلت في الإسكندرية حتى عام 1878، حيث نقلها السير وليام جيمس إبراسموس ويلسون بنقلها إلى لندن بتكلفة تقدر ب10 آلاف جنيه استرليني في ذلك الوقت". وتابع الباحث: "هناك 4 مسلات مصرية في باريس، المسلة الأهم ترجع إلى الملك رمسيس الثاني الذي شيدها أمام معبد الأقصر، وأهداها الوالي محمد علي إلى ملك فرنسا لويس فيليب تقديراً لجهود باريس في اكتشاف الحضارة المصرية القديمة، وتم نقلها إلى فرنسا عام 1833، وأقامها المهندس الفرنسي لوبا وسط ميدان «الكونكورد» بباريس بالقرب من مكان إعدام الملك لويس السادس عشر والملكة ماري أنطوانيت وذلك في احتفال صاخب في أكتوبر 1836". "3 مسلات أخرى انتقلت الى باريس قبل مسلة الكونكورد، واحدة تتوسط ساحة الونتابلو وانتقلت مع نابليون بونابرت عندما تأكد من فشل الحملة الفرنسية على مصر، والثانية في فنسان، والثالثة في أرل، وتقل جميعها من الناحية التاريخية وفي الحجم عن مسلة الملك رمسيس الثاني"، بحسب «بدوي». وأشار الباحث الأثري إلى أنه "في تركيا توجد مسلة أخرى تعود لتحتمس الثالث في ميدان الخيل بالقرب من مسجد السلطان أحمد بإسطنبول، نقلت من مصر على يد الإمبراطور الروماني ثيودوسيوس الأول". وأوضح أنه في روما توجد حاليا 8 مسلات مصرية هي مسلة «لاترانيس» تعود لعصر تحتمس الثالث / تحتمس الرابع طولها 32.18 مترا، أحضرها إلى روما قنسطنطيوس الثاني عام 357م لتزين بها ساحة مكسيموس، عثر عليها فى 3 أجزاء منفصلة واستعادت قوامها بطول أقل أربع أمتار مما كانت عليه، ووضعت في ساحة سان جيوفاني بالقرب من قصر لاتيران بعد إصلاحها. ولفت الى مسلة «الفاتيكان»، والتي تعود لعصر الملك أمنحتب الثاني ارتفاعها 25.5 مترا، كانت موجودة في هليوبوليس ثم نقلت إلى روما بواسطة الامبراطور كاليجولا عام 38 م لتوضع في سبينا، وهي الآن موجودة في ساحة الفاتيكان (ساحة القديس بطرس) بأمر من البابا سيكستوس الخامس، أما مسلة «فيلامينو» تعود لعهد سيتي الأول / رمسيس الثاني، ارتفاعها حاليا 24 مترا قام أغسطس قيصر بإحضارها عام 10 م لتوضع في ساحة مكسيموس. وقال إن "مسلة «سولاري» التي تعود لبسماتيك الأول وارتفاعها حاليا 21.79 متر أحضرها لروما أغسطس قيصر من هليوبوليس عام 10 م، وتوجد حاليا بساحة بلاتزيو مونتيتشيتوريو في روما منذ عام 1792، أما مسلة «مينيرفيو» فهي تعود للملك إبريس (واح إيب رع) خامس ملوك الأسرة السادسة عشر، وارتفاع المسلة حاليا 5.47 متر، أحضرها الامبراطور ديوكلتيانوس لتوضع بالقرب من معبد إيزيس في روما، وأعيد نصبها عام 1667 بواسطة البابا إلكسندر على قاعدة بشكل فيل خلف معبد بانشيون. وأضاف، أن "مسلة «دوجالي» التي تعود للملك رمسيس الثاني، ارتفاعها 6.34 متر نقلت إلى معبد إيزيس بإيطاليا وموضوعة حاليا كنصب تكريمي لمعركة دوجالي بالحبشة، فيما توجد مسلة «ماتيانوا» وارتفاعها 2.68 متر في فيلا كليمونتانا".