تركزت أنشطة الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الأسبوع الماضي، حول عدد من الملفات الداخلية التي تتعلق بإجراءات تحقيق الأمن والاستقرار في سيناء، والتوسع في قدرات الطاقة الكهربائية، وتشجيع المنظمات التطوعية والخيرية، والتصدي للفساد، ودعم مكتبة الإسكندرية. واستهل الرئيس السيسي، نشاطه الأسبوعي، بعقد اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسته، أكد خلاله أن "مصر لن تتخلى عن أشقائها من الدول العربية. واِستعرض آخر المستجدات على صعيد تطور الأوضاع الأمنية في سيناء، واستمع الرئيس إلى الإجراءات التي تقوم بها القوات المسلحة من أجل استعادة الأمن والاستقرار فيها. وأشاد السيسي بجهود القوات المسلحة في التصدي للعمليات الإرهابية والإجرامية في ربوع مصر كافة بالتعاون مع جهاز الشرطة المصرية، وما يبذلونه من تضحيات فداءً للوطن وتحقيقاً لأمن الشعب المصري. وأضاف أن "أي أحداث إرهابية أو إجرامية لن تثني رجال مصر الأوفياء وأبناءها الشرفاء من القوات المسلحة والشرطة عن مواصلة جهودهم لتأمين الوطن في الداخل والخارج، وتحقيق المزيد من تحسن الأوضاع والسيطرة الأمنية في سيناء". كما استعرض المجلس الأعلى للقوات المسلحة، عدداً من الملفات الإقليمية وفي مقدمتها سبل تعزيز الأمن على الحدود الغربية لمصر، وكذا تطورات العمليات العسكرية ومجمل الأوضاع في اليمن. وفي هذا الصدد، أكد الرئيس السيسي أن تأمين الملاحة في البحر الأحمر وحماية مضيق باب المندب تُعد أولوية قصوى من أولويات الأمن القومي المصري. وفي إطار تحسين الخدمات الجماهيرية وزيادة قدرات الطاقة الكهربائية، عقد الرئيس السيسي اجتماعا بحضور إبراهيم محلب رئيس الحكومة، ووزيري البترول والثروة المعدنية شريف إسماعيل، والكهرباء والطاقة المتجددة محمد شاكر المرقبي، شدد خلاله على أهمية تعظيم الاستفادة من الموارد والقدرات المتاحة، وذلك من خلال الصيانة الدورية لمحطات توليد الكهرباء لزيادة الكفاءة الإنتاجية، بالإضافة إلى تنفيذ التعاقدات في أسرع وقت ممكن، سواء لشراء الوقود اللازم لتشغيل المحطات، أو بناء المحطات الجديدة. صورة لقاء السيسي مع محلب ووزيري البترول والكهرباء كما تناول الاجتماع سبل ترشيد استهلاك الطاقة عبر العمل على تقليل نسبة الهدر والفاقد، والاعتماد على اللمبات وأجهزة التكييف الموفرة للطاقة، وتركيب عدادات الكهرباء والمياه مسبوقة الدفع، إلى جانب ضرورة تعزيز إجراءات مكافحة الاستيلاء على التيار الكهربائي دون وجه حق والعمل على تحصيل مستحقات الدولة. واستعرض رئيس مجلس الوزراء، أثناء الاجتماع، التطورات والمستجدات الخاصة بعدد من المشروعات الوطنية العملاقة، ومن بينها مشروع توشكى وترعة السلام واستصلاح المليون فدان والشبكة القومية للطرق، ومشروع العاصمة الإدارية الجديدة. وشدد الرئيس على أهمية إنجاز كل المشروعات في المدى الزمني المقرر لها، مع أهمية الاعتماد على الشركات الوطنية والعمالة المصرية، التي أولاها السيسي اهتماماً خاصاً ووجه بضرورة العمل على تحسين أوضاعها العملية والمعيشية. وفي اجتماع مع عدد من ممثلي المبادرات والمؤسسات العاملة في العمل الخيري والتطوعي، أشاد السيسي بالدور المهم الذي تقوم به منظمات المجتمع المدني والعمل الأهلي في المساهمة إلى جانب مؤسسات الدولة والقطاع الخاص في الارتقاء بمستوى معيشة المواطن المصري وبث روح الأمل، مشيراً إلى أن المرحلة الحالية تستدعي استنهاض الهمم وشحذ الطاقات وإعلاء المصلحة العامة. صورة اجتماع السيسي بممثلي المبادرات والمؤسسات العاملة في العمل الخيري والتطوعي وأعرب الرئيس عن أهمية تكاتف الجهود وتحقيق التكامل بين مؤسسات الدولة والمنظمات الأهلية من أجل تعظيم الموارد المتاحة والعمل على تيسير حياة المواطنين وتحقيق نتائج إيجابية يلمسونها، مع أهمية أن تشهد الفترة المقبلة التركيز على تطوير وإعادة تأهيل القرى والمناطق الأكثر احتياجاً، والتي بدأت بعض المبادرات بالفعل في تنفيذ مشروعات هامة بها. وبشأن استصلاح مليون فدان، أكد الرئيس أن المشروع يهدف إلى تلافي السلبيات الناتجة عن التكدس السكاني في الوادي الضيق، وصولاً إلى إحداث تقدم في جودة ونوعية الحياة والخدمات المقدمة إلى المواطن المصري، وذلك عن طريق إنشاء مجتمعات حضارية متكاملة من حيث الإسكان والزراعة وإقامة المصانع وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين من مدارس وشبكات طرق ومستشفيات وغيرها. ووجه الرئيس بتخصيص 500 مليون جنيه من صندوق تحيا مصر لجهود تطوير القرى الأكثر احتياجاً، كما تم الاتفاق على تنسيق الجهود بين الحكومة والمنظمات الخيرية والمبادرات الأهلية من أجل الارتقاء بهذه المناطق وتوفير الرعاية الصحية اللازمة لسكانها. واستعرض السيسي، جهود تصويب الخطاب الديني في لقاء مع الشيخ أسامة الأزهري عضو المجلس التخصصي لتنمية المجتمع، وتناول اللقاء تكليفات الرئيس للمجلس التخصصي لتنمية المجتمع بشأن ضرورة إيلاء اهتمام بالبناء الفكري للشخصية الإسلامية، بما يسمح بتكوين عقلية معتدلة ومنفتحة تعتنق القيم السمحة للدين الإسلامي. وأكد الرئيس، أهمية إبراز قيمة إعمال العقل في الإسلام، ومعالجة البناء الفكري والنأي به عن القوالب الجامدة ودحض الفكر المتطرف من خلال إعلاء التعاليم السمحة لديننا الحنيف، كما أكد الدور الهام الذي يضطلع به الأزهر وكبار شيوخ وعلماء الدين في نشر تعاليمه الصحيحة والسمحة، وتصويب الخطاب الديني، سواءً في المساجد أو بالمناهج التعليمية. وفي لقاء آخر، استعرض الرئيس السيسي مع إسماعيل سراج الدين أنشطة مكتبة الإسكندرية، ومن بينها مشروع سفارات المعرفة في الجامعات المصرية لتقديم خدمات مكتبة الإسكندرية في عدد من المحافظات، حيث أشاد بالجهود الإيجابية للمكتبة في مختلف المجالات، منوهاً إلى مساهمتها في نشر الثقافة وتشجيع الِاطلاع وإثراء الفكر التنويري، لا سيما من خلال التعاون البنّاء مع الأزهر لنشر القيم الإسلامية المعتدلة. صورة من لقاء الرئيس السيسي مع إسماعيل سراج الدين كما ناقش الرئيس في لقاء مع سامح شكري وزير الخارجية عددا من الملفات الإقليمية والدولية، والتي جاء في مقدمتها المستجدات على الساحة اليمنية، وتطورات الأوضاع في ليبيا، ونتائج الاجتماع الأول للجنة الوزارية العربية بشأن التحرك العربي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، والذي طالب بضرورة وجود تحرك وتدخل دولي واضح يؤسس لحل الدولتين وفق القوانين والقرارات الدولية. ولمتابعة الجهود الأمنية، التقى السيسي اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية، وأكد ضرورة تحقيق التوازن بين تحقيق الأمن وحقوق وحريات المواطنين، واستعرض الجهود التي تتخذها الوزارة للمساهمة في حفظ الأمن وإقرار النظام، كما شدد على أهمية توخي أقصى درجات الحذر والتصدي بقوة للأعمال الإرهابية التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار وترويع المواطنين الآمنين. صورة اجتماع السيسي واللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية وفي إطار جهود الرئيس في مكافحة الفساد واستعادة ثقة المواطن، التقى محمد عرفان جمال الدين، الذي أصدر السيسي قرارا بتعيينه رئيساً لهيئة الرقابة الإدارية، وشدد الرئيس على أهمية رصد حالات ووقائع الفساد والتصدي لها بشكل مسبق للحيلولة دون وقوعها، بما يساهم في إعادة الثقة لدى المواطن المصري في حرص الدولة على صون حقوقه. كما التقى الرئيس ومحمد عمر هيبه، حيث أصدر الرئيس قراراً بتعيينه مستشاراً لرئيس الجمهورية لمكافحة الفساد، بعد انتهاء فترة عمله رئيساً لهيئة الرقابة الإدارية، وأشاد بالجهود التي بذلها والتي ساهمت في الارتقاء بمنظومة العمل في هيئة الرقابة الإدارية. لقاء الرئيس ومحمد عمر هيبه وفي خطاب موجه للرئيس السيسي، أشادت كريستين لاجارد مُدير صندوق النقد الدولي بنجاح مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي وبمستوى المُشاركة فيه، والعدد الكبير لاتفاقات الأعمال التي تمت، والمُساهمات القيمة التي أعلن عنها عدد من الدول ، وهو ما يُعد شهادة ثقة من العالم في الإمكانيات المُتاحة في مصر. كما أعربت عن ارتياحها للإصلاحات التشريعية التي اتخذتها مصر، وخطتها الاقتصادية الرامية إلى تحقيق الاستقرار للاقتصاد المصري، مُؤكدة ثقتها في أن مصر لن تستمر فقط في مسارها للإصلاح بل ستعززه، خاصة أن لديها الإمكانيات المُتاحة لتحقيق تطلعات شعبها في عملية نمو قوية وشاملة، وأكدت في خطابها استعداد الصندوق لتقديم المساعدة لمصر بكافة الطرق المُمكنة. وفيما يتعلق بالقرارات الجمهورية، أصدر الرئيس السيسي قراراً بتعيين محمد مختار جمعة وزير الأوقاف رئيساً لبعثة الحج الرسمية في موسم حج عام 1436 هجرية، وآخر بالترخيص للطائفة الإنجيلية بإقامة كنيسة بحي المعادي، وثالثا بإعادة تشكيل مجلس إدارة شركة الاتحاد العربي للنقل البري (فرع القاهرة)، كما أصدر قرارا جمهوريا بالموافقة على اتفاقية إيجار معدات تنتهي بالتمليك لمشروع كهرباء غرب القاهرة. وفي لفتة إنسانية، استجاب الرئيس السيسي لمناشدة الحاجة نجيبة التي طالبت بترميم البيت الذي تعيش فيه مع أسرتها حيث انه أوشك على الانهيار، وكلف الرئيس الأجهزة التنفيذية بمحافظة المنيا بتولى بالبدء في ترميم المنزل.
