مفاجأة إلكترونية تسببت في وضع علامة الصح الزرقاء بجانب أسماء حسابات «فيس بوك»، لعدد من النشطاء السياسيين والصحفيين، في إشارة إلى جعلها موثقة، ما يعني التيقن من هوية صاحب الحساب. ماهينور المصري، منى سيف، سامية جاهين، أسماء محفوظ، وغيرها من الأسماء، أصبحت حساباتهم على «فيس بوك» مميزة بعد وضع العلامة الزرقاء، بينهم جميعا صفة مشتركة هي التعبير عن آرائهم السياسية والتعليق على الأحداث الجارية، عبر حساباتهم، وأسمائهم معروفة إعلاميا، ولديهم آلاف من المتابعين لحسابهم الذي أصبح رسميا بعد توثيقه. ولدى «فيس بوك» سياسة واضحة لتوثيق الحسابات بدأت في مايو 2013 كالتالي: يتم التحقق من بعض الصفحات والحسابات عن طريق «فيس بوك»، حتى يسهل على المستخدمين معرفة أن هذه الصفحات أصلية، وذلك عن طريق وضع شارة زرقاء بجوار الاسم. وتوضع هذه العلامة بجوار أسماء: المشاهير والشخصيات العامة العلامات التجارية العالمية والشركات وسائل إعلام كما أن «فيس بوك» لم يفتح باب استقبال أي طلبات لتوثيق الحسابات الشخصية في مصر حتى الآن، بحسب ما هو معلن من سياساته في هذا الشأن على الموقع. واستنكر عدد من النشطاء الموثقة حساباتهم، وجود تلك العلامة الزرقاء، بل وسخر بعضهم منها، حيث كتبت ماهينور المصري، المحامية الحقوقية، التي قضت فترة من العقوبة في السجن سابقا في قضية «التظاهر في ذكرى خالد سعيد» بالإسكندرية: «هو الناس بتهنيني ليه؟؟؟ أنا حاسة بالصح اللي جنب اسمي دي إني كوتشي Nike»، كما كتبت منى سيف، الناشطة السياسة وشقيقة علاء عبد الفتاح، الناشط الذي يقضي فترة من العقوبة في السجن حاليا، على خلفية التظاهر أمام مجلس الشورى: «بيقولك الحسابات الفيريفايد دي، لما يتحبسوا هيبقوا مع بعض في عنبر واحد». * هل يمكن توجيه تهم لأصحاب الحسابات على «فيس بوك» بدون التوثيق أو علامة الصح الزرقاء؟ في حادثة سابقة، وجهت تهمة «سب وإهانة الجيش والسخرية من قاداته عبر وسائل التواصل الاجتماعي» للناشط السياسي علاء عبد الفتاح، بعد أن أمر النائب العام التحقيق في بلاغات مقدمة ضده تفيد بأنه اعتاد تناول المؤسسة العسكرية ورموز القوات المسلحة بعبارات ساخرة، تحمل سبا وقذفا في حق حماة الوطن، مطالبا بفتح تحقيق عاجل مع علاء عبد الفتاح وإحالته للمحاكمة، رغم أن الحساب الذي يحمل اسم علاء، لم يكن موثقا وقتها وما زال حتى الآن. جمال عيد مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، أكد في تصريحات ل«الشروق» أنه قانونا، لا يمكن إلقاء القبض على أشخاص أو توجيه تهم لهم على أساس عملية التوثيق للحسابات على «فيس بوك». وأوضح عيد أن عملية توثيق الحسابات الشخصية من قبل «فيس بوك» تمت بعد التيقن من هوية صاحب الحساب، وهو أمر جيد، ولا يوجد مبرر حتى الآن لأخذ الإجراء على محمل سيء، مشيرا إلى أن موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» يتبع هذه الطريقة منذ فترة طويلة في توثيق حسابات الشخصيات المعروفة إعلاميا، ويمكن أن يكون «فيس بوك» يحاول السيرعلى نفس الخطا. «يمكن تحرير محاضر لأصحاب الحسابات سواء في وجود العلامة أو لا»، بحسب جمال عيد، مضيفا أن «مصر أصحبت معروفة بملاحقة أصحاب الرأي على فيس بوك»، ومن حق الشخص أن يطلب إزالة العلامة. ومن ناحية أخرى، قال عمرو غربية باحث مستقل في الخصوصية الرقمية، أن الغرض من توثيق الحسابات على «فيس بوك» هو التأكد من هوية أصحاب الحسابات للجمهور، ويقدم لأصحاب الحسابات خدمات دعم أسرع وأكثر شخصية بما أنهم معروفين للشركة صاحبة الموقع. وأشار غربية في تصريحاته ل«الشروق»، إلى أنه في حالة التعرض لمساءلات قانونية حول ما ينشرعلى الحسابات الشخصية، يعد التوثيق قرينة أقوى تضعف من فرصة الشخص، إذا تسبب ما نشره في توجيه اتهام له، أن ينفي صلته بالحساب، لكن بالنظر لحالة نظام العدالة الجنائية في مصر لن يشكل التوثيق فرقا كبيرا، «الوضع في مصر حالة من اثنين: أصحاب الحسابات لا ينفون هوياتهم في أي مساءلة قانونية عادة، والشرطة والنيابة لا تهتم بتقديم أدلة رقمية وتقدم النشطاء للمحاكمة بتهم أخرى فضفاضة، ولا تحتاج مجهودا كبيرا لإثباتها والقانون المصري حافل بمثل هذه الجرائم للأسف» على حد قوله.