"الرحمة والرفق سمات انسانية"،"ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"، "انقذوا حيوانات مصر"، عبارات مكتوبة على لافتات حملها العشرات من أعضاء ما يقرب من 9 جمعيات وفرق لإنقاذ جمعيات الرفق بالحيوان. اللافتات رُفعت إلى جانب صور مؤلمة لكلاب ذاقت شتى صنوف العذاب في شوارع مختلفة بأنحاء مصر. وصورة "ماكس" كلب الأهرام كان في صدارة تلك الصور، تجمعوا في محيط تمثال سعد زغلول الذي يتوسط الشارع أمام دار الأوبرا المصرية، وفي المشهد أيضا سيارات تطوف حولهم والمارة الذين شاركوا اصحاب السيارات وانهالوا عليهم بسيل من التعليقات الساخرة من الوقفة وأسبابها. تقول داليا النادي، ناشطة بمجال حقوق الحيوان، أنها ورفقاءها من المشاركين بالوقفة سمعوا على مدى ساعتين، مدة الوقفة طبقا للتصريح الذي حصلوا عليه من وزارة الداخلية، كافة عبارات السخرية والاستهزاء حتى ان أحد قائدي السيارات قلد صوت نباح الكلاب وهو مار من أمامهم بينما قام آخر بتوجيه السباب للسيدات المشاركات بالوقفة قبل ان يفر بسيارته. "اعتدنا على السخرية والإهانة في بعض الأحيان ولا يعنينا إلا ان نكون صوتا لحيوانات لا تملك حيلة للدفاع عن نفسها" قالتها داليا للشروق وهي تحمل إحدى اللافتات التي كتب عليها عبارة "لا للوحشية.. نعم لتفعيل القانون". مؤكدة ان قافلات الانقاذ التي تتحرك لحماية الحيوانات وانتشالهم من الأماكن التي وقع عليهم اعتداءات بها دوما تتعرض لحفلات من السخرية والسباب من الأشخاص المتواجدين بالشارع بتلك المناطق الذين يصفونهم بأنهم ينتمون لفصيلة الكلاب، "لا يضايقنا هذا الوصف بل شرف لنا ان نكون مثل تلك الحيوانات التي لا تعرف الكره" تعلق داليا بابتسامة منها، مشيرة الى ان اغلب الحالات التي يهرعون لإنقاذها تكون لكلاب دهستهم عجلات السيارات متسببة لهم في حالات شلل. انضمت رانيا الكردي ناشطة أخرى بمجال الحيوان، قائلة إنها جاءت لتعبر عن رفضها للخرطوش والسم الذي تستخدمه الحكومة لوقف انتشار الكلاب بالشوارع ، وقالت للساخرين من تنظيم وقفات دفاعا عن الحيوان :" الحيوانات التي تسخرون منها.. أكثر منكم رحمة". منى خليل، رئيس جمعية الرحمة بالحيوان، قالت إن الوقفة لا تأتي اعتراضا على صمت القانون والحكومة إزاء الانتهاكات التي تتعرض لها الكلاب والحيوانات بالشوارع المصرية فقط وإنما كافة الممارسات التي تتم بالمجازر خلال عمليات ذبح الحيوانات مرورا بحديقة حيوان الجيزة وما تعانيه حيواناتها من اكتئاب فتك بأعداد كبيرة منهم، اضافة الى تردي أوضاع الاعاشة وطرقها والتغذية والرعاية البيطرية. طالبت منى في حوار مع الشروق خلال الوقفة الاحتجاجية، بإصدار تشريعات قانونية تحمي الحيوان وتعاقب منتهكي حقوقه ، ونادت بفتح التحقيق في الانتهاكات التي تحدث في مصر في حديقة الحيوان كانتحار الزرافة، متسائلة عن أسباب عرض حيوانات أليفة كالكلاب والقطط بحديقة حيوان، وأوضحت ان اتحاد جمعيات حقوق الحيوان طلب من ادارة الحديقة ان تأخذ تلك الحيوانات ويقوم بإيوائها إلا انهم رفضوا بحجة انها عهدة من وزارة المالية وحين طالبوا بشرائها عرضتهم الحديقة بأربع اضعاف سعرهم، بحسب منى. وأضافت ان المجازر تعرض الحيوانات لعنف ينافي مبادئ الشريعة الاسلامية التي حددت طرق الذبح والرفق بالحيوان، مشيرة الى ان استراليا أوقفت تصدير الماشية الى مصر بعد ما رصدته من سوء معاملة للحيوانات وهو ما يهدد صادرات مصر ووارداتها من الحيوانات، معتبرة ان صمت الدولة تجاه العنف ضد الحيوانات يهدد بتفشي كافة انواع العنف في المجتمع ضد البشر وبعضهم البعض. وحول قانون حماية الحيوان الذي ظل 9 سنوات برفوف الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة بحسب أحمد الشربيني، رئيس الاتحاد العام لجمعيات الرفق بالحيوان، قال إنه تقدم باقتراح مشروع قانون للرفق بالحيوان من العام 2004 حتى 2006 ظل خلال العامين يتردد ويتابع القانون حتى يتم اقراره ليقابل برفض دون إبداء اسباب من قبل الهيئة.