ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية نقلا عن مراقبين للشأن الإيراني أن الاتفاق المحتمل لكبح جماح البرنامج النووي للبلاد، يثير تساؤلات حول تأثيره ليس فقط فيما يتعلق بالحد من التسلح في المنطقة، بل وعلى سياسة طهران الداخلية المعقدة أيضا. وتساءلت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة - بشأن ما إذا كان من الممكن أن يؤدي التوصل إلى اتفاق وتخفيف العقوبات المفروضة ضد إيران، إلى تمكين الإصلاحيين الراغبين في أن يشهدوا نهاية للحرب الباردة مع الولاياتالمتحدة والتي استمرت 35 عاما أم أنها ستكون سببا في إلقاء اللوم على هؤلاء الذين دعموا المحادثات، بما في ذلك الرئيس الإيراني حسن روحاني، في حال ما إذا كانت نتيجة الاتفاق في سبيل تخفيف العقوبات أو إحراز تقدم اقتصادي، أقل مما تعهد بتحقيقه. ويرى مجموعة من الخبراء الذين يتفقون فقط على الطبيعة المحورية للمحادثات، أن الموقفين يمكن القبول والاعتقاد بهما على حد سواء، حسبما أفادت الصحيفة. وأضافت أن الانقسامات الحادة في السياسة الأمريكية خلال المحادثات النووية، تنعكس بدقة على الجانب الإيراني، في ضوء تشكك المتشددين بشدة حول ما إذا كانت إيران قدمت العديد من التنازلات، غير أن المرشد الإيراني علي خامنئي، كان قد أعرب علنا عن دعم المفاوضين الإيرانيين وتهدئة المتشككين والإيرانيين المتحمسين الذين يتوقون إلى تحقيق انفراجة في علاقات بلادهم مع العالم. ونقلت الصحيفة عن كريم سجادبور، وهو باحث في الشأن الإيراني بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، قوله "عقب ثلاثة عقود من الدعاية لثقافة التحدي ضد الولاياتالمتحدة، سيكون من المثير للفضول رؤية ما إذا كان خامنئي وكيفية ذلك سيدخل تسوية نووية في إطار تحرك لمقاومة وليس لتسوية وكيفية ذلك". ونسبت الصحيفة إلى جاري سيك، وهو مسئول سابق بمجلس الأمن الوطني أجرى دراسات حول إيران لأكثر من أربعة عقود، قوله "سيدفع القادة الإيرانيون بقوة من أجل تقديم الاتفاق كنصر حتى في حالة تقديمهم لتنازلات كبيرة على الورق". وأشار سيك إلى أن أحد أسباب ذلك هو أن المتشددين الإيرانيين وخاصة الحرس الثوري الإيراني سيبحثون عن سبل للهجوم ومنع أي اتفاق .. معربا عن اعتقاده بأن اتفاقا يمكن أن يبدأ عملية تغيير عصرية داخل إيران. وأشارت "نيويورك تايمز" إلى مواجهة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للأصوات المعارضة في بلاده حول التنازلات اللازمة للتوصل إلى اتفاق، بيد أنه معتمد كثيرا على المحادثات وقدرتها على تغيير العلاقات مع إيران لتتجاوز هدف عرقلة التقدم تجاه سلاح نووي. وعقب الإعلان عن التوصل لاتفاق إطاري أمس الخميس، أشار مسئول بارز في إدارة أوباما - رفض الكشف عن هويته - إلى تقلب النقاش الإيراني حول القضية النووية، قائلا "نميل جميعا إلى الاعتقاد بأن إيران، نوع من البلاد التي تتكون من فرد واحد وتتجه دوما نحو ما يشير إليه المرشد الأعلى. وفي الواقع، إيران لديها سياسة"، حسبما أوردت الصحيفة.