- برئيل: القوة موجهة ضد إيران ولا تزعج تل أبيب.. واستراتيجيون: احتلال إيران لباب المندب تهديد استراتيجى لمصر وإسرائيل وصف محلل الشئون العربية فى صحيفة هاآرتس الإسرائيلية، تسفى برئيل موافقة القادة العرب فى قمة شرم الشيخ على تشكيل قوة عربية مشتركة بأنه حدث تاريخى لم تشهد المنطقة مثيلا له منذ عشرات السنين، مضيفا أن إسرائيل، لأول مرة، لا تشعر بالخوف من هذه القوة بل إنها تشعر بمزيد من السعادة. وعلل برئيل، فى تعليق نشرته الصحيفة أمس، رد الفعل الإسرائيلى الإيجابى تجاه تشكيل القوة العربية بأن نظرية الأمن الإسرائيلية اعتمدت لأجيال على الرغبة فى مجابهة أى تحالف عربى وليس مواجهة دول منفردة فقط. أما هذا التحالف المتشكل فإن إسرائيل تعتبره جزءا لا يتجزأ من أمنها حتى لو لم يدعها أحد للمشاركة فيه، لأنه موجه ضد إيران. وأضاف برئيل أن الهدف من تشكيل هذه القوة القضاء على التنظيمات الإرهابية، وفى الوقت نفسه الحد من نفوذ إيران وقدرتها على الوصول إلى الدول العربية دون الحاجة للتدخل عسكريا. وتابع أنه من الخطأ تفسير هذا التحالف العسكرى السياسى على أنه محور سنى ضد محور شيعى، ولكن الأفضل تعريفه بأنه صراع ضد إيران ومندوبيها وليس ضد الشيعة كتيار دينى. ولفت برئيل إلى أن تأييد تركيا للحملة العسكرية فى اليمن، وتصريح الرئيس أردوغان بأن إيران تسعى للسيطرة على المنطقة، يؤكد بالدليل القاطع أن إيران هى الهدف وليس حربا سنية شيعية، وأن أردوغان على استعداد لأن يدفع ثمنا سياسيا غاليا على ذلك، كما أن الموقف التركى إشارة واضحة إلى التغييرات المتوقعة فى تشكيل العلاقات فى الشرق الأوسط، ومن يؤيد المحور السعودى أو المحور الإيرانى. المحلل الإسرائيلى رأى أن التحرك السعودى فى المنطقة يستشرف ما قد يحدث مستقبلا من رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، وعودة إيران إلى سوق النفط بكل قوتها، وفرض شروطها على الأسعار التى طالما تحكمت فيها السعودية. وبحسب برئيل فإن الدول العربية تشعر بالقلق من التحالف السياسى المتنامى بين طهرانوواشنطن وهو ما قد يؤثر على علاقاتها مع واشنطن، صحيح أنه لا يوجد أساس لهذه المخاوف، لكن رضاء أمريكا عن مشاركة إيران فى الحرب ضد داعش فى العراق، واعتبارها أن الحوثيين شريك فعال فى الحرب ضد القاعدة فى اليمن، كل ذلك قد يؤدى إلى فتح الطريق أمام تعاون إستراتيجى بين إيرانوأمريكا. وأضاف برئيل إن الدول العربية تخشى من أن يمنح الاتفاق النووى لإيران وضع الدولة الكبرى فى المنطقة، بحيث تشارك فى جهود فض النزاعات الإقليمية مثل سوريا واليمن والعراق. من جانب آخر حذر محللون أمنيون واستراتيجيون إسرائيليون من أن سيطرة الميليشيات الحوثية التابعين لإيران على مضيق باب المندب يعتبر تهديدا إستراتيجيا لإسرائيل ومصر. وتناول تقرير لموقع (إن. آر. جى) الإخبارى الحرب الدائرة فى اليمن حاليا وقالت انها تمثل نزاعا بين قطبى التيارات الإسلامية التى تسيطر على العالم الاسلامى السنة وممثلة بمصر والسعودية ودول الخليج وشمال إفريقيا من جهة، وإيران والنظام السورى وقوات حزب الله فى لبنانوسوريا من جهة أخرى. وأشار الموقع إلى أن بعض الفصائل السنية التى تتلقى تمويلا من إيران أصبحت تائهة اليوم مع دخول الصراع مرحلة جديدة لكن جزءا منها مثل حماس والجهاد الإسلامى قد يحسم أمره إلى جانب طهران. وقال الدكتور يهودا بلينجا الباحث فى جامعة بر إيلان للموقع إن العمليات الإيرانية فى اليمن استراتيجية ولها آثار كبيرة على المنطقة كلها، وإن سيطرتها على البحر الأحمر تمثل تهديدا لم تشهده إسرائيل منذ عصر جمال عبدالناصر الذى أغلق مضيق تيران، لأنه يهدد حركة السفن الإسرائيلية التجارية، والطائرات الإسرائيلية المدنية المتجهة إلى الشرق الأقصى.