الموارد المائية بمصر محدودة، ولا يمكن الاطمئنان بشكل قاطع لمستقبل مصر فيما يخص المياه فى ظل الطموحات المائية لدول حوض نهر النيل مورد المياه الرئيسى لمصر وشريان الحياة داخل حدودها. التغيرات المناخية والخطط المائية لدول منابع النيل ربما تؤثر بشكل كبير جدا فى حصيلة مصر المائية خلال السنوات القادمة. ويزيد من حدة هذا الخطر، الازدياد السكانى السريع المصاحب لشبح الفقر المائى فيمثلان مشكلة حقيقية وتحديا وجويا حقيقيا أمام الشعب المصرى الساكن لوادى ودلتا النيل منذ آلاف السنين. وتزداد ضراوة هذا التحدى بتواصل البناء العشوائى المستمر والتعدى على الأراضى الزراعية والهدر المستمر للتربة الخصبة. مصر كغيرها من الدول العربية والتى تعانى من الشح المائى ومحدودية الأراضى الصالحة للزراعة، فى حاجة ملحة للبحث فى كل السبل الممكنة التقليدية وغير التقليدية لمواجهة هذا التحدى الحالى والخطر القادم. نباتات التين الشوكى تندرج مع نباتات أخرى مختلفة ذات قيمة غذائية واقتصادية مثل المورينجا والأناناس وغيرهما تحت ما يعرف بنباتات أيض الحمض العصارى والتى تضم أنواعا نباتية عديدة ذات عائد اقتصادى وتمتاز بارتفاع قدرتها الفائقة على الاستفادة من المياه المحدودة لإنتاج المادة العضوية من خلال عملية البناء الضوئي، فعلى سبيل المثال تتميز هذه النباتات بالقدرة على استغلال الماء عدة مرات أعلى من نباتات (كالذرة، المثال الأشهر)، وهو ما يمكنها من تحمل ندرة المياه وظروف الجفاف بشكل فائق جدا. وكما تتحمل ظروف الجفاف الشديد، نباتات التين الشوكى يمكنها تحمل درجات الحرارة العالية أيضا وبعض أنواعها تتحمل البقاء فى درجات الحرارة المنخفضة حتى التجمد إلى – 20°م وأقل من ذلك. نباتات الصبارات المثمرة (التين الشوكي) تضم عديدا من الأنواع والأصناف. والثمار تتنوع بشكل كبير جدا باختلاف الأنواع والأصناف، فهى تتفاوت فى الأحجام والألوان والمذاق بشكل كبير جدا. العائلة الصبارية تضم مجموعة كبيرة من الأجناس أكبرهم وأهمهم من حيث الأهمية الاقتصادية جنس والذى يندرج تحته أنواع نبات الشوكي، ولو أن الأكثر انتشارا فى العالم وحتى فى مصر هو النوع والذى يضم عديدا من الأصناف ولعل من اشهرها الأصناف الإيطالية. ويتنوع الهدف من الانتاج فى دول أخرى عديدة ما بين إنتاج للخضراوات أو الثمار أو الأعلاف أو لتصنيع منتجات غذائية مثل العصائر والمربيات واستخدام المخلفات كزيت البذور فى مستحضرات التجميل (حيث يباع الزيت الخام المستخرج بأسعار عالية، على سبيل المثال 100 كجم من البذور ينتج نحو 5 كجم من الزيت الخام، وسعر الكيلوجرام من الزيت لندرته يصل لنحو 1000 يورو، وبخلاف الكسب الناتج) وغير ذلك من منتجات ذات قيمة يمكن استخراجها من مخلفات الثمرة والكفوف، ويعظم التصنيع الزراعى من العائد الاتصادى للتين الشوكى بشكل كبير. وللأسف فى مصر ينحصر تسويق واستهلاك التين الشوكى فى شكل ثمار طازجة وبوسائل تسويق بدائية جدا حتى اللحظة. وأن كان يصدر جزء بسيط جدا منه للخارج، إلا أن اغلب الانتاج يسوق محليا وبطرق بدائية مما يفقد المحصول الكثير من قيمته الاقتصادية. والمساحة المنزرعة بمصر عام 1994 كانت نحو 618 هكتارا بحجم انتاج يصل لنحو 10200 طن (بمتوسط إنتاجية 16,5 طن ثمار/ هكتار، أو نحو 7 طن ثمار/ فدان)، قد تضاعفت فى العام 2004 لنحو 1115 هكتارا بحجم انتاج يصل لنحو 29610 (وازداد متوسط الإنتاجية لنحو 26,5 طن ثمار/ هكتارنحو 11 طن ثمار/ فدان). ومازالت زراعة نبات التين الشوكى ومحصول التين الشوكى يعانى فى مصر من قلة الاهتمام على الرغم من تسابق كثير من الدول فى هذا المجال. ان النجاح فى زراعة التين الشوكى بمساحات كبيرة بهدف الإنتاج الخضرى قد يساهم بشكل كبير جدا فى حل جزء كبير من مشكلة نقص الأعلاف الخضراء فى مصر وبالتالى المساهمة فى زيادة الناتج من اللحوم والألبان وتوفير جزء من أراضى الوادى الخصبة فى مصر والمنزرعة بالأعلاف الخضراء التقليدية كالبرسيم لصالح زراعة محاصيل استراتيجية أكثر أهمية مثل القمح.