فى ندوة أولى لمناقشة روايته الصادرة حديثا عن دار الشروق «الأسياد»، قال الروائى حسن كمال: اكتشفت أن كتب التاريخ ليس مسلما بها بل هى كتب أدبية خيالية. التاريخ يتغير من يوم لآخر، ومن كاتب للثانى»، مؤكدا أن «مكان الرواية خيالى فلا توجد قرية تسمى «دجا»، أو قبيلة تدعى السهالك أو الأجواش». الندوة التى عقدت فى مكتبة الشروق بالزمالك، حضرها العديد من القراء والكتاب: أحمد مراد، هشام الخشن، أشرف العشماوى، وجدى الكومى، شريف بكر عضو مجلس اتحاد الناشرين المصريين، ومصطفى الفرماوى الذى أدار الندوة، وإيهاب الملاح الكاتب الصحفى والناقد الذى تحدث عن أدوات البحث والأرشيف فى كتابة الرواية، قائلا: «رواية «الأسياد» تجربة مختلفة عن رواية «المرحوم» لحسن كمال الذى يكتب بوعى شديد، حيث لجأ فى «الأسياد» إلى الخيال بالكامل. اخترع قرية وناسها من العدم. ليس لها موقع على الخريطة. وهذا هو دور الروائى الأساسى، أى التخييل، لذلك أوقع كمال النقاد فى حيرة لتصنيف روايته هل هى رواية تاريخية أم رواية رمزية واقعية. وأظن أنها رواية رمزية واقعية شديدة الحرفية». وردا على أسئلة الحضور الكثيرة، والمتنوعة، قال حسن كمال: «قررت أن أنقل مكان الرواية من النوبة إلى مكان آخر غير موجود؛ لأن أهل البلدة سمتهم النفاق والدجل وعالم الأسياد لا أوده يلتصق بناس معينة». أما مسألة بحثه فى كتب التاريخ واستفادته منها خلال الكتابة، أوضح كمال أنه عادة لا يقرأ ثم يكتب، بل يكتب أولا، ويترك المجال لخياله، إلا أنه فى رواية «الأسياد» قرأ معظم كتب التاريخ وتبحر فى عادات الزواج وتاريخ النوبة والسودان، وفى النهاية لم يكتب مما قرأه سوى سطرين فقط. وأكد كمال، صاحب الرواية الشهيرة «المرحوم» أنه لا يفكر فى كتابة أجزاء لروايته الأسياد، وإذا كان يميل لذلك فكان الأولى أن يكتب ل«المرحوم» أربعة أجزاء. وحول معانى أسماء أبطال روايته «الأسياد» مثل شهلى وبشير ونور، قال كمال إنه عادة لا يشغل باله بمسألة معانى الأسماء، إلا أنه فى اختيار اسم «شهلى» أراد توصيل مدلول على تشويه المعانى؛ حيث اسم «الشيخ على» تحول إلى «شهلى». ثم قرأ كمال على الحضور تساؤلات بشير البطل الذى لم يستطع أبدا أن يحل لغز كسر اسمه فى القاهرة، ولماذا يكسرون الأسماء فى القاهرة؟ بِشير يِحيى يوسِف؟، ثم جاءته الاجابة من البطلة نور: «مدرس اللغة العربية فى مرحلة الثانوى قضى الأعوام الثلاثة محاولا معهم لكى يتوقفوا عن فتح الميم عندما ينطقون باسم مصر، قالت ساخرة: نحن الذين فتحوا الوطن وكسروا البشر...»