قال إيشان ثارور، الكاتب المتخصص في العلاقات الخارجية في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن واحدة من الدول التي قالت المملكة العربية السعودية إنها أعلنت رغبتها في المشاركة في "عاصفة الحزم" هي باكستان، الدولة غير العربية التي تضم أقلية شيعية كبيرة. وأضاف ثارور في مقاله على مدونة WorldView، المنشورة في "بوست"، إن باكستان تمتلك أيضًا جيشًا مرهقًا، يصارع تمرد المتطرفين في المناطق الحدودية الوعرة بالقرب من أفغانستان. وأشار ثارور إلى بيان من مكتب رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف يوم الخميس، لفت إلى احتمالية سفر وفد من كبار المسؤولين الباكستانيين إلى الرياض لتنسيق المساعدات، مضيفًا أنه ليس واضحًا إذا ما كان هذا يعني أن إسلام أباد تمتلك رغبة حقيقية في الالتزام بتقديم الموارد الاستراتيجية للمشاركة في القتال في اليمن. وقال ثارور، إن السعودية منحت رئيس الوزراء الباكستاني ملجأ في 2000 بعد الإطاحة به في وقت سابق في انقلاب عسكري. وفي العام الماضي، في زيارة للملك سلمان -الذي كان وقتها وزيرًا للدفاع- إلى باكستان، توافقت حكومة شريف مع دعوة السعودية لرحيل الرئيس السوري بشار الأسد. ولكن علاقات إسلام أبادوالرياض أعمق من ذلك، فالدولتان بطريقتهما الخاصة تعدان دولتين أيديولوجيتين بدرجة عميقة، وأقاما شراكة حيوية على مر السنوات، وأشهرها تسريب السعوديين المساعدات والأموال عبر باكستان لتعزيز المجاهدين الأفغان في محاربتهم للاحتلال السوفيتي في ثمانينيات القرن الماضي، والذي أدى في نهاية المطاف إلى ولادة حركة طالبان، وظهور تنظيم القاعدة. ولكن باكستان تركت بصمة مهمة في حياة السعودية أيضًا، فبالعودة إلى ستينيات القرن الماضي، ساعد الجيش الباكستاني في تدريب جيوش العديد من الدول العربية الوليدة. وأوضح تقرير أصدرته مؤسسة بروكينجز في 2008، أن العلاقات العسكرية مع السعودية، تشير إلى وجود سابقة للعمل الباكستاني في اليمن، وبحسب التقرير، قدمت باكستان المساعدة والخبرة العسكرية للمملكة لعقود. وبدأت باكستان بمساعدة القوات الجوية الملكية السعودية لبناء وإعداد طائراتها المقاتلة؛ الأولى في ستينيات القرن الماضي، وطار طيارون في سلاح الجو الباكستاني بطائرات خاصة بالقوات الجوية السعودية، التي صدت توغلا من جنوب اليمن إلى الحدود الجنوبية للمملكة في 1969. وفي سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، تمركز أكثر من 15 ألفا من القوات الباكستانية في المملكة، بعضها في هيئة قوة مقاتلة، بالقرب من الحدود السعودية الأردنية الإسرائيلية. كما ساعد المهندسون الباكستانيون أيضًا في بناء تحصينات على طول الحدود السعودية الجنوبية، جزئيًا للمساعدة في مكافحة الحوثيين. وحتى حرب الخليج الأولى، كانت هناك وحدة عسكرية من آلاف الجنود الباكستانيين في السعودية. ومنذ هذه الأيام، حسّن الجيش السعودية من قدراته، فأصبح أكبر مستورد للأسلحة في العالم، ولكن القوى البشرية الباكستانية لا تزال في متناول يد الدول الخليجية الغنية بالبترول.