تركز نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الأسبوع الماضي، على تحقيق الأمن المائي القومي المصري، وجاء ذلك من خلال توقيع وثيقة إعلان المبادئ أثناء زيارته للخرطوم مع نظيره السوداني عمر البشير، ورئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ديسالين حول سد النهضة. كما زار السيسي، أديس أبابا بهدف تدشين مرحلة جديدة من التعاون بين مصر وإثيوبيا، وعقد لقاء مع الرئيس مولاتو تشومي، الذي أكد فتح صفحة جديدة للعلاقات مع مصر تقوم على بناء الثقة وتحقيق المصلحة المشتركة والمنفعة المتبادلة، منوهاً بأهمية تعزيز التعاون بين البلدين في المجالات كافة. صورة توقيع إعلان المبادئ بين السيسي والبشير وديسالين في الخرطوم وأكد الرئيس السيسي، خلال اللقاء، أهمية توظيف الزخم الإيجابي الناتج عن توقيع إعلان المبادئ الخاص بسد النهضة في الخرطوم للعمل بوتيرة متسارعة والاضطلاع بالمسؤولية بجهد أكبر يساهم في تطوير ودعم هذا الإعلان من أجل إرساء تفاهمات مستقرة ومستمرة. وفي لقائه مع رئيس الوزراء الإثيوبي هايلى ديسالين، أكد السيسي أن "عمق العلاقات تاريخياً بين البلدين يقتضي العمل الدؤوب معاً من أجل تصفية تلك العلاقات من أي شوائب قد سادتها خلال عقود ماضية، والعمل على بناء العلاقات الجديدة على قاعدة صلبة وتفاهم مشترك وتفهم كامل للتطورات التي يمر بها البلدان".
صورة لقاء السيسي مع رئيس الوزراء الإثيوبي هايلى ديسالين وأوضح الرئيس، أن "إعلان المبادئ الذي وقعته الدول الثلاث بالخرطوم ساهم بلا شك في بناء جسور الثقة والتفاهم بين الدولتين والشعبين المصري والإثيوبي"، مشدداً على أن تطبيقه العملي يتطلب إبرام اتفاقيات أخرى أكثر تفصيلاً لتوضيحه وتطبيقه بما يضمن تحقيق المنفعة الاقتصادية لإثيوبيا وعدم إلحاق أي ضرر بمصر. والتقى الرئيس السيسي، عددا من رجال الأعمال المصريين والإثيوبيين، بحضور رئيس الوزراء ديسالين الذي حرص على حضور اللقاء، تعبيراً عن اهتمامه بتنمية وتشجيع الاستثمارات المصرية إلى إثيوبيا وزيادة أنشطة الأعمال المصرية فيها. صورة لقاء السيسي مع رجال الأعمال الإثيوبيين ونوَّه الرئيس السيسي إلى أن كلا من مصر والسودان وإثيوبيا تمثل مجتمعة سوقا ضخمة تناهز 250 مليون نسمة، وتتمتع بفرص استثمارية ضخمة، مشيرا إلى إمكانية تصدير المنتجات الزراعية الإثيوبية من المراكز اللوجيستية الجاري تنفيذها في مصر، وأكد أهمية تطوير طرق النقل بين البلدين لتساهم في زيادة التبادل التجاري، وخفض أسعار السلع التي يتم تبادلها، ومن بينها اللحوم. وأكد الرئيس، خلال استقباله بطريرك إثيوبيا متياس الأول، أنه "جاء من مصر برسالة محبة وتقدير للشعب الإثيوبي من الشعب المصري، مُحملة بأطيب التنميات لتحقيق آمال وطموحات الشعب الاثيوبي في التنمية والرخاء"، مضيفاً أن الشعب المصري بدوره يتطلع للاطمئنان على مواصلة مسيرته نحو التنمية والتقدم، أخذاً في الاعتبار أن نهر النيل يمثل المصدر الوحيد للمياه في مصر. كما التقى ممثلي المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بإثيوبيا برئاسة الشيخ محمد أمين جمال، الذي صرح عقب اللقاء بأن الرئيس السيسي قدم الدعوة إلى الوفد لزيارة مصر، كما وافق على مطلبه بزيادة عدد المنح الدراسية المقدمة للطلبة الإثيوبيين في الجامعات المصرية، وخاصة الأزهر. وفي حواره مع التليفزيون الإثيوبي، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن "الشعب الإثيوبى له كل الحق فى التنمية والازدهار وفي نفس الوقت يكون للشعب المصري الحق في تأمين حقوقه المائية"، قائلا: "يمكن بالحوار والتعاون أن نراعي مصالح بعضنا البعض دون الإضرار بالآخرين". والتقى الرئيس السيسي، وفد الدبلوماسية الشعبية الإثيوبية الذي زار مصر مؤخرا، ويضم مجموعة تمثل مختلف طوائف الشعب من كتاب ومفكرين وبرلمانيين ورجال دين وإعلاميين ورياضيين وفنانين، وتناول اللقاء الدور الذي يمكن أن تسهم به الدبلوماسية الشعبية في دعم العلاقات بين مصر وإثيوبيا في مختلف المجالات، باعتبارها داعما للدبلوماسية الرسمية ورابطا بين الشعبين. وفي ختام زيارته، ألقى الرئيس السيسي كلمة أمام البرلمان الإثيوبي نقل من خلالها رسالة من الشعب المصري تعبر عن الرغبة في فتح صفحة جديدة من التعاون والعلاقات الوثيقة بين البلدين. صورة من كلمة السيسي أمام البرلمان الإثيوبي وأكد بيان مشترك صدر في أديس أبابا حول نتائج زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رغبة القيادة السياسية في مصر وإثيوبيا في تدعيم العلاقات الثنائية وتوسيع التعاون المشترك في مختلف المجالات، إلى جانب تشجيع مجتمع الأعمال بالبلدين على إقامة المشروعات المشتركة، وتفعيل جهود تحقيق الأمن والسلام بالقارة الإفريقية، والإشادة بتوقيع إعلان المبادئ حول سد النهضة. وفيما يتعلق بالأزمة اليمنية، أصدرت رئاسة الجمهورية بيانا حول الأزمة اليمنية جاء فيه: "استجابة للنداء الذي أطلقته الجمهورية اليمنية الشقيقة، وإتساقاً مع الموقف الذي اتخذته دول مجلس التعاون الخليجى بدعم الشرعية التي توافق عليها الشعب اليمني برئاسة الرئيس عبد ربه هادي منصور، وانطلاقاً من مقتضيات مسؤولية مصر تجاه الحفاظ على الأمن القومى العربي بمنطقة الخليج والبحر الأحمر، واستناداً إلى اتفاقية الدفاع العربي المشترك وميثاق جامعة الدول العربية، كان حتمياً على مصر تحمل مسؤوليتها وأن تلبي نداء الشعب اليمني من أجل عودة استقراره والحفاظ على هويته العربية". وأضاف البيان: "وذلك من خلال مشاركة عناصر من القوات المسلحة المصرية من القوات البحرية والجوية بعد استيفاء الإجراءات الدستورية، لاستعادة الاستقرار والشرعية في اليمن. وتأتي هذه المشاركة في إطار دعم الإجراءات التي يقوم بها التحالف المكون من دول مجلس التعاون الخليجي وعدد من الدول العربية والإسلامية". وتلقى الرئيس السيسي اتصالاً هاتفياً من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، أعرب خلاله عن خالص الشكر وعميق التقدير للدعم الذي تقدمه مصر لعملية «عاصفة الحزم» سياسياً وعسكرياً، حيث قررت المشاركة بقوات بحرية وجوية للمساهمة في إعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن، وأكد الرئيس من جانبه أن "أمن الخليج خط أحمر وجزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري". وأجرى الرئيس اتصالين هاتفيين بكل من المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي، حيث أعرب عن خالص تعازيه وأسف مصر، حكومة وشعباً، في ضحايا الطائرة الألمانية المنكوبة. وفي اطار الإعداد للقمة العربية التي تستضيفها مدينة شرم الشيخ، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، في بداية الأسبوع، نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية، حيث استعرض الجانبان آخر المستجدات والاستعدادات الجارية لعقد القمة. صورة من لقاء السيسي ونبيل العربي وأكد الرئيس، أهمية إعلاء قيمة التضامن العربي، وتعزيز العمل العربي المشترك والحرص على وحدة الصف، والتواصل إلى توافق وتجاوز أي خلاف في وجهات النظر خلال اجتماعات القمة. وتلقي الرئيس خلال استقباله علوي عبد الرحمن شهاب المبعوث الخاص لرئيس إندونيسيا دعوة من نظيره الإندونيسي للمشاركة في قمة آسيا - إفريقيا، التي ستنظمها إندونيسيا في شهر أبريل المقبل. كما عقد الرئيس السيسي، اجتماعا مع وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، ورئيس الهيئة العامة لتعاونيات البناء والإسكان، لاستعراض الدراسات الجاري إعدادها لتنفيذ مشروع القرى المنتجة صديقة البيئة، وتطبيق هذا النموذج في إطار مشروع استصلاح المليون الفدان لاستيعاب النمو السكاني في الظهير الصحراوي لوادي النيل وصعيد مصر. صورة تكريم السيسي للأمهات المثاليات وقد وجَّه الرئيس بأهمية إيجاد مجتمع متكامل في هذه القرى من حيث الإسكان والزراعة وإقامة مصانع للمنتجات الزراعية والتعبئة والتغليف والمجازر الحديثة، مع التركيز على مشاركة كل فئات المجتمع في هذه المشروعات، وفي مقدمتهم الشباب. وبمناسبة الاحتفال بعيد الأم، أصدر السيسي قراراً جمهورياً بمنح أمهات مصر المثاليات وسام الكمال من الطبقة الثانية، منوهاً إلى أنه يتعين الاستمرار في هذا التقليد الذي يُعلي من شأن الأم ويهدف لإبراز قيمة الوفاء والتضحية، والتقى الأمهات المصريات اللاتي فزن بلقب الأم المثالية، وذلك على مستوى الجمهورية وكذا على مستوى المحافظات، بالإضافة إلى الحاصلات على ألقاب أفضل أم بديلة والأم المثالية لذوي الاحتياجات الخاصة والأمهات المُعيلات. وبمناسبة الاحتفال بعيد انشائها الحادي والخمسين، أدلى الرئيس السيسي بحوار لإذاعة القرآن الكريم، شدد خلاله على أهمية التصدي لدعوات الغلو والتطرف والدعاوى المغلوطة والأفكار الهدامة التي يحاول الإرهابيون والمتطرفون فكرياً إلصاقها بالدين الإسلامي خلافاً لكل مبادئ الدين الإسلامي، وأكد أن العالم الإسلامي يحتاج إلى وقفة مع النفس وثورة من أجل الدين وليس على الدين لتصحيح المفاهيم المغلوطة وإظهار وتطبيق القيم السمحة والتعاليم الغراء للدين الحنيف. كما أصدر الرئيس السيسي، قراراً بقانون بتعديل قانون شهادات استثمار قناة السويس في سياق بلورة الإطار القانوني لهيئة قناة السويس واختصاصاتها، واستكمال هذا الإطار بما يتيح للهيئة ممارسة دورها على الوجه الأمثل"، وذلك باعتبار أن الهيئة هي التي ستشرف على مشروع تنمية قناة السويس.