جمال شقرة: قيمة اليمن الاستراتيجية عامل مشترك بين الحدثين مواجهة الحوثيين عند حدود اليمن أفضل من مواجهتهم على حدودنا عفيفى: حاربنا وحدنا فى الستينيات واليوم نشارك ضمن قوات ردع عربية أعاد إعلان مصر دعم الحلف الخليجى سياسيا وعسكريا فى اليمن لصد خطر انقلاب جماعة أنصار الحوثى على حكم الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى، إلى الأذهان أجواء الحرب التى خاضتها مصر فى الستينيات من القرن الماضى، لدعم إقامة الجمهورية اليمينة على أنقاض حكم مملكة الإمام الزيدى يحيى حميد الدين، والآثار المترتية على مشاركة قواتنا المسلحة فى حرب اليمن قبل هزيمة 1967، وهو ما فتح الباب للتساؤل مجددا عن مستقبل العلاقات المصرية اليمنية فى إطار المخاطر التى تهدد المنطقة العربية. وقال الدكتور جمال شقرة، مدير مركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس، إن العامل المشترك فى التدخل العسكرى المصرى فى اليمن، إبان حكم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر لمواجهة مملكة الإمام البدر والتحرك الإقليمى الحالى لردع جماعة انصار الحوثى، هو القيمة الجيو سياسية والاستراتيجية لليمن بالنسبة لمصر والعالم العربى، والخوف من سقوطها فريسة فى أيدى «الاستعمار الغربى» أو «الغول الإيرانى »، بحسب تعبيره. وأشار شقرة فى تحليله للعلاقات المصرية اليمنية، إلى أهمية التدخل المصرى لدعم الثورة الشعبية، آنذاك، ضد الإمام البدر، المدعوم من بريطانيا المستعمر حينها والمملكة السعودية، فى عام 1962، من أجل استقلال الوطن العربى ضمن مساعى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لإقامة الجمهورية، واصفا إياها بمعركة تحرير الوطن العربى. أما فى المرحلة الحالية فأصبح الصعود الحوثى المدعوم من إيران يمثل مصدر قلق للشرق الأوسط بأكمله، لاسيما أن المد الإيرانى ليس بعيدا عن السابق ويضع مستقبل الوطن العربى على المحك بعد سقوط دولة عربية مجاروة بنفس الطرق، بحسب شقرة. وتابع: «المرة الأولى نجحت المخابرات الغربية فى بث الفرقة بين جيوش الدول العربية لتحقيق مخططات الاستعمار، أما الآن فالوحدة العربية تقف بقوة ضد المد الإيرانى، لاسيما أن الخصم هذه المرة يريد أن يعيد أمجاد الخلافة الفارسية». وقلل شقرة من مخاوف البعض لما حدث فى سيناريو «اليمن القديم» واستنزاف الجيش المصرى قبل الحرب مع إسرائيل فى 1967، بقوله: «الفارق كبير، لأن التدخل الآن حتمى ومصيرى، فمصر تعيش وسط مستنفع فى الفوضى وفشل الثورات، وان تواجه الحوثيين فى حدود اليمن عند مضيق باب المندب، افضل من مواجهتهم فى محافظاتالبحر الأحمر». وقال أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة الدكتور محمد عفيفى إن «المعادلة المشتركة هى مصر والمصالح تتغير، والكل يتحد الآن من أجل صد الخطر الإيرانى»، وشدد عفيفى على أن الإمبراطورية الإيرانية تتوغل الآن فى بلدان عربية كبيرة، بين الشام والعراق، والحوثيون تجاوزوا الخطوط الحمراء فى اليمن بعد سقوط مدينتى صنعاء وعدن، لافتا إلى أن التدخل الآن من جانب مصر لمنع اختلال توازن القوى فى المنطفة العربية التى تتصدع أنظمتها منذ اندلاع ثورات الربيع العربى. وعن اختلاف الهدف المصرى من التدخل العسكرى فى اليمن سابقا وحاليا، يقول عفيفى: «مصر تدخلت وحدها فى الستينيات لتدعيم قيام الجمهورية اليمينة ضد الملكية، لذا استنزف جيشنا فى معارك واسعة، أما الآن فتشارك مصر ضمن قوات ردع عربية لمنع تسلل الحوثيين إلى الأطراف والحدود».